Articles by "التطوير الاعلامي"




بقلم/التجاني بولعوالي

كيف نفهم مصطلح الإعلام

في الحقيقة، عندما نقرأ ما يكتب حول مفهوم الإعلام، يستفاد من ذلك أن هذا المصطلح يعني بصفة عامة، نشر الأخبار والمعلومات والإعلانات على الجماهير عن طريق وسيلة ما من وسائل الإعلام (1). غير أن هذا التعريف المتداول وغيره من التعريفات المختلفة، التي يكاد يحسبها الكثيرون جامعة مانعة، هل من شأنها أن تبين حقيقة مصطلح الإعلام بدقة ووضوح، لاسيما في العصر الحديث حيث صار الإعلام يتخذ أبعادا جديدة، يلتبس فيها الثقافي بالسياسي، والعلمي بالأيديولوجي، وما إلى ذلك!

إن التحول العميق الذي شهدته حياة الإنسان في العصر الحديث، اعترى مختلف المستويات والجوانب، فلم يكن الإعلام بمنأى أو منجى من ذلك، بقدر ما كان العنصر الأكثر حظا من ذلك التحول، كيف لا؟ وقد كان نفسه طرفا مشاركا وفعالا في تحول العالم وتبدله، فلم يعد الحديث عن الإعلام باعتباره مجرد آلية لتوصيل الخبر، وإنما بوصفه قوة لازوردية تؤثر بشكل سحري في الجمهور، ومن ثم تساهم في تشكيل أفهامهم وتوجيهها، كما أنه لم يعد الحديث عن الصحافة باعتبارها سلطة رابعة، وإنما سلطة أولى!

على هذا الأساس، فإن مفهوم الإعلام توسع أكثر، فاقتصرت تعريفاته اللغوية والاصطلاحية العتيقة على المعاجم والبحوث الأكاديمية التقليدية، أما الدراسات الإعلامية الحديثة، فلا تلتفت إلى تلك التعريفات المستهلكة، بقدر ما تربط مفهوم الإعلام بالواقع المعاصر، وما يعتريه من أحداث ومستجدات سياسية واقتصادية وثقافية وتكنولوجية، مما سوف يجعل مفهوم الإعلام يتخذ دلالات جديدة تحيل على السلطة والقوة والتأثير والهيمنة والسيطرة وغير ذلك. فصاحب كتاب (المتلاعبون بالعقول) هربرت أ. شيللر، يفسر في مقدمة الكتاب، كيف يتحول الإعلام من جهة أولى، إلى عملية تضليل، ومن جهة ثانية إلى أداة قهر وقمع! فعندما "يعمد مديرو أجهزة الإعلام إلى طرح أفكار وتوجهات لا تتطابق مع حقائق الوجود الاجتماعي، فإنهم يتحولون إلى سائسي عقول، ذلك أن الأفكار التي تنحو عن عمد إلى استحداث معنى زائف... ليست في الواقع سوى أفكار مموهة أو مضللة!". ثم "إن تضليل عقول البشر هو، على حد قول باولو فرير، "أداة للقهر". فهو يمثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة من خلالها إلى "تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة"." (2) وقد توقف المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي في كتابه (السيطرة على الإعلام)، عند جانب الدعاية المضللة للإعلام، فرأى أن مواجهة تمرد القطيع/الشعب في الدولة الشمولية أو العسكرية يتم بسهولة تامة، إذ "فقط عليك أن تمسك بهراوات فوق رؤوسهم، وإذا خرجوا عن الخط ما عليك إلا أن تحطم تلك الهراوات فوق رؤوسهم، ولكن في مجتمع أكثر ديمقراطية وحرية، فقدت هذه الوسيلة، فعليك إذن اللجوء إلى أساليب الدعاية والمنطق، فالدعاية في النظام الديمقراطي هي بمثابة الهراوات في الدولة الشمولية، وهذا أمر يتسم بالحكمة".(3) أما المفكر المغربي د. المهدي المنجرة، فيدرك بعمق أن مفهوم الإعلام هو أكبر مما تحدده المعاجم، فهو حسب فهمه "المادة الأولية للمعرفة باعتبار أن المعرفة إعلام قد تم تركيبه وتأليفه حسب تصور معين"(4)، وقد أصبح الإعلام يتجه حاليا إلى تحويل مجتمع الإنتاج الصناعي إلى مجتمع إعلام ومعرفة، فترتب عن ذلك أنه صار "مصدر تفاوت وتسلط سياسي وتفوق عسكري وهيمنة اقتصادية وثقافية"(5).

ما هي أهم شروط الإعلام المنشود؟
في خضم هذه الرؤية، نشأ لدي وعي أكيد بأن الاستمرارية السليمة، لا تتحقق في العصر الحديث إلا للأمم والشعوب التي تملك إعلاما متوازنا وقويا، وهذا الإعلام لا يتشكل فجأة، وإنما ينبثق من تراكم علمي ومعرفي، يشهد بتجارب وإنجازات سابقة مهدت تدريجيا لنشأة هذا الإعلام القوي وتشكله. هكذا فإن آفة العالم العربي والإسلامي تتحدد في غياب إعلام قوي، يؤدي أكثر من وظيفة حضارية، بدءا بمحو الأمية... وصولا إلى الدعوة المنظمة إلى الإسلام. مما فتح الباب أمام الغزو الإعلامي الأجنبي، فأصبح العالم الإسلامي كله حقل تجارب لكل من هب ودب، من الشرق أو من الغرب!

لذلك، ليس أمامنا إلا أن نمضي على هذا النحو، ونحن كلنا إيمان بأنه لم يبق في أيدينا إلا رهان واحد، يمكن أن نبين من خلاله حقيقة حضارتنا الإسلامية؛ للذات وللآخر، للحاضر وللمستقبل، لأننا جربنا كل الرهانات من دبلوماسية ومقاطعة ومواجهة وتبعية وغير ذلك، غير أننا فشلنا فشلا ذريعا! وهذا الرهان، هو رهان الإعلام، لكن ليس أي إعلام!

ترى بأي إعلام نستطيع أن ننفتح على الآخر، فنتمكن من إيصال حقيقتنا الدينية والحضارية إليه؟ في واقع الأمر إن ذلك الإعلام، الذي يمكن وصفه بالقوي والمتوازن، يقتضي جملة من الشروط، التي تتحدد أهمها كالآتي:

النهج العلمي: والمقصود به حضور البعد العلمي في الأداء الإعلامي والصحافي، الذي من شأنه أن ينظم المعرفة الإعلامية، مبنى ومعنى، مضمونا وأسلوبا، فيجنبها السقوط في الإسفاف والعشوائية، لاسيما وأن أغلب ما ينشر ويبث في وسائل الإعلام يفتقد العلمية والتنظيم والدقة، لذلك فهو يندرج في نطاق ذلك الخطاب الإخباري أو الدعائي المرحلي، حيث قلما نصادف الصحافة العلمية، ليس فيما يتعلق بجانب المحتوى فحسب، وإنما بجانب الأداء كذلك.
الحس الموضوعي: ويعني طلب الموضوعية باعتبارها "دراسة الظواهر كأشياء لها وجودها الواقعي الخارجي ومنفصلة عن كل ما هو ذاتي شخصي كالآراء المسبقة والرغبات والنزعات والأهواء الشخصية"(6). فما أحوج إعلامنا العربي والإسلامي إلى الابتعاد عن العاطفة والانفعال، وتجاوز لغة الانطباعات إذ أن معظم ما يقدمه الإعلام العربي والإسلامي، يظل حبيس دائرة الخصومات الشخصية والصراعات الأيديولوجية، حقا إن هذه الأمور يمكن أن تشكل مضامين إعلامية ساخنة وجادة، غير أن ذلك يقتضي أداء واقعيا خلوا من الآراء التنميطية المسبقة والأهواء الشخصية والسياسية.
تحري المصداقية: وكلمة المصداقية مشتقة من الصدق، وهي تعني مطابقة القول للعمل، أي أن ما يقوله الإنسان وما يعد به، ينعكس في أعماله وسلوكاته، وما ينطبق على الإنسان ينطبق كذلك على الإعلام، الذي يتحتم عليه أن يكون صادقا في نقله لقضايا الواقع، غير أنه قلما نجد وسائط إعلام تضع في الحسبان جانب الصدق، فثمة من الوسائط من يطوع تلك القضايا ويوظفها لأغراض إيديولوجية وسياسية، وثمة من يروج مغالطات لا أساس لها من الصحة والواقعية، لذلك نشأت في أذهان الناس مسلمات تحط من قيمة الإعلام، ولا تحسبه إلا ناقلا للأراجيف، ومسوقا للشائعات.
الرؤية المتوازنة: ويراد بها أن يشمل الإعلام جوانب الحياة ومجالاتها كلها، فلا يهتم بمجال معين على حساب مجال آخر، كالرياضة أو السياسة أو الأخبار اليومية، كما نجد في أغلب وسائل الإعلام العربي والإسلامي، في حين يكاد ينعدم الإعلام التربوي أو التعليمي، ويقل إعلام الطفل، وغيرهما. هذا على المستوى العام، أما على المستوى الخاص، الذي يعني به التوازن الذاتي لكل وسيلة إعلام على حده، سواء أكانت جريدة أم إذاعة أم قناة أم موقع رقمي أم غير ذلك، فينبغي أن تشمل تلك الرؤية كل حيثيات تلك الوسيلة، من شكل ومضمون وأداء وآليات وما إلى ذلك.
بصيرة الاستشراف: إن الإعلام لا يقف عند وصف الكائن ونقله فحسب، وإنما يضيف إلى ذلك خاصية أساسية وهي التوقع بما سوف يحصل، واستشراف الممكن، ولا تتأتى هذه الخاصية إلا لذلك الإعلام الموجه والمتمكن، الذي يكتسب مع مرور الأيام وتراكم التجارب، بصيرة استشرافية تستشعر بناء على أحداث الواقع ومعطياته، كيف سوف يكون المستقبل القريب أو المتوسط، وبنسبة أقل المستقبل البعيد.

كيف نفهم مصطلح التنمية؟

إن الاقتصاديين يكثرون من استعمال عبارة التنمية، التي يقصدون بها رفع مستوى الدخل القومي بزيادة متوسط إنتاج الفرد، لكن هذه العبارة لم تبق محصورة في المجال الاقتصادي، بقدر ما نزحت نحو أغلب حقول العلوم والمعارف الإنسانية، فيطلق على أية طريقة تستهدف تحسين وضعية ما أو تطويرها، من حالة الرداءة إلى حال الجودة والعطاء تنمية، التي يعبر عنها في المعاجم اللغوية بتكثير الشيء وزيادته؛ فتنمية النار في إشباع وقودها، وتنمية التجارة في رفع أرباحها ورأسمالها، وتنمية الجوار في تطوير العلاقات فيما بين الدول المجاورة، وهكذا دواليك.

وقد تناول د. إبراهيم العيسوي قضية التنمية في كتابه (التنمية في عالم متغير)، حيث تعرض إلى التطور التاريخي لهذا المصطلح، يقول: "إذا تتبعنا تطور مفاهيم التخلف والتنمية، فسوف نجد أنها قد مالت في أول الأمر إلى التركيز على جانب النمو الاقتصادي وما يتحقق فيه من إنجاز. فقد كان التعريف الشائع للبلدان النامية منذ أواخر الأربعينات حتى أواخر الستينات أنها البلدان التي ينخفض فيها مستوى الدخل الفردي كثيرا بالقياس إلى مستواه المتحقق في البلدان المتقدمة. وعرفت التنمية بأنها الزيادة السريعة والمستمرة في مستوى الدخل الفردي عبر الزمن".(7) إلا أنه سوف يكتشف بأن هذا المفهوم الذي يختزل التنمية في مجرد النمو الاقتصادي السريع، ضيق وغير صائب، لأن ثمة بلدانا نامية عديدة، كما يستخلص الباحث، حققت معدلات نمو للدخل القومي قريبة من المعدل الذي حدده خبراء التنمية، غير أنها بقيت مستويات المعيشة بها متردية، وظلت الكثير من قطاعاتها تتخبط في الفقر والجهل والمرض والتخلف. (8) على هذا الأساس، فإن مفهوم التنمية سوف يحافظ على البعد الاقتصادي، وفي الوقت ذاته يضيف إليه أبعادا متعددة، وهكذا فإن خبرة الخمسينات والستينات سوف تساعد "على صقل المفهوم الأوسع للتنمية، بتحجيم دور العنصر الاقتصادي في مفهوم التنمية (أي النمو الاقتصادي)، وبإبراز دور الجوانب المؤسسية والهيكلية والثقافية والسياسية".(9)

وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن المؤرخين لمفهوم التنمية يميزون بين ثلاث مراحل أساسية مر بها هذا المفهوم، وهي على التوالي:

مرحلة الفكر الرأسمالي: وتعتبر فيها الحرية الفردية من أهم دعامات النموذج الرأسمالي، الذي يمنح الفرد حرية تكاد تكون مطلقة، على حساب الجماعة، وتشمل هذه الحرية مختلف ممارسات الحياة وجوانبها، كالدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وقد ارتبط ظهور مفهوم التنمية في الفكر الرأسمالي بما هو اقتصادي، حيث يتمتع الفرد بالحرية في نشاطاته الاقتصادية، ولا تتدخل الدولة فيها، إلا بشكل جزئي، عندما يتعلق الأمر بالضرائب، أو بالحماية النسبية من المنافسة. وقد سعت العديد من دول العالم الثالث، بما فيها المنطقة العربية، إلى استيراد النموذج التنموي الرأسمالي، غير أنها لم تفلح في أن تستنبته بشكل سليم ومثمر في مجتمعاتها النامية، بقدر ما ظلت تتخبط في مأزق التبعية للعالم الرأسمالي، وانتظار معوناته الاقتصادية والفكرية والتكنولوجية، فكانت النتيجة أن فشلت معظم مشاريع التنمية المستوردة من الغرب.(10)
مرحلة الفكر الاشتراكي: إن النموذج الماركسي جاء كرد فعل على التوجه الرأسمالي الغربي، فسعى حثيثا إلى استبدال أغلب مبادئ الرأسمالية ومقولاته، برؤى مثالية جديدة، وقد انطبق ذلك أيضا على مفهوم التنمية، إذ يذهب الاشتراكيون التقليديون إلى أن التغيير الواقعي لا يتم إلا بالتنمية الاجتماعية الموجهة، اعتبارا بأن التغيير في الفكر الماركسي لا يتأتى إلا عن طريق الثورة، والانقلاب الجذري على المنظومة الاجتماعية القديمة، وتعويضه بتركيبة مجتمعية جديدة، تتأسس على الجماعة وليس على الفرد، كما في النظام الرأسمالي.
التوجه الجديد: الذي أصبح فيه الإنسان أكثر وعيا بأهمية المجتمع المدني في تنمية الواقع الذي ينتظم فيه، وقد أدت منظمة الأمم المتحدة دورا مفصليا في نشر هذا النوع من الفكر، من خلال مختلف التقارير والمنشورات والمواثيق التي تصدرها، ويتحدد مفهوم التنمية لديها في أنها "ليست بالعبء، وإنما هي فرصة فريدة - فهي تتيح، من الناحية الاقتصادية، إقامة الأسواق وفتح أبواب العمل؛ ومن الناحية الاجتماعية، دمج المهمشين في تيار المجتمع؛ ومن الناحية السياسية، منح كل إنسان، رجلاً كان أم امرأة، صوتاً وقدرة على الاختيار لتحدّي مسار مستقبله".(11)
وما يسترعي الانتباه أن أغلب المنظرين العرب والمسلمين لمفهوم التنمية، يقتصرون في ذلك على التفسيرات الغربية، كما أنها هي وحدها الموجودة، وأن الإنسان لم يتمتع بوعي تنموي إلا في ظل الحضارة الغربية الحديثة، في حين أن الدراسات التاريخية تشير، بشكل أو بآخر، إلى أن مفهوم التنمية قديم قدم الإنسان، وأن أية مجموعة بشرية إلا وشهدت نوعا من التنمية المادية أو الموضوعية. وتجدر الإشارة في هذا الباب، إلى أن التاريخ الإسلامي لم يخل من البعد التنموي، في مختلف مستوياته، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية والعسكرية، وغير ذلك، بل وأن المتفحص لتعاليم الدين الإسلامي، يدرك مدى حضور الهاجس التنموي في العديد من النصوص القرآنية والحديثية، هذا ناهيك عن اجتهادات العلماء، وتأملات الفلاسفة، وتوجيهات المربين، وإنجازات الحكام.

وقد تناول د. إبراهيم العسل هذا الموضوع في كتابه (التنمية في الإسلام)، يقول: "يقوم التصور الإسلامي للتنمية على أساس أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الكون واستخلف الإنسان في الأرض ليقوم بعمارتها، وفق منهج الله وشريعته، وقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان متميزا عن سائر المخلوقات ليكون قادرا على أداء هذه المهمة، وهيأ له بفضله وكرمه كل ما يمكنه من أدائها، وأنه على ضوء قيام الإنسان بهذه المهمة يتقرر مصيره ويتحدد مستقبله في الدنيا والآخرة".(12) وقد توقف الباحث عند مجموعة من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، التي تتضمن إشارات بليغة حول مفهوم التنمية، مثل هذه الآية الكريمة التي تنبه على عدم التبذير، (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا)،(13) فمضمونها الداعي إلى عدم الإفراط والإسراف، لا يختلف كثيرا كما هو وارد في مواثيق الأمم المتحدة، وقوانين العديد من الدول، التي تحث على ترشيد النفقات وتوجيهها، وعدم تبذير الموارد البيئية والطبيعية خاصة. ثم إن خاصية التنمية في الإسلام "ليست عملية إنتاج فحسب، وإنما هي عملية كفاية في الإنتاج مصحوبة بعدالة في التوزيع، وأنها ليست عملية مادية فقط، وإنما هي عملية إنسانية تهدف إلى تنمية الفرد وتقدمه في المجالين المادي والروحي".(14)
أشكال وتجليات الإعلام المحلي

غالبا ما يختزل الناس الإعلام في جملة من الوسائل التواصلية، سواء التقليدية كالجرائد والمجلات والملصقات والإذاعات والتلفاز وغيرها، أم الحديثة كالفضائيات والإنترنت والهواتف والفاكسات، وما إلى ذلك. هكذا فإن فهم الناس ينصرف دوما إلى وسائل الإعلام المستوردة من خارج الواقع الذي يعيشون فيه، كأن الإعلام ما هو إلا منتوج أجنبي وافد عليهم، وهم يلغون بذلك، بلا وعي منهم، العديد من الأشكال الإعلامية التي ينتجونها ويتداولونها، إما؛

لأنهم لا يستوعبون المفهوم الحقيقي لمصطلح الإعلام، ووسائل الاتصال.
أو لأنهم يرون في بعض الأشكال الإعلامية السائدة في واقعهم، أدوات لا ترقى لأن تشكل وسائل إعلامية مرضية ومقبولة.
أو لأنهم ينبهرون بالوسائل الإعلامية الأجنبية، مما يدفعهم إلى تبنيها، واستبدال وسائلهم التقليدية بها.
من هذا المنطلق، ينبغي تصحيح هذه الرؤية المغلوطة، والإقبال على الأشكال الإعلامية المتنوعة التي ينطوي عليها واقعنا، وتتضمنها ثقافتنا المغربية والأمازيغية، لأن الإعلام الحقيقي والجاد لا يكون كذلك إلا إذا كان نابعا من البيئة التي يوجد فيها، أما إذا تم استيراده من الخارج، وقمنا بإسقاطه على مجالنا التداولي، فإن ذلك سوف ينتج عنه لا محالة إعلام مفصول عن الواقع، لا يعبر عن هموم الناس وانشغالاتهم.

