عندما نقف اليوم لنستذكر شهداء المقاومة الصدرية علينا ان نؤذن بصوت الرصاص لنُسِمع النائمين في كهوف الخوف ترنيمة الحرب بطريقة لم يألفها فقراء المواقف من قبل، وحينما نقف في حضرة المقاومة علينا ان نتوضأ بماء الوفاء ونصلي ركعة الحب في محراب التضحية، ثم نصطف خلف نعوش الشهداء المقدسة نرتل آيات القوة والشجاعة لنهزم فيالق الخوف الذي عشعش في طرقات الوطن. ايها المسافرون الى هناك حيث الاشجار والانهار والنعيم الذي لايفنى، اخترتم طريق البنادق والخنادق، وغيركم ممن عجز عن قول كلمة الحق اختار طريق الصمت والفنادق، يامن تجيدون عناق الموت بطريقة اذهلت التوابيت واحتارت باجسادكم المضرجة بعطر الجنان دكة المغتسل، ياحفاة الاقدام وعراة الصدور، صنعتم مقابر اعدائكم برموش بنادقكم ومنحتم العراق ثوبا من الكرامة والكبرياء، وتحولت قبوركم الى مدن من الياسمين فاصبحت موطنا للفراشات وقِبلة للحب والسلام والخلود، تعلمتم من الصدر المقدس ان الكفن سلاح لا يجيده إلا من آمن بالصدر (والله يعلم مافي الصدور).
تهرولون نحو المنايا وبطونكم خاوية لا تملكون ثمن الرغيف تشدونها بأحزمة العتاد فتشبعون افواه البنادق برائحة البارود وغيركم يحج الى مدن الضباب هاربا من اشعة الشمس التي احرقت وجوهكم السومرية المتشحة بالحياء والعفة والوقار والانتصار، تتحدثون انتم في ساحات الجهاد وتنزفون اعماركم قربانا للعراق وغيركم يتحدث من خلف الشاشات مدعيا الشجاعة التي لايعرف ابجدياتها وضريبتها.
ايها الاحياء برغم موتكم ها انتم هنا بل انتم هناك ترتبون مسار النجوم وتنثرون الضوء على ازقة المدن المنسية وتوزعون على اكواخ الطين خبز العباس وتشعلون شموع الامل على ضفاف خضر الياس.
امهاتكم اللاتي تسمرت اقدامهن عند مفترق الزمن ينتظرن عودتكم من ساحات الحرب اتخذن من زينب عليها السلام قدوة ومثالا فخلعن ثوب الحزن ووقفن شامخات بين نساء الكون كأنهن نخيل الجنوب وعندما يحتاج الوطن الى رجالٍ يهز جذوعهن فيتساقط منهن فيالق من الشهداء يهمسون بوجه الموت نحن ابناء علي والحسين وخريجو منبر الكوفة المقدس، اطفالكم كبروا وصرنا نستحي منهم عندما يسألوننا عن معنى الشهادة ولأننا لانملك جوابا شافيا يقنع طفولتهم نقول لهم ان الشهادة انتم اهلكم اباؤكم صبركم تضحيتكم دموعكم الهاطلة في صباحات العيد عندما لاتجدون ثمنا لملابسكم الجديدة فترتدون التعفف جلبابا، ايها الشهداء المقاومون وقفتم بوجه الاحتلال مدججين بأنين المظلومين ومتأبطين كل اوجاع العراق وهتفتم ب (كلا) صدركم العظيم التي رددتموها خلفه في زمن القحط فاصبحت نشيدكم الوطني في ساحات القتال ، سلام عليكم ما اشرق علينا فجر جديد، سلام على وجوهكم المحملة بغبار الطرقات البعيدة، سلام على اجسادكم التي مزقتها الشظايا واخترقها الرصاص، سلام على اكفكم التي عشقت البنادق، سلام على اقدامكم التي لم ترتجف قط في ساحات الجهاد والمقاومة، سلام عليكم وانتم تحلقون كاسراب الحمام في سماوات العراق ولا تلتفتون لنعيق الغربان لانكم تعرفون ان صوت الحق ياتي محملا باريج الشهادة، سلام عليكم ايها العراقيون حد النخاع، سأطبع قُبلة على الارض التي تحتضنكم، ايها الصدريون بكل ماتحمله الكلمة من معنى لقد كتبتم لنا تاريخا بلغة جديدة لايفهمها إلا من اتخذ الموت لاجل الوطن سلما ، لقد شطبتم على تاريخ الخوف والذل والخنوع، لم ترهبكم ضريبة قولكم للحق، يا اسود المنازلة وصرخة الضمير الحي ايها الضاحكون بوجه الخوف الرافضون لكل محتل وارهابي دخيل، يا ايها الشهداء الخالدون سلام عليكم والف سلام على قائدكم زعيم المقاومة ورائدها السيد القائد مقتدى الصدر نهر العراق الثالث ومبتغى الارواح العطشة والباحثة عن سلسبيل المواقف المشرفة في زمن الجدب والقحوط، فيا شهداء العقيدة والمبادئ النبيلة، ستبقون اقمارا تطرد ظلام الاحتلال لتنير طريق الحرية للثائرين، سلام عليكم بحجم احزاننا واشتياقنا لكم ولمواقفكم، سلام عليكم يا شهداء العراق الذين بذلتم ارواحكم لاجل ترابه الطاهر المقدس...
إرسال تعليق