وبالنظر إلى واقعنا المحلي، يمكن تحديد أهم مكوناته الإعلامية من خلال الأشكال التواصلية الآتية:

أبراح/المنادي: وعادة ما يستعمل صوته أو آلة معينة لإيصال صوته، كالبوق مثلا، وتتعدد مظاهره حسب الرسائل الإخبارية والفكرية التي يسعى إلى إيصالها، كأن تكون رسالة تجارية، كما هو حال البائعين في الأسواق، أو رسالة ترفيهية، كما هو الشأن بالنسبة إلى (الحلايقيين) في الأسواق، أو رسالة دينية، وخير تعبير على ذلك هو صوت المؤذن الذي يدعو الناس إلى إقامة شعيرة الصلاة، أو رسالة ثقافية وأدبية، كما هو الحال بالنسبة إلى الشاعر الأمازيغي (أمذياز)، الذي يتنقل عبر المداشر والقبائل ليلقي أشعاره على الناس، وغير ذلك من الرسائل.
الملصقات: وهي تتضمن مختلف الإعلانات الإخبارية، التي تعلم بنشاط أو تظاهرة معينة، وعادة ما تستعمل هذه الآلية في واقعنا، من قبل المؤسسات التعليمية والجمعيات الثقافية والرياضية. بالإضافة إلى إشارات المرور، ولوحات المحلات التجارية ومختلف المؤسسات، التي تكون ملونة، أو مضاءة، أو متحركة.
المنشورات والأدلة: وهي شكل تواصلي مفضل لدى المؤسسات البنكية ووكالات الأسفار والتأمين والاتصال، أصبحت في متناول كل مواطن، فهي معروضة في أغلب هذه المؤسسات.
المنابر الورقية: كالجرائد والمجلات والكتب، وهي على المستوى المحلي شحيحة نوعا ما، غير أنه بدأ يظهر البعض منها في الآونة الأخيرة.
المنابر الرقمية: من مواقع إلكترونية إخبارية ومدونات ومنتديات، وغيرها كثير، وقد أدى هذا الشكل دورا كبيرا في تفعيل الإعلام المحلي، والكشف عن كثير من القضايا التي كانت مطوية، والتعريف بالواقع المحلي بدون حواجز مادية أو رقابية.
الإعلام المدرسي: ويتمثل في مختلف الأنشطة التربوية التي تقوم بها المؤسسات التعليمية المحلية، كالمسابقات والأمسيات الثقافية والمسرحيات والاجتماعات، وغير ذلك.
الإعلام الشعبوي: ويتجلى من خلال مختلف السلوكات التواصلية اليومية، كالمحادثات العادية، ومحادثات الغيبة والنميمة، والتجمعات الشعبية، والتظاهرات الرياضية، والاحتفالات، والجنائز، والأعراس، والشعائر الدينية، وغير ذلك.
بناءً على هذه الأشكال التواصلية التي يزخر بها الواقع، تتعين أهم مصادر الإعلام المحلي، التي يمكن للصحافيين والإعلاميين المحليين الاعتماد عليها، فيما يأتي:

الجمعيات بمختلف أنواعها (ثقافية، رياضية، تنموية، فلاحية...).
المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية.
المساجد ودور العبادة.
مؤسسات الدولة (الجماعات، القيادات، الدوائر، المندوبيات، الدرك، الأمن، المراكز الصحية...).
الوكالات التجارية والخدماتية والمالية (أبناك، أسفار، بريد، اتصالات، وكالات عمومية، تأمينات...).
دور الشباب والثقافة (ملاعب، نوادي، مقاهي الإنترنت، مكتبات...).
المواقع الرقمية والمنتديات والمدونات.
المقاهي العامة والأسواق والحمامات...

كيف يساهم الإعلام التنموي في تنمية الواقع؟

يعتبر الإعلام التنموي أرقى مستوى بلغه الإعلام في تطوره التاريخي، الذي مر فيه بمراحل متعددة، وتسلق مستويات مختلفة، تتنوع بتنوع سواء الحقول المعرفية التي يشتغل عليها الإعلام، أم التوجهات الفكرية والأيديولوجية التي تهيمن على الممارسة الإعلامية، وتجدر الإشارة إلى أن تلك المستويات تتحدد حسب الأبعاد التي يتخذها الإعلام، كالأيديولوجي، والوصفي، والاجتماعي، والديني، والتربوي، والاقتصادي، وهلم جرا.

ولا يعني هذا أن هذه المستويات كلها ما عادت تجدي، وإنما تحضر بشكل لافت في المعادلة الإعلامية المعاصرة، غير أنها طورت أكثر من قدراتها ومنهجياتها ومقاصدها، لتواكب البعد التنموي للإعلام، فتنخرط كلها في عملية التنمية التي يشهدها الواقع. ويعود الفضل تاريخيا في نشأة هذا النوع من الإعلام، إلى الباحث ويليبر شرام الذي ألف كتابا في وسائل الإعلام والتنمية، وهو يرى أن الإعلام التنموي فرع أساسي ومهم من فروع النشاط الإعلامي، "وهو قادر على إحداث التحول الاجتماعي والتغيير والتطوير والتحديث، يتم فيه وضع النشاطات المختلفة لوسائل الإعلام في سبيل خدمة قضايا المجتمع وأهدافه العامة أو بمعنى آخر هو العملية التي يمكن من خلالها توجيه أجهزة الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيري داخل المجتمع بما يتفق مع أهداف الحركة التنموية ومصلحة المجتمع العليا". (15)

كما أنه أومأ في هذا الكتاب الطلائعي، إلى أهم الأدوار التي تؤديها وسائل الإعلام، كأن "توسع من آفاق الناس، ويمكنها أن تلعب دور الرقيب، ويمكنها أن تشد الانتباه إلى قضايا محددة، وكذلك يمكن أن ترفع طموحات الناس، ويمكنها أن تصنع مناخا ملائما للتنمية، ولا يخفى في النهاية، ما لوسائل الإعلام من مهمات تعليمية ودور في صناعة القرارات".(16)

هكذا تتضح أهمية الإعلام التنموي في حياة الإنسان المعاصر، وتتحدد أهم ملامح هذا الإعلام، وهي ملامح أساسية فيه بإجماع العديد من الأكاديميين والباحثين والمتخصصين في علوم الإعلام، كالآتي:

الإعلام التنموي تجاوز الأساليب التقليدية المتمثلة في نقل المعلومة فقط، إلى المشاركة الفعالة في كافة خطط التنمية، وتتبع سيرها من خلال مختلف الأنشطة والأشكال الإعلامية.
يظهر دور الإعلام التنموي بجلاء أثناء تعرض الواقع إلى أزمات وحالات طوارئ مفاجئة، من خلال اعتماد الإعلام على استفزاز الواقع اليومي وخلق جو من الألفة والتفاعل مع الضحايا والمتضررين.
يساهم الإعلام التنموي في تلقين الناس المهارات والأساليب اللازمة التي تقتضيها عملية التحديث والتطور، لاسيما الجرأة وانتقاد المسئولين وعدم الخوف منهم.
يشارك الإعلام التنموي في تنمية المجتمع المباشرة من خلال شتى الأنشطة والإسهامات، كمحو الأمية الهجائية، وتنظيم الدورات التكوينية، والتثقيف النسائي، والتربية، وغير ذلك.
كلما كان الإعلام التنموي متطورا في أدائه ووسائله، كلما أثر ذلك أكثر في الواقع، فالدراسات تجمع على أن ثمة ارتباطا وثيقا بين النمو الاقتصادي ونمو وسائل الإعلام.
وفيما يتعلق بتوظيف وسائل الإعلام في التنمية المحلية ينبغي؛
أن ترتبط تلك الوسائل بالبيئة المحلية وثقافة المنطقة.
التنسيق الشمولي مع مختلف المؤسسات، سواء أكانت رسمية، أم مدنية.
أن يكون المشرفون على تلك الوسائل الإعلامية في الغالب الأعم من أبناء المنطقة، يستوعبون مشاكل الناس وحاجياتهم.
بناء على ما سبق ذكره، وارتباطا بواقعنا المحلي، نخلص إلى المحصلات الآتية:

أولا: التنمية هي مسؤولية الجميع، سلطات ومواطنين، مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، لذلك ينبغي تغيير تلك النظرة التقليدية التي كانت تربط كل شيء بالدولة.
ثانيا: آن الأوان لتجاوز مرحلة الإعلام التنميطي الوصفي، المبني على المعارضة من أجل المعارضة، كما كان سائدا في الماضي، إذ ظل الإعلام مرهونا بما هو سياسي وأيديولوجي وحزبي، متأثرا به، والآن أصبح الإعلام هو الذي يؤثر فيما هو سياسي، فهو ليس السلطة الرابعة كما كان سائدا في الأدبيات التقليدية، وإنما السلطة الأولى!
ثالثا: الانتقال من مرحلة الدعاية والتعبئة والخطابات الأيديولوجية، إلى مرحلة الإنتاجية، من خلال جمعيات المجتمع المدني التنموية، ويؤدي الإعلام دورا محوريا في هذه التنمية، باعتباره ليس محفزا فحسب، وإنما محفز وموجه وطرف أساس في صناعة هذه التنمية.
هكذا ينبغي أن تشكل هذه العناصر الثلاثة موجهات أساسية لإعلامنا التنموي المحلي، حتى ينخرط في تطوير واقعنا المتردي، ويسهم بقسط وافر في التنمية المحلية، التي تسعى حثيثا إلى تحقيقها كل مكونات المجتمع وأطيافه.
توجيهات أساسية للكفاءات الإعلامية المحلية

أود أن أضع في هذا المبحث بعض التوجيهات الأساسية، التي ينبغي لكل إعلامي أو صحافي محلي أن يستحضرها في ممارسته الإعلامية اليومية، سواء في الفضاءات العامة، كالشوارع والملاعب والمقاهي، أم في المؤسسات الرسمية، أم في جمعيات المجتمع المدني، أم في غيرها من المؤسسات العمومية والخصوصية، أم عبر مختلف وسائل الإعلام الورقية والرقمية.
النزول إلى الواقع وتوعية العامة

والمقصود بذلك الشعور والاكتواء بهموم الناس، قبل الكتابة عنها، إذ لا يقتصر الإعلام على وصف تلك الهموم فحسب، وإنما يبحث في أسبابها وعواملها الخفية، لا ليواسي الناس ويرثي حالهم، بل ليكون طرفا مهما في حل مشاكلهم، والإجابة عن أسئلتهم الإشكالية والمستغلقة، ففي الغرب على سبيل المثال، توجد مكاتب ومؤسسات تتخصص في هذا المجال، وتقدم لها الميزانيات الهائلة للبحث في مشاكل الناس ومعالجتها، وتقديم التوعية الكافية حول كيفية تجنبها، أو كيفية التعامل معها.

نموذج ظاهرة الطلاق: يقوم الإعلام المحلي (الصحافة المكتوبة، الصحافة الرقمية، الإعلام المدرسي، الجمعيات...) بتناول ظاهرة الطلاق داخل المجتمع، بالاستناد إلى الحالات المطروحة على المحكمة، والإحصاءات المتوفرة لدى المصالح القضائية المختصة، إضافة إلى تصريحات الأطراف المعنية (أصحاب الدعاوى، الضحايا، القضاة، المحامون...)، ثم بعد ذلك يقوم الإعلام بدراسة موضوعية لهذه الظاهرة، والتنقيب عن أسبابها الخفية والمعلنة، وعواقبها على الأطفال وعلى المجتمع، ثم يطرح مجموعة من الحلول الممكنة، ويدعو إلى ثقافة الإصلاح، وتوعية الرأي العام بذلك، بإشراك بعض الجمعيات والمصالح النسوية التي تمت بصلة ما إلى هذا الإشكال، على أن تكون طرفا مباشرا وأساسا في هذا الإصلاح، دون إغفال دور الأئمة في هذا المجال، بحيث يلتمس منهم هذا الإعلام التنموي التكثيف من خطبهم ومواعظهم في هذا الصدد. وينطبق هذا كذلك على العديد من المعضلات الاجتماعية، كالعنف المنزلي، واستغلال الأطفال، والهدر المدرسي، والتسول، وتعاطي المخدرات، وغير ذلك.

البحث عن أسباب الخلل في الواقع

كما هو معلوم لا يخلو أي مجتمع من نقص ما أو خلل في تركيبته البنيوية، أو التسييرية، أو غيرهما، لذلك فوظيفة الإعلام التنموي هي البحث الحثيث عن مكامن الخلل الذي يعتريه، سواء في بعده البيئي، أم التعليمي، أم الاجتماعي، أم الثقافي، أم التنظيمي، وما إلى ذلك، فلا يكتفي الإعلام بوصف المشكلة، وإنما مدعو إلى التنقيب في العوامل المؤدية إليها، ثم تقديم الحلول الناجعة والممكنة لها.

نموذج عدم اشتغال المصابيح الكهربائية في شارع معين: ففي هذه الحالة لا يكون دور الإعلام هو توصيف هذا العطب، والكتابة عنه بأسلوب الفضح، كما كان سائدا في صحافة المعارضة التقليدية، التي ربتنا على المعارضة من أجل المعارضة، وإنما يقتضي المقام من الصحافي والإعلامي أن يحيط وصفا بهذه الحالة، وبشكل دقيق وموضوعي، بالكلمة والصورة، ثم يتوجه إلى الجهات المسئولة والمعنية (مجلس بلدي، سلطات، شركة كهرباء، مواطنون...)، ويسألها حول هذا المشكل بأسلوب موضوعي مبني على الحوار البناء، ليكون طرفا مهما في تسوية ذلك الخلل، فهو بذلك الأسلوب يحث الجهات المسئولة على خدمة المجتمع، أما أنه إذا ما سارع إلى نشر ذلك الخبر دون التحقق منه ومساءلة الجهات المعنية، فإنه لا يخدم المجتمع في شيء، بقدر ما يعرقل مشروع التنمية، بزرع الصراع بين الإعلام والدولة، بين المثقفين والمسئولين، بين المواطنين والسلطات، كما أن أي مغالطة أو مزايدة تعتري ذلك الخبر، قد تجعل المسئولين يضيقون الخناق على الإعلاميين، بل ويعتقلونهم باسم القانون! ثم إن الإعلامي عندما يتوجه إلى الجهات المعنية، عليه أن لا يتعامل معها بأسلوب انفعالي واحتجاجي، وإنما بأسلوب لبق وتعاوني، إذا ما أراد أن يقدم إعلاما تنمويا، يشارك من خلاله في تنمية واقعه وتطويره.

الحضور المستمر للإعلام

ويتم هذا الحضور في مختلف الأنشطة المقررة التي تقوم بها مصالح السلطة المحلية وهيئات المجتمع المدني، بل وعلى الإعلام أن يكون طرفا مهما في تلك الأنشطة، ليس لتغطية الحدث فحسب، وإنما لمساءلة الجهات المعنية، وتقديم الملاحظات الجادة، على هذا الأساس على منظمي تلك الأنشطة أن يخبروا وسائل الإعلام المحلية بذلك، في مقابل ذلك، يتوجب على الإعلاميين المحليين الانفتاح على مكونات الدولة وهيئات المجتمع المدني، بأسلوب جاد، يرتكز على التعاون والتفاعل والإصغاء والنقد البناء.

نموذج الاجتماع الدوري للمجلس البلدي: إذ يتحتم على المجلس البلدي أن يخبر بذلك الحدث وسائل الإعلام المحلية، دون تمييز أو استثناء، بل ويستدعيها لحضور الاجتماع، كما على وسائل الإعلام أن لا تؤدي دور الند والفاضح، ولا تمارس النقد المعارض والهدام، وإنما أن تصغي بتمعن، وتطرح الأسئلة العميقة والجادة، وتغطي الحدث بشكل موضوعي ودقيق وبعيد عن المغالطات والمزايدات والانفعالات. فرب سؤال وجيه يطرحه إعلامي ناشئ على أعضاء المجلس البلدي، قد يكون سبب لمشروع متميز وناجح، خير من ألف مقترح أو خطة عمل يطرحها المجتمعون كلهم!

أهمية الإعلام التربوي

يعد الإعلام المدرسي والتربوي مكونا رئيسا في الإعلام التنموي، وهو لا يعني فقط المجلات الورقية والحائطية التي تصدرها المؤسسة التعليمية، ولا المواقع الرقمية الخاصة بالأطفال، ولا الرسائل الإخبارية الموجهة إلى الآباء والأمهات، وإنما هو أكبر من ذلك كله، إنه التوعية المتدرجة للطفل بقيمة الإعلام في حياته، فالوعي هو أس التربية، أما المعارف والمعلومات فيلتقطها الطفل ويستوعبها بالتكرار والحفظ، أما الخبرات واستخدام الأدوات فيكتسبها بالممارسة والتمرن. ويساهم الإعلام (إلى جانب المعلم، البيت، المحيط...)، بقسط وافر في زرع ذلك الوعي وتشكيله، وتظل الشاشة، في يوم الناس هذا، أهم وسيلة ينجذب إليها الطفل؛ تقدم له الصورة والحركة والكلمة والأغنية واللعبة والتسلية... غير أنها تحرمه من أهم شيء، وهو الحنان والدفء الأسروي، الذي كانت تقدمه الوسيلة الإعلامية التقليدية له، والتي هي الجدة، التي كانت بمثابة الشاشة؛ تحضن أحفادها بدفء، وتشرع في تلقينهم تجارب الحياة ومعارفها، لكنه باجتياح الشاشة لواقعنا المحلي، تم إقصاء الجدة وعزلها، وأصبح أطفالنا مدمنين على الصورة والشاشة، التي زرعت فيهم سلوكات غير سوية، كالانعزال، والعنف، والأنانية، وعدم التركيز، وغير ذلك. وهذا لا يعني أن هذا المعطى الإعلامي/الشاشة ذو تأثير سلبي على الطفل، فوجوده اليوم صار أمرا لازما، لا يمكن الاستغناء عنه، لوظائفه المتعددة، كالتعليم والإخبار والترفيه، وما إلى ذلك، إلا أن إفراط الطفل في الإقبال عليه، قد تترتب عنه نتائج عكسية، لذلك ينبغي أن تكون علاقة الطفل بالشاشة موجهة ومراقبة. "وعلى الرغم من دور التلفزيون في النمو الاجتماعي والثقافي للطفل، فإنه قد يؤدي إلى نتيجة عكسية وينمي لدى الطفل شخصية ضعيفة منفصلة عن مجتمعها إذا ما ركز على عرض قيم وثقافات أخرى تؤثر على ذاتية الطفل الاجتماعية والثقافية".(17)

على هذا الأساس، يتحتم على المدرسة أن تؤدي دورا رياديا في توعية الطفل بقيمة الإعلام، ليس نظريا فحسب، وإنما ميدانيا كذلك، عبر إشراكه في مختلف الممارسات الإعلامية، عن طريق تنظيم ورشات إعلامية، تتضمن مجلات وجرائد ورقية ورقمية، مسرحيات، إذاعة الطفل، رسم كاريكاتوري، معرض الصور الفوتوغرافية، إعلاميات، ونحو ذلك.

رقمنة الإعلام المحلي

ويقصد بهذه الرقمنة تأهيل الأشكال الإعلامية المحلية لتواكب التحولات الجديدة، التي أحدثتها الثورة الرقمية في وسائل نقل المعلومة والتواصل والإعلان وتبادل الخبرات والانفتاح على التجارب الوطنية والدولية، ويتوجب على مختلف المؤسسات العمومية والخصوصية، من مصالح الدولة، ومكونات المجتمع المدني، ومؤسسات التعليم، وأبناك، وشركات... أن تخوض هذه التجربة، التي أصبحت من مستلزمات المرحلة الراهنة. لاسيما وأن ذلك أصبح لا يتطلب إمكانات مادية هائلة، إذ أنه يمكن أن تكتفي في البداية بتجربة المدونات والمنتديات المجانية، فتعرف بمكونات المجتمع المحلي، على مختلف مستوياته.

إن حضور واقعنا المحلي على صعيد الشبكة العنكبوتية يظل محتشما وخجولا، ولا يمثل بتاتا القيمة البشرية والعمرانية والمؤسسية والثقافية للمنطقة، التي يقطنها عشرات الآلاف من الناس، وتتضمن مختلف المؤسسات الحكومية والتعليمية والجمعوية والبنكية والدينية والرياضية والخدماتية، وغير ذلك، ومقبلة على تحديات هائلة، ولا تملك إلا بضعة مواقع إلكترونية هزيلة معدودة على أصابع اليد الواحدة!

إن التركيز على المكون الرقمي في تنمية الواقع، أصبح أمرا لازما ينبغي للجميع، سلطة ومنتخبين ومجتمعا مدنيا ومواطنين، التفكير فيه بجدية واستراتيجية وبعد نظر، لأن الإنترنت أصبح الوسيلة الأهم للتواصل السريع والبليغ، خصوصا وأنه اكتسح أغلب البيوت، فأصبح في متناول المرأة والطفل والمثقف... والجميع.

لذلك كله، أكرر الدعوة إلى استثمار هذا المكون، والشروع في الرقمنة التدريجية لمختلف مؤسسات المجتمع، لأنه من خلال هذه الوسيلة تتحقق العديد من المكاسب، كالتواصل، والتثقيف، والتعريف، وتبادل الخبرات، وهكذا دواليك.
دعم الإعلام المحلي

بناء على ما سلف، إن مطلب الرقمنة يتأتى، إما بشكل فوري عن طريق استثمار بعض الإمكانات الرقمية المجانية المتاحة، وهذا حل آني ومؤقت، وإما بشكل منهجي ومخطط، ويقتضي المزيد من الجهد والتضحية، لذلك فالحاجة إلى دعمه خصوصا المادي واردة، حتى يتحقق النهوض بالإعلام المحلي، ونقدم أنموذجا متميزا على صعيد المنطقة التي ننتمي إليها. ثم إن أغلب الإعلاميين والصحافيين الشباب المحليين، الذي يتجشمون هذا العبء الثقيل، لا يعملون، أو أنهم يمارسون مهنا بعيدة كل البعد عن ميدان الإعلام، أو أن دخلهم لا يسمح لهم بالإسهام المادي في تأهيل الإعلام المحلي وتطويره، فهم في مسيس الحاجة إلى مختلف الأدوات التي تساعدهم على أداء خدمتهم الإعلامية التطوعية، كالكتب والجرائد والكاميرات والبطاريات وتعويضات النقل، وغيرها، ولم لا في المستقبل تعويضات على الخدمات الإعلامية التي يقدمونها.

ولا يتحقق هذا الدعم إلا بواسطة تضافر جهود مختلف المكونات التي يتشكل منها واقعنا المحلي، مثل:

مساهمة الجماعات الحضرية والقروية: وذلك عندما تتحقق لها الموارد المادية الكافية، أو أنها توجه بعض الموارد المخصصة للمجتمع المدني في هذا المضمار، وتفرض على المستفيدين منها رقمنة أنشطتهم وإسهاماتهم، إذ ينبغي لكل جهة تتلقى الدعم أن تفتح واجهة إلكترونية خاصة بها، وتخدم من خلالها الواقع المحلي.
مساهمة المؤسسات البنكية والوكالات الخدماتية: إذ تساهم هذه الجهة في تمويل وسائل الإعلام المحلية، وتقديم يد العون إلى الصحافيين والإعلاميين، في شكل تعويضات مادية مقابل خدمة الإشهار مثلا.
مساهمة المحسنين: إذ يلاحظ أن هذه الفئة غالبا ما تساهم فيما هو ديني محض فحسب، فقد آن الأوان لتغيير هذه العقلية، وتوزيع مساعداتهم المادية بشكل شمولي، يشمل ما هو ثقافي واجتماعي وإعلامي، فالمجتمع لا يصلح فقط بالخطب والوعظ، وإنما بالخدمات التي يقدمها المجتمع المدني عامة كذلك، كالتوعية، والتعليم، والحملات البيئية والصحية، وغير ذلك.

الهوامش:

لقد تناول العديد من الدارسين قضية الإعلام، فحاولوا تحديد مفهوم مصطلح الإعلام، وإليكم بعض التعريفات التي تسنى لنا الاطلاع عليها: يقول د. جمال العطيفي أن الإعلام هو "إحاطة الرأي العام علما بما يجري من أمور وحوادث سواء في الشؤون الداخلية، أم في الخارجية"، يرى د. إبراهيم إمام أن الإعلام هو "نشر الأخبار والمعلومات والآراء على الجماهير"، ويرى د. د. يوسف قاسم أن الإعلام هو "تزويد الناس بالأخبار الصادقة والمعلومات الصحيحة والحقائق الثابتة التي تساعد الناس على تكوين رأي صائب في واقعة معينة"، ينظر كتاب: مسئولية الإعلام الإسلامي في ظل النظام العالمي الجديد، د. رشدي شحاتة أبو زيد، دار الفكر العربي – القاهرة، ط 1/1419هـ - 1999م، ص 22

2 المتلاعبون بالعقول، هربرت أ. شيللر، ترجمة عبد السلام رضوان، الإصدار الثاني، عالم المعرفة، 243/ذو القعدة 1419 – مارس 1999، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآدب – الكويت، ص 7

3 السيطرة على الإعلام، نعوم تشومسكي، ترجمة أميمة عبد اللطيف، اتصالات سبو، ط1/2005، ص 15

4 الحرب الحضارية الأولى، المهدي المنجرة، المركز الثقافي العربي، ط8/2005، ص 388

5 المصدر نفسه، ص 389

6 معجم المصطلحات الحديثة، د. سمير سعيد حجازي، دار الكتب العلمية بيروت، ط1/2005، ص 263

7 التنمية في عالم متغير، د. إبراهيم العيسوي، ص 13

8 المصدر نفسه، ص 14

9 المصدر نفسه، ص 17

10 دراسات في الإعلام والتنمية العربية، صلاح أبو أصبع، دبي، مؤسسة البيان 1989، ص 168

11 من كلمة لكوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، المصدر: موقع التنمية المستدامة الرقمي: http://www.un.org/arabic/esa/desa/aboutus/dsd.html

12 التنمية في الإسلام مفاهيم مناهج وتطبيقات، د. إبراهيم العسل، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، ط1/1416 – 1996، ص 63

13 الإسراء، آية 17

14 التنمية في الإسلام مفاهيم مناهج وتطبيقات، ص 64

15 ينظر مقال: الإعلام التنموي للأستاذ إسلام عبد العزيز، http://forum.selze.net

16 دراسات في الإعلام والتنمية العربية، ص 408

17 الطفل والإعلام، د. عبد اللطيف كدائي، سلسلة المعرفة للجميع، منشورات رمسيس – الرباط ، ع 33، يوليوز 2006، ص 51

د.محمد عبدالله الخازم
    من الوظائف المبجلة لدينا وظيفة المستشار، متفرغ أو غير متفرغ، خاص أو غير خاص، مستشار الوزارة أو مستشار الوزير، ورغم التبجيل الذي تحظى به، فإنها تبقى وظيفة مجهولة المعالم في كثير من القطاعات الحكومية وغير الحكومية، رغم أنه لا يخلو قطاع حكومي تقريباً دون أن يوجد به المستشار أو المستشارون، لا اعتراض ولا حسد، ولكنها الأسئلة التي نسأل فيها عن مهام المستشار، المفترضة، وكيف أصبحت وظيفة المستشار، لدى البعض، وسيلة لتحقيق أغراض متنوعة تتجاوز الهدف الموضوعي العملي والعلمي لإحداثها ...
لو حاولنا إيجاد وصف لعمل المستشار، فإنه يمكن القول بأن الأهداف الرئيسية المنشودة من عمل المستشار هي التالي:
أولاً: تقديم المعلومة الصحيحة، الدقيقة في الوقت المناسب لصاحب الصلاحية في اتخاذ القرار.
ثانياً: طرح الخيارات المكملة والمتاحة لصانع القرار في موضوع الإستشارة، بما في ذلك شرح أبعاد كل من تلك الخيارات الاجتماعية والاقتصادية والإدارية، على المدى القصير والبعيد.
ثالثاً: العمل على إيصال مشاعر وردود فعل المجتمع تجاه قراراته وعمله، حيث طبيعة المسؤولية تسبب أحياناً في حجب ردود الفعل الاجتماعية عن المسؤول، بعكس المستشار الذي يفترض أن يكون ذا حساسية تجاه ما يدور في المجتمع، كما يفترض أن يكون عدم اشتغاله في تنفيذ القرار مصدر حياد وثقة في نقل رد الفعل الصحيح للمسؤول التنفيذي...
وبما أن المستشار يتركز عمله في إبداء الرأي والمشورة فإن المشورة المطلوب تقديمها، شفوياً كانت أم كتابياً، يجب أن تتميز بمواصفات منها:
أولاً: الوضوح والشمول بمعنى أن تصاغ بشكل مفهوم للمسؤول، يأخذ في الحسبان إثارة الأسئلة والأجوبة الممكنة، وأبعاد التطبيق المختلفة، حسب الهدف الرئيسي الذي ينشده صاحب القرار في طلب المشورة..
ثانياً: الوضوح والدقة بمعنى أن تتبع التسلسل المنطقي والعملي والعلمي الذي يسهم في إثراء موضوع الاستشارة، والنقاش حوله مع صاحب القرار أو أصحاب القرار، بعيداً عن العموميات والألفاظ الرنانة التي قد لا تساعد المسؤول، بل تحرجه حين يتبناها بصيغتها التي يقدمها المستشار...
ثالثاً: الإبداع والتجديد في نوع المشورة وأسلوبها، حيث إن المسؤول الناجح دائماً ما يبحث عن التجديد والتطوير وفق المفاهيم الحديثة، في موضوع الاستشارة أو العمل، بعيداً بالتأكيد عن الخيال غير القابل للتطبيق.
رابعاً: المشورة يجب أن تكون مناسبة مع البيئة الاجتماعية أو تأخذ في الحسبان البعد الاجتماعي بكافة أبعاده المعيشية والثقافية والدينية...
خامساً: المشورة يفترض أن تأخذ في الحسبان التسلسل الزمني والخيارات البديلة في التطبيق، حتى لا تصبح مجرد تنظير يتم نقله من مراجع علمية.
سادساً: المشورة يجب أن تأخذ في الحسبان البعد الاقتصادي والموارد المتاحة أو الممكن توفيرها للحصول على نتيجة ايجابية من تطبيق النصيحة تلك.
دون الولوج في طبيعة التخصصات ومستويات عمل المستشارين، ذلك البعد النظري أو المثالي في جانب الاستشارة، وعمل المستشار بصفة عامة، ومع تقديرنا للاختلاف في الكفاءة والأمانة والإخلاص وطبيعة العمل من شخص إلى آخر، إلا أن ذلك لا يمنع من الإشارة هنا إلى بعض، ونؤكد على بعض، الظواهر السلبية في عمل ما يسمى بالمستشار في قطاعاتنا المختلفة، والتي منها عدم التفريق بين المستشار والسكرتير الخاص، عدم الوضوح في توظيف المستشار، هل يكون ممن يحملون الرؤية المهنية والعلمية المتميزة التي ستفيد العمل أم تتم مجاملة صديق أو قريب أو زميل بوضعه مستشاراً، وكذا عدم الوضوح في ترقية أحدهم إلى مستشار، هل الهدف هو الرغبة في الاستفادة الفعلية من تجارب المرقى إلى وظيفة مستشار في موقع أكثر تفرغاً وإبداعاً أم إبعاده عن الموقع الذي كان يحتله بطريقة مقبولة وظيفياً.. ويعزز كل ذلك عدم وضوح توصيف وظيفة ومهام المستشار وكذا سهولة انشاء وظيفة المستشار، التي يسهل تسويغها وتبريرها كما يسهل التعيين عليها، بشكل دائم أو مؤقت..
من السلبيات المصاحبة لتعيين المستشار هي استغلال ذلك، كوسيلة يمكن من خلالها (تطفيش) مسؤول تنفيذي في القطاع يصعب إزاحته من موقعه بشكل مباشر، كما يفعل بعض الوزراء للتخلص من بعض مسؤولي الوزارة القدماء، حيث يتم إعطاء الصلاحيات للمستشار، ويتم الاعتماد على المستشار، وإهمال آراء المسؤول المراد إزاحته من موقعه الوظيفي، حتى يتم إجباره على التقاعد أو طلب النقل أو الترقية، وبالتالي تحقيق الغرض الخفي من تعيين المستشار، والإشكالية المرتبطة هنا المتعلقة بتوصيف الوظائف والمراقبة الإدارية هي عدم الفصل بين التنفيذي والإستشاري، حيث يفترض أن لا توكل المهام التنفيذية للمستشار، لأن ذلك يلغي، في كثير من الأحيان، حيادية المستشار ونزاهته في تقديم المشورة الصحيحة المخلصة، بسبب تعارض المصالح بين تقديم المشورة المخلصة، المشار إليها أعلاه، وبين القيام بالعمل التنفيذي.. هذه الظاهرة نلحظها بالذات حين يأتي الوزير من خارج القطاع ويرغب في تجديد بعض القيادات الإدارية من حوله، وتقريب بعض الكفاءات من خارج القطاع..
وظيفة المستشار تستخدم كذلك، لدى البعض، كعتبة لتعيين شخص غير مؤهل أو لا تنطبق عليه الشروط الوظيفية للعمل في وظيفة بذاتها، فعلى سبيل المثال يصعب إقناع الجهات العليا أو التوظيفية، بالموافقة على تعيين شخص ما، ليس لديه خبرات وتسلسل وظيفي في مراكز قيادية إدارية تسوغ توظيفه، ولكن المسؤول بذكائه يلجأ إلى وضع ذلك الشخص في منصب مستشار لعام أو عامين، توكل إليه تدريجياً العديد من اللجان والمهام التنفيذية، ومن ثم تقديم أوراقه للترقية إلى المنصب المراد على اعتباره صاحب خبرة متميزة في مجال العمل في تلك الإدارة..
ذلك عن المستشار القادم من خارج الوزارة أو الإدارة، أما داخل القطاعات فهناك الترقية الشكلية إلى وظيفة مستشار والسلبية في بعض هذه الترقيات هي كونها تضمن راتب الشخص المرقى إلى مستشار، دون عمل أو إنتاجية مستحقة لذلك، أي ضمان اجتماعي متطور، وهذا يبقي المستشار داخل دائرة المصالح الخاصة في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى يكون ذلك المخرج الوحيد نظامياً لإزاحة شخص من موقعه الوظيفي أو الإداري الذي يحتله.. . والمستشار من هذا النوع يكون مكبلاً، فهو إن طرح مشورة جديدة من نوعها، قيل له لماذا لم تطبقها حينما كنت مسؤولاً تنفيذياً، وإن طرح رأيا لا يتوافق مع التوجه الإداري بمؤسسته، قيل له أنت ناقم لأنه تم إزاحتك عن منصبك التنفيذي، وهكذا نجده مكبلاً معنوياً ووظيفياً وغالباً ما يصل إلى مرحلة مبدأها (أقبض الراتب وأقرأ الجرايد ومالي والآخرين).
البعض يعتقد أن وظيفة مستشار هي كاتم الأسرار وبالذات حينما يرتقي إلى منصب مستشار خاص، وبالتالي لا يتم البحث عن مستشار متمكن من فهم طبيعة ومجال العمل، بقدر ما يتم البحث عن شخص مقرب توكل إليه الأسرار، ويبرز ذلك بالذات لدى الإداريين ذوي القناعة بأن العمل الإداري يجب أن يقوم على الكتمان والمؤامرات...
الجهات التوظيفية والإدارية مطلوب منها وضع ضوابط أكثر في هذا المجال، تسهم في القضاء على الأهداف الخفية للتعيين والترقية على وظيفة المستشار، وأول هذه الضوابط يجب أن تكون في الفصل بين المهام التنفيذية والاستشارية، فالمستشار كما أراه يجب أن يتفرغ لتقديم المشورة والدراسات والأفكار التنظيمية والإدارية والاستراتيجية للمسؤول وللمؤسسة، حسب المواصفات أعلاه، بينما التنفيذي عليه الإشراف والعمل على تنفيذ اللوائح والنظم والتعليمات وتطويرها وفق موقعه من الهرم الإداري... كما يجب تحديد السقف العددي للمستشار في منصب تنفيذي متقدم يفترض أن لا تحسب خدماته الاستشارية السابقة كمسوغ رئيسي للتعيين، ليتم التغلب على تعيين غير المؤهلين في مناصب بحجة خبراتهم الاستشارية، فالخبرة الإستشارية مكملة ومهمة، ولكنها يجب أن لا تكون بديلاً للخبرات العلمية والتخصصية المهنية الأساسية، مع تقديرنا للجميع.

إن الإتصال السياسي هو إحدى ثلاث عمليات سياسية متداخلة (القيادة السياسية،التنظيمات السياسية،الإتصال السياسي) ويقصد بذلك الوسائل التي تعمل على إحداث التأثيرات السياسية والتفاعل ما بين المؤسسات الحكومية والسلوك السياسي لدى المواطنين وهنا ينبغي التفرقة بين الإتصال السياسي بإعتباره أحد أشكال الإتصال الإجتماعي وبين الإتصال السياسي بإعتباره علما له نظرياته ومجالاته الدراسية،حيث أن الإتصال السياسي هو العلم الذي يدرس مجموعة الأنشطة والفعاليات التي يزاولها القائمون بالعملية الإتصالية من أجل تحقيق أهداف سياسية،وهو بذلك ينصب جوهره على إحداث التأثيرات وتغيير الإتجاهات والآراء لدى الجمهور المستقبل، لتحقيق أهداف محددة يسعى لها القائم بالعملية الإتصالية.
أما تعريف الإتصال السياسي بإعتباره نشاطا إتصاليا،فتعددت التعريفات بشأنه ومنها:
- عرّف شودسون الإتصال السياسي بأنه أية عملية نقل لرسالة يقصد بها التأثير على إستخدام السلطة أو الترويج لها في المجتمع.
- عرّف جون ميدو الإتصال السياسي بأنه الطريقة التي تؤثر بها الظروف السياسية على تشكيل مضمون الإتصال وكمياته أو أنه الطريقة التي تقوم فيها ظروف الإتصال بتشكيل السياسة .
- عرّف ماكنير الإتصال السياسي بأنه إتصال هادف حول السياسة، ويتضمن هذا التعريف ما يلي:
1-كل أشكال الإتصال التي يقوم بها الفاعلون السياسيون لتحقيق أهداف معينة.
2-الإتصال الموجه إلى السياسيين من غير المشتغلين بالسياسة، كالناخبين وكتاب الأعمدة الصحفية وغيرهم.
3-الإتصال الذي يتناول الساسة وأنشطتهم، كما تتضمنها التقارير الإخبارية والإفتتاحيات وغيرها مما تتناوله وسائل الإعلام للسياسة.
ويؤكد ماكنير من خلال ما سبق أن تعريفه للإتصال السياسي يشمل جميع أنواع الخطاب السياسي، حيث أنه أخذ في الإعتبار من خلال التعريف ليس فقط الرسائل المكتوبة أو المنطوقة بل أيضا المظاهر المرئية التي تعطي دلالة مثل شكل الوجه والملبس لأن هذه الأشياء وغيرها من الرموز الإتصالية قد تشكل وتكون الهوية السياسية.
أهم مداخل الإتصال السياسي
لقد تعددت المداخل النظرية لدراسة الإتصال السياسي متأثرة بعاملين أساسيين هما:
أ-تعقد الظاهرة السياسة وإرتباطها القوي بالعديد من الأنشطة والظواهر الأخرى في المجتمع.
ب-إختلاف المنظور البحثي للظاهرة السياسية بين الباحثين ،حيث تركت الخلفيات العلمية تأثيراتها على الكيفية التي نظر بها الباحثون إلى الظاهرة السياسية بوجه عام والإتصال السياسي بوجه خاص.
مداخل الإتصال السياسي
1-مدخل العملية: وهو مدخل يركز على فكرة التغيير الدائم في السلوك الإتصالي السياسي إستنادا إلى المفاهيم السائدة عن العملية، وينظر أصحاب هذا المدخل إلى الإتصال السياسي بإعتباره جزءا من عملية دائمة التغيير يصعب تحديد بدايتها أو نهايتها أو تتبع جزئياتها المختلفة.
كما وتسيطر على هذا المدخل 5 مفاهيم أساسية تمثل التراث التقليدي لأصحاب هذا الإتجاه وهي:
أ-أن التاريخ يعيد نفسه في تكرارات محددة.
ب-أن التاريخ والتغيير السياسي لا يتمان في دوائر منتظمة عبر الزمن،وإنما يتمان عبر دوائر متعاقبة، وهذا يعني أن التاريخ لا يعيد نفسه تماما وأن التغيرات السياسية ليست متطابقة عبر الزمن.
ج-تطور حركة التاريخ، حيث أن العملية السياسية تؤدي إلى تغيرات نحو الأفضل عبر المراحل التاريخية.
د-عكس عملية تطور حركة التاريخ ويكون ذلك من أنه يمكن ملاحظة العمليات السياسية الرئيسية والتعرف عليها ولكن ليس في إطار نموذج تاريخي تطوري.
ه-أن العملية السياسية عملية عشوائية لا تنتظم في نموذج ولا تتبع التطور وهذا المفهوم هو الأقل إنتشارا في دراسات هذا المدخل.
2-مدخل الإستخدمات والإشباعات: وينتمي هذا المدخل إلى النظرية الوظيفية في علم الإجتماع التي تطورت في القرن التاسع عشر في فرنسا في مواجهة نظريات المنفعة الإقتصادية، ويولي هذا المدخل أهمية خاصة للوظائف التي يؤديها الإتصال السياسي بالنسبة للجمهور المشارك في عملية الإتصال في ضوء ما لديه من دوافع أو توقعات أو إشباعات،وعلى الرغم من أن هذا المدخل قد تطور تاريخيا في إطار البحوث السياسية وبحوث الرأي العام،إلا أنه تحول سريعا من القضايا السياسية إلى القضايا التجارية والترفيهية.
وتتركز إستخدمات هذا المدخل في دراسة الإتصال السياسي في مجالين هما:
أ-الكيفية التي يدرك بها أفراد الجمهور الموضوعات والقضايا التي تعرضها الوسائل على أنها قضايا وموضوعات سياسية.
ب-الإهتمام بتحليل التأثيرات الناتجة عن التعرض لوسائل الإعلام وعلاقتها بالسلوك السياسي في المجتمع.
3-مدخل نشر المعلومات: وهو مدخل يعنى بالكيفية التي تنساب فيها المعلومات السياسية عبر قنوات الإتصال في المجتمع،وقد إهتم أصحاب هذا المدخل بالإجابة على عدة تساؤلات من أبرزها :
أ-هل يؤدي إنتشار الرسائل إلى تأثيرات في السلوك الإنساني؟
ب-ما النتائج والآثار الكامنة الناتجة عن أنماط إنتشار المعلومات السياسية؟
ج-هل يمكن تطبيق نموذج الإنتشار على كل أشكال المعلومات السياسية؟
4-المدخل البنائي: ويعد هذا المدخل من المداخل الحديثة في دراسة الإتصال السياسي،حيث أنه يفتح مجالا لمزيد من الفهم للأسئلة البحثية المسيطرة على دراسات الإتصال السياسي ومن أهمها كيفية فهم الأفراد للرسائل السياسية، ومنه يقترح هذا المدخل العديد من الوسائل النافعة لمعالجة العديد من القضايا المهمة في هذا المجال وذلك مثل تأثير الإتجاهات السياسية على السلوك والوسائل التي يمكن بها لخصائص الرسائل السياسية أن تؤثر على فهم الأفراد للأحداث والشخصيات السياسية.


تعريف الخبر
لم يعد الخبر الصحفي مجرد وصف اعتيادي لحدث معين يحظى بالاهتمام بل أصبح صناعه مميزه لها سماتها الخاصة، وهذه الصناعة الصحفية دخلت وتفاعلت فيها عوامل عدة أسهمت في تطور أساليبها ووسائلها وطرائق إيصالها إلى الجمهور. إن عملية جمع الأخبار وإعدادها وتوزيعها دخلت مرحله مهمة من التطور الذي رافق ثورة الاتصال والمعلوماتية وهكذا نجد العملية الإخبارية قد تعقدت تبعا لعالم ملئ بالصراعات المختلفة من إيديولوجية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية تركت أثرها واضحا في العملية الإخبارية.

وقد شهد النصف الثاني من القرن الماضي ظهور أنماط جديده من أساليب تحرير وكتابه الأخبار وتغيرت النظره الى الخبر تعريفا ومفهوما وأصبحت عملية إعداده صناعة متقنة ومعقده تجاوزت الوصف الاعتيادي للأحداث الجارية لتصبح عملية دقيقة لها وسائل وأساليبها وفلسفتها الخاصة.

وكثيرا ما كنا نقرأ في كتب الصحافة تعريفات للخبر تكاد تلتقي في مفهوم عام وهو ان الخبر وصف لحدث اني يحظى بالاهتمام.

ومضت عقود طويلة ظل فيها هذا المفهوم العام راسخا في أذهان كتاب الخبر والمحررين والمراسلين الذين وجدوا إن مهمتهم الصحفية تقوم على اطلاع القراء وتنويرهم بما يجري من أحداث.. فقد عرف فور تكليف الخبر ونشره عام 1865 بأنه الإثارة والخروج عن المألوف.. فعندما يعض الكلب رجلا فهذا ليس بخبر ولكن عندما يعض الرجل كلبا فهذا هو الخبرundefined[1]undefined ويرى نيل ماكنيل الذي عمل مساعد رئيس التحرير للشؤون الخارجية في صحيفة نيويورك تايمز أن الخبر هو جمع الحقائق عن الأحداث الجارية التي تثير اهتمام القراء لكي تطبعها الصحيفةundefined[2]undefined وعرف جيرالد جونسون الخبر بأنه وصف أو تقرير لحدث مهم بالنسبة للجمهور كما هو مهم بالنسبة للمخبر الصحفي نفسه فقيمة الحدث بالنسبة للمخبر يتحدد بمدى قابلية هذا الحدث للنشرundefined[3]undefined.

ويرى فرايزر بوند إن الخبر هو تقرير وقتي عن أي شيء مثير بالنسبة للإنسان والخبر الجيد هو الخبر الذي يثير اهتمام اكبر عدد من القراءundefined[4]undefined يعتبر خبرا مهماًundefined[5]undefined.

أما عبد اللطيف حمزه فقد عرف الخبر بأنه الجديد الذي يتلهف القراء على معرفته والوقوف عليه بمجرد صدور الجريدة وعرف د. عبد الستار جواد الخبر بأنه شيء لا نعرفه من قبل، شيء نسيته أو انك لم تفهمهundefined[6]undefined.

ومن خلال التعاريف الكثيرة للخبر والتي أوردنا قسما منها نستطيع ان نعرف الخبر بالاستناد الى خبرتنا العملية بأنه تقرير عن حدث لم يكن معروفا عند الناس من قبل جمع بدقة من مصادر موثوقة بصحتها على أن يقوم بكتابته محررون متخصصون في العمل الصحفي.

وعرفه ماكد وجل بأنه/ تقرير عن حادث معين ترى الصحيفة في نشره وسيلة للربح الماديundefined[7]undefined.

كما عرفه فارنس فاليز بأنه/ ذلك النوع الصحفي الذي يقوم بنقل معلومات معينة بشكل ملتزم حول وقائع ملموسه أو بعكس أحداث معينة بأسلوب مكثف وبأسرع طريقة ممكنة وينبغي أن يكون واقعيا وملتزما ومقنعاundefined[8]undefined.

وعرفه جلال الدين الحمامصي بأنه/ كل خبر يرى بأنه جدير بان يجمع ويطبع وينشر على الناسundefined[9]undefined.

ويرى أديب خضور ان الخبر هو نوع صحف مستقل يقدم وقائع دقيقة ومتوازنة وجديده عن حدث يهم المجتمعundefined[10]undefined.

اجزاء الخبر
يتكون الخبر من ثلاثة أجزاء رئيسية هي:

1-المقدمة

ويتم تحريرها باختيار أهم جزء من تفاصيل الخبر الذي يمثل مركز الثقل وصياغته في فقرة لا يتجاوز عدد كلماتها الثلاثين تتضمن ملخصا للموضوع وتكشف عن هوية الأشخاص والأماكن من ذوي العلاقة وتبرز الطابع المميز للخبر وتعطي آخر التفاصيل عن الحدث وتثير اهتمام القاريء لمتابعة قراءه الخبر.

2-تفاصيل أحداث الخبر

وتتكون من أجزاء كل منها تشكل شريحة من الخبر تتناول جزء من أحداثه في وحدة متكاملة يتم ترتيبها في تسلسل وفق الأهمية التنازلية لكل منها.. اي نبدأ من الأهم ثم الأقل أهمية وهكذا.

3-خلفيات الخبر

وهي الأصول الرئيسية التي تسببت بوقوع الحدث أو تطوراته السابقة ويمكن تجزئه أوليات الحدث إلى فقرات تتضمن كل منها جزء من تلك الأوليات أو الأصول في وحدة متكاملة ويتم ترتيبها وفق الأهمية التنازلية لكل منها.

ومن خلال خبرتنا العملية والنظرية في تحرير الخبر.. فالخبر الكامل هو الذي يعطي الإجابات الوافية والكاملة على الأسئلة الستة التالية:

1-من.. من الذي لعب الدور الأول في وقوع الحدث

2-متى.. زمن وقوع الحدث.

3-أين.. مكان وقوع الحدث.

4-ماذا.. ماذا حدث.

5-كيف.. تفاصيل الحدث.

6-لماذا.. أوليات أو خلفيات الحدث.

وليس بالضرورة ان تتوفر في الخبر الإجابة على الأسئلة الستة ولكن المحرر الصحفي يسعى دائما ليضمن خبره الإجابات على ما يستطيع من هذه الأسئلة.

كما ليس بالضرورة أن تكون لكل الأخبار خلفيات فهناك أخبار ليست لها أوليات سابقة وان ذكرت هذه الأوليات وكانت معروفة لدى القراء فإنها تصبح ليست ضرورية.

عناصر الخبر
في كثير من الكتب المنهجية التي تدرس في المعاهد والجامعات في العالم تباينت عناصر او شروط الخبر فقد ذكر الألماني كاسبر ستيلر في عام 1695 العناصر التالية.

1ـ الجد والطرافه

2ـ قرب المكان

3ـ التأثير

4ـ الأهمية

5ـ السلبية

ومن أكثر الدراسات التي تناولت عناصر الخبر جدلا هو ما ذهب إليه كالتونك وماري روج في الدراسة التي نشرت في كتاب (صناعة الأخبار) لمؤلفيه كوهين وبونك.. وهذان الباحثان النرويجيان يريان ان هناك احتمالا اكبر لنشر الأحداث إذا كانت تلبي أيا أو بعض أو عدة معايير من المعايير الآتية:

1ـ نسبة الحدث: وهي تتعلق بالوقت الذي يستغرقه وقوع الحدث بشكل يتناسب مع وقت الوسيلة الإخبارية فحادث اغتيال مثلا أكثر جدارة صحفية من تقدم بطئ لأحد بلدان العالم الثالث.

2ـ الضخامة: كلما كان الحدث اكبر كان أفضل وكلما كان دارماتيكيا كلما زادت قوة تأثيره وتحقيقه لما يسمى باندفاع الجمهور.

3ـ الوضوح: كلما كانت الأحداث واضحة ومحدده كلما سهل على الجمهور ملاحظتها وسهل على المراسلين التعامل معها.

4ـ الالفه: وهذه الخاصية الخبرية تتعلق بالجماعة وبالقرب الثقافي وبما يتناغم مع الجمهور المتلقي فالأشياء القريبة منا تعنينا أكثر من سواها.

5ـ التماثل: هذا يعني درجة التقاء الأحداث مع توقعات الجمهور وتنبؤاته.

6ـ الدهشة المفاجأة.. لابد ان يكون الحدث مفاجئا وغير متوقع أو نادر ليكون الخبر جيداً.

7ـ الاستمرارية: وهذه الخاصية تفترض ان يكون الخبر جديداً ليقع في عناوين الصحف ونشرات الأنباء وان تستمر جدارته الصحفية حتى عندما تتضاءل ضخامته.

8ـ التشكيل/ التركيب: ان الحاجة في تحقيق التوازن في نشر الأخبار تجعل المحرر أو الناشر بطرح بعض العناصر المتناقضة، مثل نشره بعض الأخبار المحلية إذا كانت غالبية الأخبار المنشورة في الصحيفة هي أخبار خارجية أو أن ينشر بعض الأخبار الحقيقة والمشوقة إذا كانت نسبة الأخبار التي تبعث على التشاؤم عاليةundefined[11]undefined.

وفي كتابة المشهور الرأي العام الذي صدر عام 1922 ذكر وولتر لييمان العناصر التاليةundefined[12]undefined:

أ-وضوح الحدث

ب-الغرابة والدهشة

ج-القرب الجغرافي

د-التأثير الشخصي

هـ- الصراع

وقد سرد الباحثين العناصر الأساسية المعتمدة في صحافة العالم الثالث والتي تؤكد على التنمية الاقتصادية والثقافة الوطنية وإبراز صورة مشرقة عن العالم الثالث وهيundefined[13]undefined:

1ـ التنمية

2ـ المسؤولية الاجتماعية

3ـ التكامل الوطني

4ـ التثقيف

5ـ قرب المكان

6ـ الاهتمام الشخصي

وتتجلى هذه العناصر في طريقة عرض الأخبار في صحافة العالم الثالث حيث يتم إبراز الأخبار الايجابية وإنشاء المشاريع والمصانع وحملات التطعيم ضد الأوبئة ومحو الأمية ونشاطات زعماء هذه الدول.. كما يتم حجب أخبار العنف والجريمة والفساد والفضائح والسياسات الخاطئة.

ومن الناحية العملية فهناك عناصر أساسية تدخل في تشكيل بنية الخبر وتتكامل داخل هيكلة العام بشكل متجانس يعطين خبرا وهي:

1- ان يكون الخبر حقيقيا اي وقع فعلا.
وبهذا يجب ان تكون المعلومات والوقائع والأسماء والأمكنة والتواريخ والأشخاص أو المؤسسات التي يتناولها الخبر دقيقة بأقصى ما يمكن وان اي خلل في إيراد الواقعة الإخبارية من حيث دقتها يزلزل الخبر أساسا وينسف الثقة لدى الشخص المتلقي بالجهة التي أوردت الخبر.

2- أن يكون مثيرا أو يهم اكبر عدد ممكن من الناس.
وهذا يعني إن الخبر لا يعطي الوقائع أو الحقائق جامدة أو بلغه روتينيه بل انه يهتم بالملامح المشوقة بخصوص الوقائع التي ينطوي عليها.. ولكي تهم الأخبار اكبر عدد ممكن من الناس يفترض أن تعبر بالدرجة الأولى عن مصالحهم أو أفكارهم أو عواطفهم وعليه يجب أن تكون الأخبار واقعية تتضمن حقائق ملموسة صلبة قاطعة لكي تكسب اهتمام الناس.

3- ان تكون لغته بسيطة وموجزه لكنها متينه البناء
ان هذه الميزه ضرورية للأخبار بما يجعلها قريبة إلى مدارك الناس وعقولهم وعلى العموم فان الصحفيين يكتبون بلغه يفهمها خريج الدراسة المتوسطة كمعدل.

4- الجده أو الحداثة
ان عنصر الجده أساسي للغاية في الأخبار فهي/ أي الأخبار/ تفقد ثقلها وأهميتها في الأغلب عندما تكون قديمة وتمثل الجده في الأخبار عنصر استقطاب اهتمام الشخص المتلقي (قارئ، مستمع، مشاهد).

وفي جو تنافسي بين الصحافة في الداخل او مع الصحافة العربية والأجنبية يكون عنصر الجده ذا أهمية قصوى لكسب التنافس فالشخص المتلقي يهمل طبعا الصحيفة أو الإذاعة التي تقدم له أخبارا وارده ومعروفه.


الكثير من المنشغلين في سلك التقديم ألبرامجي يتطلعون إلى معرفة المواصفات المثالية للمقدم الناجح والتي ينعكس نجاحه على نجاح البرنامج الذي يقدمه. في مجال التقديم البرامج الحوارية تختلف أنواع البرامج الحوارية من برامج حوارية مع شخصين او شخص ومقدم او بين عدة أشخاص وعدة حضور ( كندوة ) وغيرها .
هناك أمور وصفات ينبغي أن يراعيها مقدم الحوار one by one قد تختلف قليلاً بين الحوار مع اثنين
one by two

منها ما يخص شخصية المحاور ومنها ما يخص الحوار وإدارته ومنها ما يكون إعداد قبل دخول قاعة الحوار او استديو الحوار :

الأول : مهارات قبل دخول الأستوديو الحواري .

وهنا يشترك فيها جميع أنواع البرامج الحوارية سواء بين شخصين او ثلاثة او ندوة .

1- لا بد لمقدم البرنامج الناجح أن يكون عضوا فاعلاً في إعداد الحلقة وإعداد محاورها والتعرف على الضيف وخلفيات الموضوع الذي سيتم الحوار حوله , وان لا يكون مجرد ببغاء ينقل ما يقدم إليه فقط , وهذا يعكس مدى تحكم المقدم بحلقته الحوارية وقوتها وإدارتها وأسلبه في الطرح .

2- المعرفة الكبيرة بفكرة الحوار التي ستدور بينه وبين ضيفة .
- ويكون ذلك بإطلاع المقدم على مادة الحوار ومعرفة الكثير عنها كقضية سياسية او اجتماعية او ثقافية ليتكون لدى المقدم ثقافة حول الموضوع الذي سيتم الحوار والنقاش عليه وبالتالي تتسع دائرة النقاش لتمس قضايا موضوعية تهم المشاهد ويتطلع إليها ويرغب بسماع الرد عليها .

3- التعرف التام على الشخصية المتواجدة في الأستوديو ( الضيف ) .
- وذلك بالقرأه عن سيرته وحياته وإنجازاته ومأثرة وتصريحاته والمرور قدر الإمكان على بعض كتاباته المثيرة للجدل والتي تتعلق بصميم المقابلة او المحاورة , وهذا بدورة يزيد من ثقة المقدم للحوار في طرح أسئلة في الصميم وتقمص شخصية الرجل الحازم في الطرح الشبيه " بالمحقق اللطيف" والذي يعرف عن الضيف الكثير وعن الحدث موضوع الحلقة .

4- تنظيم الوقت بشكل دقيق بتقسيم الحلقة إلى محاور وكل محور له وقته الخاص به .
- فيتم تحديد وقت الحلقة بدقة , وبالتالي ينبغي للمحاور أن يعرف ما هي القضايا الهامة التي سيحاور فيها الضيف ويريد أن يعرفها منه , وبالتالي لا بد من تقسم الوقت على محاور او أسئلة محورية أساسية ترد على تساءل الناس حول قضية معينه او حدث معين .
- تقسيم الوقت بدقة بين الضيوف إذا كانت الحلقة متعددة الضيوف او ندوة .
- قد يحتاج المقدم لدراسة نوعية السؤال الحاسم والرئيسي هل يكون في البداية أم في الوسط أم في النهاية حسب الرغبة مع المراعاة الدقيقة للتفاعل الكامل في الحوار حيث أن المشاهد من أول نظرة للحوار يعرف هل هو ذا جدوى ومفيد أم سيكون حوارا باردا بعيدا عن النقاش الفاعل والذي يتوَسم فيه المشاهد عدم الرد على تساؤلات تجول في خاطره , وبالتالي ترتيب النقاط والمحاور في الحلقة ومعرفة الأسئلة القوية في الحوار هام للغاية ويقال أن السؤال القوي هو بمثابة " هدف كروي رائع وممتع " يستمتع به الجمهور وينتشي به مقدم البرنامج , ولا يكون الهدف رائعا إلا إذا تعرف المقدم أين يضع السؤال ومتى وفي أي وقت وطريقة وضع السؤال .

5- على مقدم البرامج الحوارية أن يبتعد تماما عن إظهار انتماءاته مهما كانت في إدارة الحوار , ولا ينبغي أن تكون أسألته تنُم عن كره او بغض للضيف - فالمشاهد يدرك ذلك بسهولة ويسر - ويرسم انطباع سيء عن المقدم للحوار فربما يصنفه في خانة المهملين عن المشاهدة لما يعرف من انحيازه إلى فكره وميلوه الشخصي فيفقد المقدم أهم أسباب النجاح .


6- المقدم الناجح هو الذي يستنبط من الحوار الأسئلة المحورية القوية ويلتقطها من ثنايا الضيف لتكون هدفا رائعا يستمتع به المشاهد ويشبع رغباته في المعرفة للقضية الحوارية , وأما المقدم الذي تقدم له الأسئلة جاهزة ومعلبة وما عليه هو إلا أن يرفع صوته بها فهذا حواره سيكون باردا خاليا من المتعة والحيوية الحقيقية التي تشد المشاهد ويتفاعل معها .

7- بناء جسر من التواصل والمحبة والتفاهم العميق من المقدم مع من يقف خلف الكواليس في الاستديو لأن ذلك يؤثر على المقدم تماما وعلى نفسيته قبل دخول الأستوديو حيث تكون شخصيته محبطه او متوترة لينعكس ذلك على أدائه في الحوار قوتا وضعفا وطرحا , فبناء جسر من المحبة والتواد مع القائمين على البرنامج يوحي بروح التكاتف للفريق المنتج والمخرج للحلقة ويذهب التوتر الذي يؤثر على أداء المقدم .

8- دخول الأستوديو وإبداء الترحيب بالضيف ولا باس من الجلوس معه ومعرفة بعض ما يحب أن يُسمى به او ينادى به من ألقاب , وإحاطة الحوار بشيء حميمي من المودة مع الضيف , لأن الشخصية التي تحاورها هي " ضيف " في النهاية لا بد أن يخرج بانطباع طيب عنك وعن البرنامج وعن القناة حتى لا تفقده في النهاية .

مهارات إدارة الحوار ..

1_ أنيقاً في مظهرك فإن الشكل يوحي عن جزء من مكنونات الروح ويوجد الهيبة في نفس الآخرين ويفرض الإحترام.
2_ حاول ان يكون لذيك قاعدة معلوماتية كبيرة عن القضية التي تبحث في تفاصيلها .
3_ لا تجعل من نفسك محققاً شرطياً , ولا شخصاً ساذجاً من السهل إقتياده .
4_ تذكر ان تعلم من تحاوره بأجهزة التسجيل التي تحملها كي تعمل وانت بحالة من الإستقرار النفسي حتى لاتقع في موقف محرج لا يحمد عقباه .
5_ إذا استطعت ان تضيف فاصلا فكاهيا أثناء الحديث كي يقطع الملل ويكسر الجليد فإن ذلك جيد.
6_ تذكر أنك تريد الحصول على أكبر قدر من المعلومات وليس لقضاء وقتك مع شخصية مهمة في حوارات إجتماعية .
7_ دون كل مايقال لأن التفاصيل لربما ترشدك إلى موضوعات جديدة تعطيك الفرصة لفتح ملفات صحفية جديدة .
8_ الخجل لا يصلح لإنسان يريد أن يكون صحفياً , كما الضحكات الغير مبررة فهي تعطي إنطباعات سلبية , فكلما حاولت ان يكون لديك شيئاً من الرسمية والجدية فذلك سيكون أفضل .
9_ حاول توثيق اي سند بشكل رسمي تحصل عليه حتى لاتقع في متاهات النكران او التزوير من الأشخاص الذين تحصل على تلك المستندات منهم فربما يعطيك احدهم معلومة ثم ينكرها بعد لحظات .
10_ تأكد من جاهزية جميع الأجهزة التي تستخدمها من آلة تصوير وجهاز تسجيل قبل المقابلة بلحظات .
11_ حاول ان تتحدث باللغة فصحى وتعود نفسك على ذلك لأن كل شئ جيد يعطي إنطباعاً جيداً ..
12_ لاتصنع الجدل ولا تجاريه فهو يضيع الوقت ويقودك إلى المتاعب دون فائده ..
13_ لاتترك لشخص ان يقودك حيث يريد فإن الكثيرين من الأشخاص الذين تقابلهم سيحاولون منحك معلومات يريدون أن يوصلوها للإعلام ..
14_ أرسم خطة جيدى للمقابلة وبدء بالتحضير للموضوع من الناحية النظرية واجمع معلومات عن الشخصية ثم جهز كل ماتريد وانطلق وحاول ان تلتزم بالوقت والمواعيد ...
15 أخيرا ,, لا تبدأ شيئاً لاتستطع إنهائه

يقصد بمصدر الخبر الصحفي الإشارة إلى الأداة التي تحصل من خلالها الوكالة أو الصحيفة على الخبر الصحفي.. وهذا المصدر قد يكون شخصا مثل كبار الشخصيات الرسمية أو الشعبية والاجتماعية أو كبار الشخصيات الأجنبية التي تزور البلاد وغير ذلك من المصادر الحية وقد يكون هذا المصدر جهة مثل وكالات
الأنباء والإذاعات المحلية والأجنبية والصحف المحلية والأجنبية والإعلانات والنشرات الرسمية والشعبية والوزارات والهيئات والمؤسسات العامة والخاصة وغير ذلك من المصادرundefined[17]undefined

لهذا فيمكن إجمال مصادر الأخبار الصحيفة في المصادر التالية:

أولاً: المندوب الصحفي
يعتبر المندوب الصحفي من أهم المصادر الإخبارية التي تميز وكالة أو صحيفة بما يحقق لها من النجاح والسبق الصحفي ويتوقف على جهوده وقدرته على العمل ما يحققه في هذا المجال.

فعند تميز وكالة ما عن وكالة أخرى يعتمد في ذلك على جهود وثقافة وذكاء وإمكانية مندوبيها ومحرريها وكذلك بالنسبة لأية جريدة عندما تميزها عن جريدة أخرى فيها نفس المادة الصحفية ونفس المعلومات لكن تتميز بطريقة عمل مندوبيها ومحرريها وصياغتهم للخبر والأخبار الفريدة التي استطاع أن يحصل عليها وينفرد بها في جريدته.

وقوة النفوذ يرجع إلى نشاط المندوب الصحفي ومهارته في اكتساب صداقة الناس وهنا تدخل العلاقات وأهميتها في تحديد علاقات المندوب إضافة إلى ذكائه ومقدرته على تحمل مشاق العمل الصحفي يتوقف حصوله على الأخبار وعلى ما لديه من حاسه صحفية ورؤية صحيحه للأحداث المهمة.

ومن هنا نجد إن نجاح صحيفة دون غيرها إنما يتوقف على فاعليه مندوبيها في مناطق عملهم.

ولهذا فإننا نرى إن وكالات الأنباء والصحف والمجلات تضع العديد من الشروط عند اختبار المندوب الصحفي منها.

1ـ النظر والسمع الجيد

2ـ تدوين الملاحظات

3ـ إيجاد المعلومات

4ـ إثارة الأسئلة

5ـ تدقيق المعلومات وتحديدها

6ـ تحليل وتفسير المعلومات

7-أن يكون سريع الحركة قادرا على أن ينتقل إلى أماكن الأحداث في وقت وقوعها في أسرع وقت.

8-إن يكون قوي الملاحظة سريع البديهه يلتقط بإذنه وعينه مالا يستطيع الإنسان العادي أن يلاحظه.

9-أن يكون لديه موهبة الأسلوبundefined[18]undefined

ثانيا: وكالات الأنباء
تعمل وكالات الأنباء من خلال شبكة واسعة من المندوبين والمراسلين المنتشرين في جميع إنحاء العالم وهي بذلك توفر للصحف كمية كبيرة من الأخبار العالمية ما كانت تستطيع أي صحيفة الحصول عليها بوسائلها الذاتيةundefined[19]undefined لأنه لا توجد صحيفة في العالم مهما بلغت قوة إمكانياتها تستطيع أن تغطي جميع مناطق العالم بالمراسلين.

ومن اشهر وكالات الأنباء العالمية اليونايتد برس واسيوشيتد برس الأمريكتين ووكالة الصحافة الفرنسية ورويترز.. وقد ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية العديد من وكالات الأنباء الوطنية بحيث يكاد يكون لكل دولة وكالة أنباء وطنية.

ثالثا: الإذاعات المحلية والأجنبية
تعتبر الإذاعات المحلية والأجنبية مصدرا هاما من مصادر الأنباء وخاصة في تلك الدول التي تخضع فيها الإذاعة لإشراف الحكومة وسيطرتها حيث تعبر الإذاعة عن الاتجاهات الرسمية للدولة.

ولأهمية الإذاعات الأجنبية كمصدر للأخبار قامت الوكالات والصحف الكبرى بإنشاء قسم للاستماع يضم أجهزة استقبال إذاعية وأجهزة تسجيل دقيقة جدا وعن طريقها يتم استقبال وتسجيل ما تذيعه جميع محطات الإذاعة في العالم.

رابعا: الصحف المحلية والأجنبية
في أحيان كثيرة تنفرد بعض الصحف أو المجلات المحلية أو الأجنبية بنشر خبر هام أو وثيقة خطيرة قد تنقلها الصحف الأخرى أو تتوسع فيها وتضيف إليها من مصادرها الخاصة أو انفرادها بإجراء عدد من الأحاديث الصحفية مع الزعماء المحليين أو الأجانب وقد يحوي الحديث تصريحات هامة ترى بعض الصحف الأخرى نقلها عنها.

خامسا: النشرات
للعديد من الوزارات والمصالح الحكومية والشعبية والهيئات الدولية والسفارات والمكاتب الثقافية والصحفية والمحلية والأجنبية نشرات خاصة تصدر دورية أو بشكل غير منتظم تضمنها أخبار الجهة التي تصدر عنها.. هذه النشرات قد تكون في بعض الحالات مصدراً للعديد من الاخبار الصحفية الهامة.

سادسا: المؤتمر الصحفي
المؤتمر الصحفي مصدر للأخبار التي تدلي بها إحدى الشخصيات في حضور أكثر من صحفي لشرح سياسة جديدة أو قوانين أو مناقشة قضية تهم الرأي العام.

والمؤتمرات الصحفية يعقدها كبار المسؤولين أو الوزراء أو الرؤساء أو الزعماء حين تكون هناك حاجة عاجلة لشرح سياسة معينة أمام اكبر عدد من الصحفيين لكي تصل حقائق الموضوع إلى نسبة كبيرة من الرأي العام الذي تخاطبه الصحف التي يمثلونها.. كذلك فان الحاجة إلى عقد المؤتمر الصحفي تكون في حالة صعوبة قيام المسؤول بمقابلة كل صحفي على حده وهذا يحدث كثيرا أثناء زيارات الملوك أو الرؤساء أو كبار الشخصيات السياسية لبعض البلاد والأجنبية حيث لا تمكنهم فترة الزيارة القصيرة من مقابلة كل الصحفيين الذين يطلبون تحديد مواعيد لإجراء أحاديث صحفية لجرائدهم عندئذ يكون المؤتمر الصحفي هو الحل البديل.

سابعا: الوزارات والهيئات الرسمية والشعبية
هناك العديد من الأخبار التي تحصل عليها الصحف تأتي من الوزارات والهيئات الرسمية والشعبية ومن الشركات والمؤسسات العامة والخاصة ومن أقسام الشرطة والمحاكم والنقابات العمالية والمهنية والمستشفيات واستديوهات الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح والفنادق والملاهي والمطارات ووسائل النقل.

ثامنا: مصادر أخرى
إن المصادر التي سبق ذكرها هي ليست وحدها المصادر الإخبارية فهناك مصادر للأخبار تختلف وتتنوع حسب طبيعة كل صحيفة وتخصصها ولونها السياسي وسياستها التحريرية ومن هذه المصادر.

أ-أصدقاء وزملاء ومعاونو الشخصيات البارزة في المجتمع.

ب-الحفلات والمهرجانات واللجان الرسمية والشعبية.

ج-المجلات المتخصصة.

د-الإعلانات.

هـ- رسائل القراء.

و-الإشاعات والأخبار غير المؤكدة.

ز-الصدفه فان كثيرا من الأخبار الهامة قد يقع عليها الصحفي في حياته اليومية دون أن يكون قد خطط للحصول عليها

لكتابة الخبر الصحفي قواعد، ولكل قاعدة مناسبة تحددها طبيعة وموضوع الخبر الصحفي، إن كان جادا (رسميا) أو طريفا أو غريبا وما إلى ذلك من عناصر الخبر الآتي ذكرها بالتفصيل!قواعد الخبر الصحفي:1. قاعدة الأسئلة الخمسة، أو قاعدة5Ws : وهي أشهر وأهم قواعد كتابة الخبر الصحفي المعاصر ، وقد جاءت هذه التسمية من المبدأ القائل أن الخبر الصحفي لابد أن يجيب على خمسة


أسئلة، تبدأ كلها بحرف w وهي :
من who، الشخصية (الفاعل)
ماذا what، الحدث (الفعل)
أين where، المكان
متى when، الزمان
لماذا why .السبب في وقوع الحدث

نشر هذا الخبر في جريدة اليوم 4/5/1425هـ

مناسبات الأفراح تنعش سوق الأقمشة النسائية
الأحساء ـ جعفر عمران
تشهد أسواق الأقمشة النسائية في محافظة الأحساء حركة نشطة، بدأت منذ أسبوعين ويستمر نشاطها نهاية الأسبوع الحالي.
وأرجع تجار أقمشة هذا الانتعاش إلى إقامة مناسبات الزفاف في مدن وقرى الأحساء، وقرب موعد السفر للأجانب المقيمين في الأحساء ، فقد أشار حسن الصالح أحد تجار الأقمشة النسائية أن مناسبات الزواج الجماعي تعتبر موسما ذهبيا لسوق الأقمشة، وهذه المناسبات هي موسم كبير بالنسبة للأقمشة حيث يبدأ أصحاب الفرح في التجهيز للعروس قبل موعد الزواج بما لا يقل عن ثلاثة أشهر، وبالإضافة إلى تجهيز العروس ، أيضا أهل العروس وأقاربها وصديقاتها يأخذن أيضا في الاستعداد لهذه المناسبة، كما أن العادات والتقاليد المصاحبة لهذه المناسبة تعزز من إقبال الناس على شراء القماش، مثل عادة تقديم قطعة من القماش الراقي كهدية في الصباحية لأم وأخوات العروس، وهذه المناسبات السعيدة لها انعكاسها الإيجابي في الحركة التجارية والاقتصادية بشكل عام، وأضاف الصالح إلى أن هذه المناسبة والاستعداد لها تشبه تماما الاستعداد لعيد الفطر المبارك ، وكذلك هناك من يستعد للسفر من الأجانب إلى بلادهم أثناء الإجازة الصيفية ، وبعضهم يحرص على شراء الأقمشة وتقديمه كهدية لأقاربهم.

تعالوا نجيب على الأسئلة الخمسة من الخبر السابق:
نلاحظ أن الفقرة الأولى من الخبر (( تشهد أسواق الأقمشة النسائية في محافظة الأحساء حركة نشطة، بدأت منذ أسبوعين ويستمر نشاطها نهاية الأسبوع الحالي)). قد أجابت على أربعة أسئلة:
من؟ سوق الأقمشة
ماذا؟ يشهد حركة نشطة؟
متى؟ منذ أسبوعين
أين؟ في محافظة الأحساء
ويفترض في كل خبر صحفي أن يجيب على الأسئلة الأربعة في فقرته الأولى، أما السؤال لماذا فتكون الإجابة عليه في الفقرة التي تليها.
لماذا؟ (( أرجع تجار أقمشة هذا الانتعاش إلى إقامة مناسبات الزفاف في المدن والقرى ، وقرب موعد السفر للأجانب المقيمين في الأحساء))
وليس بالضرورة أن يجيب الخبر الصحفي على السؤال الخامس، كما في أخبار الشخصيات الهامة( وذلك يعتبر من عيوب الخبر وهو خبر ناقص، لا يروي فضول القارئ)
لكتابة خبر صحفي أبدأ أولا بكتابة الفعل ثم الفاعل ثم الزمن ثم المكان ( متى وأين ) وهذا يكون في الفقرة الأولى.
وفي الفقرة الثانية تأتي الإجابة على السؤال (لماذا) أي الهدف أو السبب، وأحيانا يتم تأجيل الإجابة على السؤال لماذا إلى الأخير وهذا يعتمد على المعلومات الموجودة في الخبر 

تعريف الخبر
لم يعد الخبر الصحفي مجرد وصف اعتيادي لحدث معين يحظى بالاهتمام بل أصبح صناعه مميزه لها سماتها الخاصة، وهذه الصناعة الصحفية دخلت وتفاعلت فيها عوامل عدة أسهمت في تطور أساليبها ووسائلها وطرائق إيصالها إلى الجمهور. إن عملية جمع الأخبار وإعدادها وتوزيعها دخلت مرحله مهمة من التطور الذي رافق ثورة الاتصال والمعلوماتية وهكذا نجد العملية الإخبارية قد تعقدت تبعا لعالم ملئ بالصراعات المختلفة من إيديولوجية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية تركت أثرها واضحا في العملية الإخبارية.

وقد شهد النصف الثاني من القرن الماضي ظهور أنماط جديده من أساليب تحرير وكتابه الأخبار وتغيرت النظره الى الخبر تعريفا ومفهوما وأصبحت عملية إعداده صناعة متقنة ومعقده تجاوزت الوصف الاعتيادي للأحداث الجارية لتصبح عملية دقيقة لها وسائل وأساليبها وفلسفتها الخاصة.

وكثيرا ما كنا نقرأ في كتب الصحافة تعريفات للخبر تكاد تلتقي في مفهوم عام وهو ان الخبر وصف لحدث اني يحظى بالاهتمام.

ومضت عقود طويلة ظل فيها هذا المفهوم العام راسخا في أذهان كتاب الخبر والمحررين والمراسلين الذين وجدوا إن مهمتهم الصحفية تقوم على اطلاع القراء وتنويرهم بما يجري من أحداث.. فقد عرف فور تكليف الخبر ونشره عام 1865 بأنه الإثارة والخروج عن المألوف.. فعندما يعض الكلب رجلا فهذا ليس بخبر ولكن عندما يعض الرجل كلبا فهذا هو الخبرundefined[1]undefined ويرى نيل ماكنيل الذي عمل مساعد رئيس التحرير للشؤون الخارجية في صحيفة نيويورك تايمز أن الخبر هو جمع الحقائق عن الأحداث الجارية التي تثير اهتمام القراء لكي تطبعها الصحيفةundefined[2]undefined وعرف جيرالد جونسون الخبر بأنه وصف أو تقرير لحدث مهم بالنسبة للجمهور كما هو مهم بالنسبة للمخبر الصحفي نفسه فقيمة الحدث بالنسبة للمخبر يتحدد بمدى قابلية هذا الحدث للنشرundefined[3]undefined.

ويرى فرايزر بوند إن الخبر هو تقرير وقتي عن أي شيء مثير بالنسبة للإنسان والخبر الجيد هو الخبر الذي يثير اهتمام اكبر عدد من القراءundefined[4]undefined يعتبر خبرا مهماًundefined[5]undefined.

أما عبد اللطيف حمزه فقد عرف الخبر بأنه الجديد الذي يتلهف القراء على معرفته والوقوف عليه بمجرد صدور الجريدة وعرف د. عبد الستار جواد الخبر بأنه شيء لا نعرفه من قبل، شيء نسيته أو انك لم تفهمهundefined[6]undefined.

ومن خلال التعاريف الكثيرة للخبر والتي أوردنا قسما منها نستطيع ان نعرف الخبر بالاستناد الى خبرتنا العملية بأنه تقرير عن حدث لم يكن معروفا عند الناس من قبل جمع بدقة من مصادر موثوقة بصحتها على أن يقوم بكتابته محررون متخصصون في العمل الصحفي.

وعرفه ماكد وجل بأنه/ تقرير عن حادث معين ترى الصحيفة في نشره وسيلة للربح الماديundefined[7]undefined.

كما عرفه فارنس فاليز بأنه/ ذلك النوع الصحفي الذي يقوم بنقل معلومات معينة بشكل ملتزم حول وقائع ملموسه أو بعكس أحداث معينة بأسلوب مكثف وبأسرع طريقة ممكنة وينبغي أن يكون واقعيا وملتزما ومقنعاundefined[8]undefined.

وعرفه جلال الدين الحمامصي بأنه/ كل خبر يرى بأنه جدير بان يجمع ويطبع وينشر على الناسundefined[9]undefined.

ويرى أديب خضور ان الخبر هو نوع صحف مستقل يقدم وقائع دقيقة ومتوازنة وجديده عن حدث يهم المجتمعundefined[10]undefined.

اجزاء الخبر
يتكون الخبر من ثلاثة أجزاء رئيسية هي:

1-المقدمة

ويتم تحريرها باختيار أهم جزء من تفاصيل الخبر الذي يمثل مركز الثقل وصياغته في فقرة لا يتجاوز عدد كلماتها الثلاثين تتضمن ملخصا للموضوع وتكشف عن هوية الأشخاص والأماكن من ذوي العلاقة وتبرز الطابع المميز للخبر وتعطي آخر التفاصيل عن الحدث وتثير اهتمام القاريء لمتابعة قراءه الخبر.

2-تفاصيل أحداث الخبر

وتتكون من أجزاء كل منها تشكل شريحة من الخبر تتناول جزء من أحداثه في وحدة متكاملة يتم ترتيبها في تسلسل وفق الأهمية التنازلية لكل منها.. اي نبدأ من الأهم ثم الأقل أهمية وهكذا.

3-خلفيات الخبر

وهي الأصول الرئيسية التي تسببت بوقوع الحدث أو تطوراته السابقة ويمكن تجزئه أوليات الحدث إلى فقرات تتضمن كل منها جزء من تلك الأوليات أو الأصول في وحدة متكاملة ويتم ترتيبها وفق الأهمية التنازلية لكل منها.

ومن خلال خبرتنا العملية والنظرية في تحرير الخبر.. فالخبر الكامل هو الذي يعطي الإجابات الوافية والكاملة على الأسئلة الستة التالية:

1-من.. من الذي لعب الدور الأول في وقوع الحدث

2-متى.. زمن وقوع الحدث.

3-أين.. مكان وقوع الحدث.

4-ماذا.. ماذا حدث.

5-كيف.. تفاصيل الحدث.

6-لماذا.. أوليات أو خلفيات الحدث.

وليس بالضرورة ان تتوفر في الخبر الإجابة على الأسئلة الستة ولكن المحرر الصحفي يسعى دائما ليضمن خبره الإجابات على ما يستطيع من هذه الأسئلة.

كما ليس بالضرورة أن تكون لكل الأخبار خلفيات فهناك أخبار ليست لها أوليات سابقة وان ذكرت هذه الأوليات وكانت معروفة لدى القراء فإنها تصبح ليست ضرورية.

عناصر الخبر
في كثير من الكتب المنهجية التي تدرس في المعاهد والجامعات في العالم تباينت عناصر او شروط الخبر فقد ذكر الألماني كاسبر ستيلر في عام 1695 العناصر التالية.

1ـ الجد والطرافه

2ـ قرب المكان

3ـ التأثير

4ـ الأهمية

5ـ السلبية

ومن أكثر الدراسات التي تناولت عناصر الخبر جدلا هو ما ذهب إليه كالتونك وماري روج في الدراسة التي نشرت في كتاب (صناعة الأخبار) لمؤلفيه كوهين وبونك.. وهذان الباحثان النرويجيان يريان ان هناك احتمالا اكبر لنشر الأحداث إذا كانت تلبي أيا أو بعض أو عدة معايير من المعايير الآتية:

1ـ نسبة الحدث: وهي تتعلق بالوقت الذي يستغرقه وقوع الحدث بشكل يتناسب مع وقت الوسيلة الإخبارية فحادث اغتيال مثلا أكثر جدارة صحفية من تقدم بطئ لأحد بلدان العالم الثالث.

2ـ الضخامة: كلما كان الحدث اكبر كان أفضل وكلما كان دارماتيكيا كلما زادت قوة تأثيره وتحقيقه لما يسمى باندفاع الجمهور.

3ـ الوضوح: كلما كانت الأحداث واضحة ومحدده كلما سهل على الجمهور ملاحظتها وسهل على المراسلين التعامل معها.

4ـ الالفه: وهذه الخاصية الخبرية تتعلق بالجماعة وبالقرب الثقافي وبما يتناغم مع الجمهور المتلقي فالأشياء القريبة منا تعنينا أكثر من سواها.

5ـ التماثل: هذا يعني درجة التقاء الأحداث مع توقعات الجمهور وتنبؤاته.

6ـ الدهشة المفاجأة.. لابد ان يكون الحدث مفاجئا وغير متوقع أو نادر ليكون الخبر جيداً.

7ـ الاستمرارية: وهذه الخاصية تفترض ان يكون الخبر جديداً ليقع في عناوين الصحف ونشرات الأنباء وان تستمر جدارته الصحفية حتى عندما تتضاءل ضخامته.

8ـ التشكيل/ التركيب: ان الحاجة في تحقيق التوازن في نشر الأخبار تجعل المحرر أو الناشر بطرح بعض العناصر المتناقضة، مثل نشره بعض الأخبار المحلية إذا كانت غالبية الأخبار المنشورة في الصحيفة هي أخبار خارجية أو أن ينشر بعض الأخبار الحقيقة والمشوقة إذا كانت نسبة الأخبار التي تبعث على التشاؤم عاليةundefined[11]undefined.

وفي كتابة المشهور الرأي العام الذي صدر عام 1922 ذكر وولتر لييمان العناصر التاليةundefined[12]undefined:

أ-وضوح الحدث

ب-الغرابة والدهشة

ج-القرب الجغرافي

د-التأثير الشخصي

هـ- الصراع

وقد سرد الباحثين العناصر الأساسية المعتمدة في صحافة العالم الثالث والتي تؤكد على التنمية الاقتصادية والثقافة الوطنية وإبراز صورة مشرقة عن العالم الثالث وهيundefined[13]undefined:

1ـ التنمية

2ـ المسؤولية الاجتماعية

3ـ التكامل الوطني

4ـ التثقيف

5ـ قرب المكان

6ـ الاهتمام الشخصي

وتتجلى هذه العناصر في طريقة عرض الأخبار في صحافة العالم الثالث حيث يتم إبراز الأخبار الايجابية وإنشاء المشاريع والمصانع وحملات التطعيم ضد الأوبئة ومحو الأمية ونشاطات زعماء هذه الدول.. كما يتم حجب أخبار العنف والجريمة والفساد والفضائح والسياسات الخاطئة.

ومن الناحية العملية فهناك عناصر أساسية تدخل في تشكيل بنية الخبر وتتكامل داخل هيكلة العام بشكل متجانس يعطين خبرا وهي:

1- ان يكون الخبر حقيقيا اي وقع فعلا.
وبهذا يجب ان تكون المعلومات والوقائع والأسماء والأمكنة والتواريخ والأشخاص أو المؤسسات التي يتناولها الخبر دقيقة بأقصى ما يمكن وان اي خلل في إيراد الواقعة الإخبارية من حيث دقتها يزلزل الخبر أساسا وينسف الثقة لدى الشخص المتلقي بالجهة التي أوردت الخبر.

2- أن يكون مثيرا أو يهم اكبر عدد ممكن من الناس.
وهذا يعني إن الخبر لا يعطي الوقائع أو الحقائق جامدة أو بلغه روتينيه بل انه يهتم بالملامح المشوقة بخصوص الوقائع التي ينطوي عليها.. ولكي تهم الأخبار اكبر عدد ممكن من الناس يفترض أن تعبر بالدرجة الأولى عن مصالحهم أو أفكارهم أو عواطفهم وعليه يجب أن تكون الأخبار واقعية تتضمن حقائق ملموسة صلبة قاطعة لكي تكسب اهتمام الناس.

3- ان تكون لغته بسيطة وموجزه لكنها متينه البناء
ان هذه الميزه ضرورية للأخبار بما يجعلها قريبة إلى مدارك الناس وعقولهم وعلى العموم فان الصحفيين يكتبون بلغه يفهمها خريج الدراسة المتوسطة كمعدل.

4- الجده أو الحداثة
ان عنصر الجده أساسي للغاية في الأخبار فهي/ أي الأخبار/ تفقد ثقلها وأهميتها في الأغلب عندما تكون قديمة وتمثل الجده في الأخبار عنصر استقطاب اهتمام الشخص المتلقي (قارئ، مستمع، مشاهد).

وفي جو تنافسي بين الصحافة في الداخل او مع الصحافة العربية والأجنبية يكون عنصر الجده ذا أهمية قصوى لكسب التنافس فالشخص المتلقي يهمل طبعا الصحيفة أو الإذاعة التي تقدم له أخبارا وارده ومعروفه.

1- الخبر البسيط

وهو الخبرالذي يتضمن مادة واحدة ويقع في زمن واحد ومكان واحد ، عودة وزير عراقي مثلاً من الخارج بعد مشاركتة في مؤتمر يعتبر خبراً بسيطاً وافتتاح جسراو صدور تعليمات حول قضية داخلية يعتبر خبراً بسيطاً ..... ان معظم الاخبار هي اخبار بسيطة وليس بالضرورة ان يحتوي الخبر البسيط على حقيقه واحده بل يمكن ان يتضمن الكثير من الحقائق.




2-الخبر المراكب .

هو الخبر الذي يحتوي اكثر من واقعة واحدة وغالباً ما يحدث في أماكن مختلفة وأزمنه مختلفة ايضاً ولكن في حدود ما تفرضة ........... في الاخبار، فعلى سبيل المثال لو اخذنا المعاهدة الاسرئلية الاردنية التي ستوقع اليوم ستجد الواقعة او الحدث هو توقيع المعاهد في منطقة على الحدود الاردنية وفلسطين المحتلة وستوقع من قبل رئيس وزراء اسرئيل اسحاق رابين ورئيس الوزاء الاردني عبد السلام المجالي بحضور الملك حسين ملك الاردن ورئيس الكيان الصهيوني عزرا وايزمن والرئيس الامريكي كلينتون وعدد من وزراء الخارجية العرب وبعض الشخصيات العالمية فهذه الواقعة تشكل اهم واقعة في الخبر الركب ثم تائي بعد ذلك ردود الافعال على المعاهدة بالسلب او بالايجاب ومهمة الصحفي الذي يريد ان يكتب خبراً موحداً حول الموضوع وتزداد هذه المهمة صعوبة كلما حظي الخبر باهتمام عالمي واسع وبوجهات نظر مختلفة فحسب مثالنا السابـق (معاهدة الأردن ) هناك آراء تندد بالاتفاق من جهات رسمية وسياسية وصحفية عربية وعالمية وداخلية تقابلها آراء تحبذ المعاهدة من المستويات الثلاثة ومهمة الصحفي هنا هو توحيد اهم ما مضي آزاء الحدث الأصلي وكتابة خبر موحد يكون، إما على شكل تقرير إخباري فيكتب باسلوب الهرم المعتدل ويكون مليئ بوجهات النظر الخاصة بالمحرر وأن يكتب على شكل خبر مركب يأخذ شكل الهرم المقلوب فتكون مقدمته هو توقيع الإتفاقية وأذا كنا منحازين الى الاتفاقية نشير الى التأييد الذي حظيت به ونبالغ أحيانا في تغطية هذا التأييد فنقول مثلا ً، وقّع الأردن وإسرائيل أول معاهدة بينهما بحضور الرئيس الأمريكي ومئات من الشخصيات العربية والعالمية ووسط تأييد عربي وعالمي واضح ، اما اذا كنا ضد الاتفاقية فيمكن ان تكون مقدمة الخبر المركب على النحو الآتي ( وضع النظام الاردني والكيان الصهيوني أو معاهدة بينهما وسط احتجاج كبير ثم تأتي بعد ذلك التفاصيل التي تضع اهم الأحداث لكن بشكل مختصر) مع خلفية مثل هذا الخبر التي ستركز هنا على التعاون بين الاثنين مثلا ً اتفاقية كامب ديفيد ولكن في كل الحالات يجب أن يكون الصحفي موضوعيا ً بحيث لا يزور الوقائع وإنما ممارسة حقه في تنفيذ سياسته الاعلامية من خلال كتابة التعليقات على هذا الحدث ، أو أن يهمل وجهات النظر فقد يتعارض مع سياسته الإعلامية بالكامل

قبل أن نبدأ في دروس الدورة من الضروري معرفة أننا نتعلم لغة جديدة اسمها اللغة الصحفية، هذه اللغة سنكتب بها الأخبار الصحفية، وكافة أشكال المواد الصحفية (مثل: الاستطلاعات والتحقيقات والحوارات والتقارير ......) التي تنشر في الصحف أو اللغة التي نسمعها في نشرات الأخبار التلفزيونية أو الإذاعية، وتسمى (لغة إعلامية) إلا أن نشرات الأخبار تكتب بلغة صحفية ويكتبها أو يحررها صحفيون محترفون ومتميزون، وما على المذيع إلا أن يقرأ هذه الأخبار الجاهزة أمامه بالحركات وبالفواصل، ولكن لا بد أن يمتلك موهبة الإلقاء وتمثيل المعنى وإلا أصبح مذيعا فاشلا.



إذن عندما أتعلم الصحافة يجب أن أفهم أولاً أني لا أكتب مثل ما أريد، لا بد من الكتابة ضمن قواعد معينة، تختلف عن الكتابة الأدبية، التي أكتب بها الخواطر أو الشعر أو القصة، وتختلف عن الكتابة العلمية أو الدينية أو الطبية أو.......... إلى آخر جميع التخصصات .



تتميز اللغة الصحفية بـ:

الدقة والوضوح والمسؤولية، والبعد التام عن طابع التحرير الأدبي، والابتعاد عن الجمل الطويلة، والمترادفات والمستوى الجمالي في التعبير.
# يفضّل استعمال الجمل القصيرة، واستعمال الكلمة المناسبة التي تعبر عن الهدف والتي تناسب الغرض( موضوع الخبر الصحفي)
# التبسيط للجماهير( العامل، الفلاح، الأمي، المتعلم، الأكاديمي، الرجل المرأة، الشاب ...............) أي عندما اكتب مقالا أو خبرا لا بد أن يفهمه كل من يقرأه، من خلال اختيار الكلمات البسيطة الواضحة، ولكن ليست الضعيفة أو الركيكة أو السوقية أو الهابطة، يحتاج الأمر إلى معادلة متزنة.
الفن الصحفي الناجح هو فن التغلب على عقبات الفهم ويسر القراءة لكافة القراء.

أحيانا تقرأ/ تقرئين مقالا أو خبرا في جريدة، لا تستطيع أن تكمله حتى النهاية، ثم تسأل نفسك ماذا يريد أن يقول هذا؟ إنني لا أفهمه!!
هذا الكاتب لا يمتلك لغة صحفية جيدة، أو أنها لغته الصحفية فاشلة


هل تريد أن تكون لغتك الصحفية فاشلة أو ضعيفة؟



متى تفشل اللغة الصحفية في توصيل المعنى؟


حينما لا يعرف المستقبِل ( الذي هو القارئ أو المشاهِد) ما تعنيه كلمات المرسِل (الصحفي أو الكاتب ) ولا يفهم ما يعني.
كيف اكتسب لغة صحفية؟
بالتعلم وسيكون ذلك من خلال هذه الدورة المبسطة.
هل تكفي هذه الدورة (الانترنتية)؟
تكفي ـ مبدئياـ عندما تكون يقظا، تطبّق القواعد بشكل سليم، عدم الاستعجال، اقرأْ القاعدة والتطبيق أكثر من مرة، اكتبْ أخبارا كثيرة، اقرأْ الصحف وحاول أن تنوّع في قراءة الصحف أي لا تكتفي بصحيفة واحدة طيلة الأسبوع.
كيف اقرأ الجريدة؟
اقرأ/ اقرئي بانتباه واهتمام، لا حظ كيف تكتب الأخبار، لاحظ/ لاحظي الكلمات المستخدمة في كتابة الخبر الصحفي، اقرأ عشرة أخبار ولاحظ الكلمات المتكررة بينها، لاحظ ترتيب المعلومات في الخبر، ترتيبها من حيث الأهمية ثم الأقل الأهمية ثم الأقل، لاحظ أسلوب الكاتب، احفظ اسمه، انتقده، اذكر سبب انتقادك له بطريقة علمية حسب ما قواعد الخبر الصحفي.





(تعلم الصحافة يرتكز على شيء واحد، هو التمرينات اليومية)

متى امتلك لغة صحفية؟
ربما في شهور وربما في سنوات هذا يرجع لاجتهادك
ومتى تكون لي لغة صحفية خاصة غير متشابهة مع الآخرين؟
هذا يرجع لثقافتك ولأسلوبك ولقراءاتك المستمرة وإلى اجتهادك وإلى ذكائك وإلى خبرتك وإلى صبرك.

يقوم التحقيق الصحفى الجيد على مراعاة الإعداد الجيد لفكرة التحقيق حيث يعد البحث عن فكرة جديدة لتحقيق صحفى مميز أهم ما يصادف المحرر الصحفى فى اجتماعه الصباحى مع رئيس التحرير، وبالتالى يكون البحث دائماً عن الإجابة عن التساؤلات الثلاثة. (1) من الذى يهمه موضوع التحقيق؟؟(2) لماذا يهمه موضوع التحقيق؟؟(3) إلى أى مدى يكون اهتمامه بالموضوع؟؟ورغم أن غالبية المحررين

الصحفيين يجتهدون فى الخروج بأفكار جديدة تصلح للتناول فى تحقيق صحفى جيد، إلا أن البعض قد يفضل طرح موضوعات سبق طرحها وتناولها مرات عديدة ولكن من زوايا ومعالجات مختلفة بطبيعة الحال عن التناول السابق، وبالتالى فإن الإعداد والتخطيط للتحقيق الصحفى أحد العناصر الأساسية فى نجاحه والذى يتطلب الآتى: (1) تحديد مدى صلاحية الفكرة المختارة للتحقيق الصحفى.(2) التفكير فى الأسلوب الملائم لتحرير التحقيق الصحفى مع الاهتمام بجوانب جذب القراء بما لا يتعارض مع الموضوعية ودقة التناول. (3) اختيار المحرر أو مجموعة المحررين لتنفيذ وتحرير التحقيق الصحفى.(4) تحديد الزمن المناسب الذى يستغرقه التحقيق حتى يتم نشره.(5) الاستفادة من كافة الإمكانات المتاحة بالصحيفة من صور ورسوم وأرشيف ومكتبات حتى يخرج التحقيق الصحفى بشكل متكامل. ورغم أن البعض من أساتذة الإعلام يرون أن التحقيق الصحفى طراز أدبى يستطيع كاتبه أن يستخدم فيه الأسلوب الإنشائى، والأسلوب الذاتى إلا أن المؤكد أن هذا الفن الصحفى لابد وأن تتوفر فيه سائر الصفات الفنية الصحفية كالحرص على استخدام الألفاظ المألوفة، وتجنب الألفاظ العلمية والاصطلاحات النادرة مع الحذر من الانزلاق فى العامية المبتذلة، والبعد عن الحشو والإسهاب، والأمانة فى تصوير أبعاد المشكلات. والتحقيق الصحفى يلبى وظائف الصحافة الأساسية، فهو من ناحية يلبى وظيفة الإعلام، حيث يقوم التحقيق بنشر الحقائق والمعلومات الجديدة بين القراء، ومن ناحية أخرى يلبى وظيفة الصحافة فى تفسير الأنباء حيث يقوم التحقيق الصحفى بتفسير الأخبار والأحداث وشرحها وذلك عن طريق الكشف عن أبعادها الاجتماعية والاقتصادية ودلالتها السياسية. ويؤكد فاروق أبو زيد أن التحقيق يلبى كذلك وظائف عديدة منها التوجيه والإرشاد وذلك من خلال تناوله للعديد من القضايا والموضوعات التى ترتبط بالمجتمع والبحث عن حلول لها، فضلاً عن وظيفة التسلية والترفيه فهو فى بعض جوانبه يقوم بدور فى التسلية والإمتاع لما يحدث فى الحياة اليومية، بجانب الدور الإعلانى والتسويقى للعديد من السلع والمنتجات فيما يعرف بالتحقيق الإعلانى.

مصادر التحقيق الصحفى :

يقوم التحقيق الصحفى على وجود (قضية – أو مشكلة) يتوصل إليها المحرر الصحفى، أو تعترض طريقه بحكم أنه يعيش فى مجتمع تختلط فيه الثقافات والاتجاهات والمستويات وتتعدد فيه الطبقات وبالتالى تكثر المشكلات منها ما يرتبط بالصحة والتعليم والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية، والفنية والسياسية، ولذلك فإن أساس التحقيق الصحفى فى البداية هو فكرة أو خاطر أو انطباع أو ملاحظة وتتعدد مصادر التحقيق الصحفى من أخبار الصحف ومقالاتها، إلى الملاحظة الشخصية إلى التجربة الإنسانية المباشرة، وكذلك الأحاديث الصحفية والنشرات والوثائق. وبالتالى فإن الصحيفة تمثل سجلاً حافلاً بالموضوعات التى يمكن لكاتب التحقيق الصحفى أن يختار منها العديد من الزوايا، فهناك الأحاديث والإعلانات ورسائل القراء وصفحات الوفيات والمجتمع، والدوريات العلمية والمجلات الفنية والمنتديات والندوات والمؤتمرات وفى جميع الأحوال لا يكتفى الصحفى بمجرد اختيار الموضوع المناسب بالنسبة إليه، بل لابد من مراعاة اهتمام القراء بالموضوع لسياسة الصحيفة أو المجلة، وتوافر مصادر الموضوع من كتب ومطبوعات وبيانات وشخصيات يرجع إليها المحرر لأخذ آرائهم فى الموضوع المطروح. وعلى ذلك يخضع التحقيق الصحفى لأسلوب علمى قائم على جمع المعلومات والتخطيط وتحضير الأسئلة التى توجه للأشخاص غير أن هذا التخطيط فى مجموعة لابد وأن يكون مرناً، فالمحرر الصحفى يقوم بدور وكيل النيابة الذى يقوم بالتحقيق فى قضية من القضايا والتى تمثل أزمة أو مشكلة يعانى منها جمهور كبير من الناس ويسعى نحو حلها، فهو مطالب عند جمع الحقائق والمعلومات عن موضوع التحقيق بأن يكون ماهراً فى إجراء الحديث معهم وأن يتقن فن الاستماع لما تقوله المصادر، فضلاً عن حماسته للموضوع الذى يقوم به، فالتحقيق الصحفى يهدف فى مجمله إلى إشاعة الحقائق والمعلومات بين الناس، كما يرمى إلى تفسير هذه المعلومات وتبسيطها. وأبرز ما فى التحقيق الصحفى هو اختيار الموضوع الذى يهم القراء كالاكتشافات العلمية، والأدوية الجديدة، وعلاج الأمراض المزمنة، والخدمات الصحية، والآلات الحديثة، والحاسبات الإلكترونية، والغريب والطريف فى الموضوعات المشوقة مثل مقابلة مع ضرير استعاد بصره مرة أخرى، أو استعراض لمجموعة أقزام فى السيرك.. وإجمالاً فإن الغرض الأساسى من التحقيق الصحفى أياً كان موضوعه هو التفسير الاجتماعى للأحداث، والتفسير النفسى للأشخاص الذين اشتركوا فى الأحداث وهو يستطيع أن يلقى جملة أضواء على المشكلة المعروضة، ويزيد من قدرة القراء على الاستمتاع به وتتبع قراءته.

أنواع التحقيقات الصحفية:

يستوعب التحقيق الصحفى موضوعات حياة المجتمع بمجالاتها المتنوعة فقد يكون موضوعه إحدى المشكلات أو القضايا العامة التى تهم المجتمع كله أو إحدى طبقاته أو فئاته، وقد يكون حول شخصية علمية أو سياسية أو أدبية، أو فنية أو اقتصادية، وقد يكون بحثاً علمياً، أو اكتشافاً أو اختراعاً، أو حفلاً أو مهرجاناً أو غير ذلك من الموضوعات التى تمتلئ بها الحياة الاجتماعية فى كل يوم وليلة.

ويمكن أن يصنف التحقيق الصحفى إلى الآتى:
(1) التحقيق المرتبط بالمناسبات:وهو من النوع الموسمى، حيث أنه يرتبط فى موضوعه أو مضمونه بمناسبات معينة تتكرر سنوياً، أو كل عدة سنوات مثل المناسبات الدينية والوطنية والعلمية والأدبية، والمهرجانات الفنية مثل (أعياد الربيع، نصر أكتوبر، المولد النبوى، عيد الأضحى، دخول المدارس والجامعات، استطلاع شهر رمضان، الاحتفال بعيد الفطر المبارك، يوم العلم ليلة القدر، يوم الشرطة، يوم القوات المسلحة). (2) تحقيق البحث والتحرى:وهو يشبه إلى حد كبير بالتحقيقات التى تجريها الشرطة عند الكشف عن ملابسات جريمة، أو حادث غامض، وهو يستهدف الكشف عن الحقائق التى لا يعرفها القراء، مثل الكشف عن انحرافات بعض السياسيين بالحكومة، أو الاستيلاء على أموال البنوك، أو نهب المنح الخارجية التى تدعم البنية الأساسية بالقرى والمدن. (3) تحقيق الشخصيات:ويكون الشخص هو محرر هذا التحقيق، حيث يتم تناول جوانب حياة ونشاط شخصية هامة وبارزة، ومشهورة على المستوى القومى أو الدولى وتسليط الضوء على إنجازاته ونشاطاته وعلى هذا يجب أن تكون الشخصية المختارة معروفة للجمهور وتثير اهتمامه فقد تكون هذه الشخصية (سياسية، اجتماعية، اقتصادية، علمية، فنية، أدبية، ثقافية، دينية) مثل فوز محرر البرادعى بجائزة نوبل للسلام لعام 2005، حسن شحاتة وحصول مصر على بطولة الأمم الإفريقية فى يناير 2006، أو وفاة الفنان أبو بكر عزت، وانتحار سعاد حسنى، ومرض سعاد نصر وسيد زيان. (4) تحقيق الخلفية:وهذه النوعية من التحقيقات تقوم على شرح وتفسير وتحليل الأحداث والكشف عن أبعادها، حيث تقوم بالبحث عما وراء الخبر، والكشف عن ملابسات الأحداث، وهذا النوع من التحقيقات يحتاج إلى معالجة شاملة لمختلف أبعاد المشكلة المطروحة، وقد يحتاج هذا النوع لأكثر من محرر حتى يتم إنجازه فى وقت سريع، حيث أن عامل الزمن من أهم العناصر المؤثرة على أهمية مثل هذه النوعية من التحقيقات. (5) تحقيق التسالى والإمتاع:وهذا النوع يلبى حاجة القارئ فى التسلية والإمتاع، وهو يستهدف البعد بالقراء عن مشاكلهم اليومية لموضوعات من شأنها إضفاء البسمة على الشفاه عن طريق نشر التحقيقات الغريبة والطريفة التى تعتمد على المفارقات الغريبة مثل (زواج شيخ مسجد بأمريكا من راهبة فى نيوجرسى، عقد قرآن تحت مياه المحيط الأطلنطى، العثور على جثمان آخر لرمسيس الثانى بسوق المطرية، فتاة فى العشرين من عمرها تضع أطفال مكتملوا النمو. (6) تحقيق التوقع :ويستهدف مساعدة القارئ على فهم تفاصيل الأحداث وماذا جرى فيها، ومساعدة القارئ فى معرفة كيف تتطور الأحداث وإلى أى مدى تنتهى مثل: مماطلة الحكومة فى محاسبة ممدوح إسماعيل صاحب عبارة الموت، وهل يتم صرف التعويضات لأهالى الضحايا؟؟ (7) التحقيقات المتخصصة:وهى تلك التحقيقات التى ترتبط بالأنشطة المختلفة التى تحدث داخل المؤسسات والهيئات الرسمية وغير الرسمية مثل الأنشطة العلمية بالجامعات ومراكز البحوث، والاكتشافات العلمية والمهرجانات الفنية، والندوات المؤتمرات، ومتابعة البورصات، ارتفاع أسعار العملات مع خفض للذهب والفضة. ورغم تعدد تقسيمات التحقيقات الصحفية يرى الدكتور إبراهيم إمام أن التحقيقات الصحفية تتداخل تداخلاً يجمع بين أهدافها وفنونها ولذلك فإن الخيط الفاصل بينها خيط وهمى رفيع، فكثيراً ما نجد التحقيق الصحفى إعلامياً، ومشوقاً وإعلانياً وإخبارياً فى وقت واحد.

القوالب الفنية للتحقيق الصحفى:

يضم التحقيق الصحفى عدداً من القوالب الفنية عند صياغته وهى إجمالاً: (1) قالب العرض Exposition (2) قالب القصة Narration(3) قالب الوصف In******ion (4) قالب الحديث Inter view (5) قالب الاعتراف Confession (1) قالب العرض:وفيه يقوم المحرر بعرض القضية أو المشكلة التى يتناولها بشكل موضوعى من خلال مقدمة تثير اهتمام القراء بالموضوع، ثم سرد زوايا الموضوع فى جسم التحقيق، وتقوم الخاتمة على تلخيص ما انتهى إليه المحرر من أراء وتصورات حول القضية أو المشكلة المطروحة. وقد تأتى الخاتمة صورة من صور التأييد أو الرفض لرأى من الآراء التى جاءت ضمن جسم التحقيق، وقد يتبنى اتجاهاً جديداً وإن كان من الضرورى على المحرر الصحفى وفق هذا القالب ألا يتعارض مع ما أكدت عليه غالبية الآراء والشواهد التى جاءت فى جسم التحقيق. (2) قالب القصة:وفيه يقوم المحرر الصحفى بعرض القضية أو المشكلة فى شكل قصة يقوم بسرد تفاصيلها بصورة مشوقة، ورغم أن البعض من أساتذة الإعلام اتفاقها مع القصة الأدبية، إلا أن الفارق قائم على أن الأعمال الأدبية كثيراً ما تميل إلى الخيال والبعد عن الحقائق بينما التحقيقات القائمة على هذا القالب وإن كانت تتفق على ضرورة السرد القصصى للقضية أو المشكلة ولكن بمعلومات حقيقية وسرد واقعى لما حدث بالفعل، مثل التحقيقات المرتبطة بالحوادث والجرائم الغامضة، أو "انهيار عمارة جديدة بها ثمانى عرسان" "غرق عبارة"، انهيار مبنى تجارى، غرق باخرة، حيث يبدأ القالب بمقدمة تتناول البداية والنشأة ثم يأتى جسم التحقيق متضمناً الأحداث والصراعات التى تواجه أبطال القصة وهى تمثل العقدة ثم نهاية القصة والخاتمة التى تأتى بأهم قيمة فى الحدث نفسه حيث يبنى التحقيق على الهرم المعتدل. (3) قالب الوصف:ويقوم التحقيق هنا على مقدمة تقوم على وصف الحدث أو المشكلة وتأكيد أهميتها وإلى أى مدى تكون الضرورة الملحة لوجود حلول لها، ثم يأتى جسم التحقيق بتفاصيل عن المشكلة وعناصرها ثم خاتمة تبرز أهم النتائج وخلاصة الآراء والاتجاهات التى جاءت فى إطار جسم التحقيق، مع إبراز الملامح الرئيسية للشخصية أو المكان موضوع التحقيق الصحفى، ويعد وصف الرحلات والبلاد والأحداث الضخمة أشهر التحقيقات الصحفية التى تدخل فى إطار هذا القالب. (4) قالب الاعتراف:ويقوم هذا النوع من التحقيقات على اعترافات من المسئولين أو من العناصر المشاركة فى الحدث بما حدث بالضبط، وتأتى المقدمة بجزء من الاعترافات التى تأتى ضمن الواقعة أو الحادثة، ثم التفاصيل بمزيد من الاعترافات والكشف عن الخلفية والعوامل التى أدت إلى الحدث ثم تأتى خاتمة التحقيق بخلاصة ما تم التوصل إليه من التحقيق الصحفى، مع ضرورة نقل الألفاظ والتعبيرات كما جاءت فى الاعتراف كما هى دون تأويل. (5) قالب الحديث:وفيه يقوم بعرض وجهات نظر أطراف الحدث، ثم التناول التفصيلى لما حدث مع وجهات النظر المعارضة، وبعد ذلك تأتى التفاصيل داخل جسم التحقيق ثم خلاصة المشكلة أو القضية محل التحقيق الصحفى، وهو يقوم على نشر الأسئلة والأجوبة دون تحريف، وقد يكون بهدف اخذ رأى، أو تحديد اتجاه شخصية من الشخصيات، أو أحاديث بهدف التسلية والإمتاع.

قواعد وأسس تحرير التحقيق الصحفى:

(1) ضرورة العناية بالعناوين المصاحبة للتحقيق ومراجعتها من قبل المحرر أكثر من مرة للتأكد من أنها جاءت متضمنة لكل جوانب أو بعض جوانب المشكلة من عدمه، بما فى ذلك العناوين الفرعية التى تشير إلى تسلسل أفكار وتتابعها، ومن أبرز العناوين المستخدمة فى التحقيقات الصحفية (العنوان الوصفى، العنوان الخطابى، العنوان الاستفهامى، العنوان المقارنة، العنوان الاقتباسى، العنوان الدلالة....). ومهما كان نوع العنوان فإنه يجب أن يتصف بالإيجاز والوضوح والسهولة، بجانب التعبير بصدق عن مضمون التحقيق، مع اختيار الجوانب الطريفة والجذابة دون مبالغة .وتجدر الإشارة كذلك عند صياغة عنوان التحقيق عدم تكراره لفظاً أو معناً، حيث أن ذلك يوحى بإفلاس الكاتب فى استخراج عناوين جديدة من الموضوع الذى كتبه.
(2) الالتزام بالمقدمات المناسبة: فبعد العنوان الرئيسى والعناوين الفرعية تأتى المقدمة، وهى المدخل الطبيعى للموضوع، بجانب أنها تستحوذ على اهتمام القارئ وتقوده إلى صلب التحقيق. وعلى هذا كانت الضرورة ملحة على صياغة المقدمة بصورة جيدة يتم خلالها تسليط الضوء على جوهر القضية أو المشكلة التى يتم تناولها فى التحقيق وتعمل المقدمة على الربط بين العنوان وصلب التحقيق، كما أنها تثير الانتباه وتغرى بالقراءة، ولذلك فإنه يراعى فيها الوضوح والجاذبية وتجنب التفاصيل التى لا داعى لها فى المقدمة.
(3) تفاصيل التحقيق: وهى تتضمن صلب التحقيق وعر جوانب القضية أو المشكلة التى يقوم عليها التحقيق، وذلك فى فقرات مترابطة دون تهويل حيث يأتى ذلك وفق براعة المحرر الصحفى ومقدرته على البحث والتعمق فى فهم أبعاد القضية التى يدور حولها التحقيق، ويرتبط ذلك كله بما يتوافر لدى المحرر الصحفى من حس صحفى وخبرة مهنية تختلف وتتباين من محرر صحفى إلى آخر.
(4) خاتمة التحقيق: ويشترط فى الخاتمة أن تكون قوية وواضحة، وهى تعد النتائج والخلاصة التى توصل إليها المحرر الصحفى من تحقيقه، ولذلك فهى كثيراً ما ترتبط بالمقدمة وتكون صدى لها.
(5) المواد المصورة: ويلزم عند تناول التحقيق الصحفى أن تكون هناك الصور والرسوم حيث تعطى هذه المواد الجاذبية للتحقيق بشرط أن تكون الصور مناسبة ومعبرة عن المضمون الذى يتم تناوله فى التحقيق.


الفصل الأول :الاتصال وأنظمته
عالمنا هو عالم المعلومات والإعلام حيث يتم نقل حوالي 35 مليون كلمة يومياً فإلى ماقبل خمسين عاما تمضي أربعون سنة حتى تتضاعف معلومات الانسان العلمية أما في الوقت الحاضر فإن هذه الفترة قد تقلصت إلى أربع سنوات
بدون الاتصال لايمكن أن تتكون أو تنمو المعايير والقيم والمضامين الثقافية وعمليات التعليم الاجتماعية والعلاقات التي تكون عناصر أساسية في وجود أي مجتمع.
الاتصال:هو الأسلوب الذي تتكون عبره العلاقات الانسانية وتستمر في الوجود وهو عبارة عن الرموز والوسائل التي تنتقل بوساطتها الرموز المذكورة عبر المكان ويتم الحفاظ على استمرارها عبر الزمن وتشمل تلك الوسائل :تعبيرات الوجه،حركات الجسم،نغمة الصوت والصورة والكلمة والكتابة والطباعة وكل مايمت بصلة إلى العملية الاعلامية.
نظريات الاتصال:
يمتاز حقل الاتصالات عن غيره من الحقول بتعدد معارفه فقد أخذت نظريات الاتصال تغطي مراحل واسعة من التطور في حقل العمليات الاتصالية عن طريق التداخل الواسع بين الاتجاهات النظرية من جهة،ووظائف الاتصال من جهة أخرى
يمكن تصنيف الاتجاهات النظرية إلى مجموعتين:
الأولى:تنظر للاتصال على أنه وظيفة اجتماعية
الثانية:تهتم بعمليات الاتصال وتأثيراتها
المجموعتان تُعنيان بالاتصالات الانسانية والمشاكل المتعلقة بكيفية عمل الاتصالات مع الأفراد والجماعات.
الاتجاه الأول:
الاتصال وظيفة اجتماعية يمكن من خلاله إرساء أسس الشبكة الاجتماعية التي تبين نمط العلاقات الاجتماعية وآليه السلوك الاجتماعي الفردي والاجتماعي وتحديد عمل الاتصالات للتعبير عن أعراف مجتمع ما وثقافته.
فالمجتمع الانساني سيتعرض للارتباك والفوضى بدون الفعل الاتصالي والتأثير المتبادل الذي تؤديه الوظائف الاتصالية
إذاً الاتصال للمجتمع بديهة اجتماعية تفرضها السياقات الاجتماعية وفعالياتها المتنوعة
فالاتصال يسهم في:
- خلق بيئة اجتماعية جديدة.
- تنمية طموحات الأفراد والجماعات.
- يعلم المهارات الجديدة
الاتصال يمثل إحدى الديناميات الاجتماعية التي تدفع إلى إحداث التغيير .أي إنه نسق جزئي في نسق أعم(المجتمع) والفكرة الجديدة هي التي بدخولها إلى مجتمع ما تتحول إلى رموز للتغيير.
أخيراً يشكل الاتصال وعملياته محوراً مركزياً في الكشف عن الوظائف وطريقة أدائها.
الاتجاه الثاني:
عمليات الاتصال وتأثيراتها وهو يؤكد على أهمية استخدام الاتصالات وخاصة الاعلامية في خدمة الوظائف الاجتماعية وتنظيم صلات تتيح الفرصة لتبادل المعلومات عبر وسائل الاتصال.
يشكل الإعلام حلقة في سلسلة النشاطات التي تمثل بمجملها العملية الاتصالية فما هو المقصود بوسائل الإعلام؟وماهي المعلومات؟
المعلومات:تعد المعلومات المكون الأساسي لعملية الاتصال ولعل أبرز تعريف لها هو:المعلومات هي كل ما يؤثر على مستوى فهم وقناعة الفرد تجاه موقف معين ويربط هذا المفهوم المعلومات بعملية صنع القرار.
يؤثر الهدف من الصلة التي يقيما الناس فيما بينهم على طبيعة عمليات الاتصال ذاتها ويشار إلى وجود أربعة أهداف من الاتصال هي:الابلاغ،الاقناع،التوجيه،الحوار
إحدى المساهمات المهمة لنظريات تأثر الاتصال هي نظرية التعليم في مقدمتها النظرية الإدراكية والسلوكية والتي تشكل الأساس لتقنيات ونماذج تعليمية لتوجيه عملية تخطيط التعليم والتعلم.
وسائل الاعلام:
هنالك منهجان لدراسة وسائل الاعلام:
المنهج الأول:يتناول عمل وسائل الاتصال وقد تم وفقا له التميز بين وسائل الاتصال الجماهيرية تبعاً لأنظمة الاتصال والوسائل المستخدمة فيها فقد قام منظرو الاعلام في مرحلة الستينيات بتطوير بعض الأفكار حول حدود التداخل بين هذه الوسائل ولعل أبرز مثال:نظرية تدفق الخطوتين التي توضح أن المعلومات تتدفق عبر وسائل الاعلام إلى قادة الرأي الذين بدورهم ينشروها للناس
بقي أن نذكر أن(مارشال مكلوهان)هو الذي أشار إلى مسالة احتمال التأثيرات الملازمة لنشاط ووسائل الاعلام نفسها وبغض النظر عن محتواها
المنهج الثاني: طور الأفكار التي اعتمدها المنهج الأول عبر الاعتماد على أسس هيكل أنظمة الاتصالات في المجتمع ودرجة تنظيمها وقد أشار هذا المنهج إلى ضرورة إجراء دراسات للبنية الأساسية والهيكلية للصحافة والاذاعة وشبكات الاتصال الشاملة معتمدة على طبيعة النظام السياسي والبنية الاقتصادية.
نماذج الاتصال:
لقد أشار دينيس ماكوال إلى وجود أكثر من ثمانين نموذجاً للاتصال بعضها نماذج هندسية تم بناؤها وفقاً لأداء بعض الأنظمة وإلى جانب النماذج التي تركز على عملية الاتصال الانسانية وتأثيراتها.
إن نماذج الاتصال تصور عملية الاتصال كعملية دينامية ودورية مع العلم أنه ليس هناك نموذج متكامل لوحده يمكن أن يلم بمكونات العملية الاتصالية أو النتائج المترتبة عليها.
1- نموذج شانون:
- وضعه شانون عام 1984م.
- يعتمد على مفاهيم رياضية
- يحتوي على العناصر التالية:مصدر،إشارة ،مستقبل،هدف،تشويش
- أشار شانون إلى إمكانية دراسة الاتصال من الناحية الدلالية والتأثيرية عبر التأكيد على النتائج السلوكية
- تجاوز الاتصال الشخصي أو الاتصال بين نقطة ونقطة باعتبار الاتصال فقط اتصالا جماهيرياً.
2- نموذج ويلبر شرام:
- اكد على أهمية الخبرات المشتركة بين طرفي العملية الاتصالية
-لايعتمد كثيراً على وضوح لغة الرسالة أو رموزها
- أكد على ضرورة وجود خط مشترك بين الطرفين لفهم معاني الرمز
- أكد على ضرورة وجود خبرة مشتركة بين المرسل والمستقبل تمثل الاطار الدلالي
- أكد على ضرورة وجود خبرة متراكمة لدى الطرفين المرسل والمستقبل
3- نموذج لاسويل:
- عبر عنه في صيغة تساؤلات.
- كان ولايزال يعمل بمثابة الموجه للعديد من الدراسات الاعلامية.
- أهمل بصورة واضحة الواقع الاجتماعي والاقتصادي.
- تحول إلى واحد من الاسس العملية في دراسة الاتصال.
- يساعد على تتبع العملية الاتصالية وفق مراحل متسلسلة ومنطقية في آن واحد .
- إن عناصر نموذج لاسويل متداخلة ومترابطة ويؤثر كل عنصر منها بالآخر وهي:المصدر،رموز مكتوبة أو مسموعة سلوكية أو غير سلوكية،أداة اتصال ،الجمهور المستقبل،منطق الرسالة الاعلامي ،عناصر غير منظورة كالتشويش
4- نموذج ميلفين:
- المصدر:يقوم بترجمة الرسائل إلى مضمون قابل للتوصيل عن طريق اختيار بعض الرموز
- المرسل:يقوم بتحويل الرسالة إلى معلومات (حركات ميكانيكية)
- المتلقي: يقوم بتحويل المعلومات إلى مضمون
- الهدف أو الغاية: يقوم بتحويل المضمون إلى معنى
- الضوضاء :تقليل عملية استقبال المعلومات
يشير نموذج ميلفين إلى وجود أربعة مستويات يؤثر بعضها ببعضها الأخر هي:
1- المستوى الاقتصادي
2- المستوى السياسي
3- المستوى الاجتماعي
4- المستوى الثقافي الاجتماعي
مفاهيم الاتصال التطور والعمليات:
التطورات في حقل تكنولوجيا الاتصالات وظهور أنماط جديدة من الاتصال طرحتها تساؤلات كثيرة عن مدى كفاءة النماذج الاتصالية وقابليتها على الاستجابة لضرورات وشروط الأنماط الاتصالية القائمة
لقد الغت التكنولوجيا الحديثة الحواجز بين نظامي الاتصال الثنائي عبر مايسمى بالعالم الشامل أما التطور الجديد:
- ساعد في توسيع قاعدة معلومات الجمهور ومشاركته فيها
- - هيأ للجمهور إمكانية أداء عمليات اتصالية عدة في آن واحد وعبر جهاز واحد
- عطل الكثير من النظريات والنماذج
- جعل مسألة إعادة النظر في النظريات والنماذج السابقة أمراً ملحاً
أشار الفيلسوف اللغوي (جون ديوي) إلى أن الاتصال هو أعجب شؤون الانسان وإن المجتمع لايوجد عن طريق الاتصال فحسب وإنما يتأصل ويتأسس في عملية الاتصال
الثورة الاعلامية الحالية:جعلت البيئة والمحيط الاعلامي يشهدان تحولاً في خلق وانتاج محيط وبيئة إعلامية ذات ابعاد اجتماعية وثقافية جديدة مما خلق الحاجة إلى إعادة تقييم مضامين النظريات والنماذج الاتصالية السائدة وتدقيق فرضياتها
من نتائج هذه الثورة:النظام الاعلامي الشامل ،ونظام الفيديو
هنالك عوامل ساعدت في فهم التخطيط الاعلامي هي:
1- طبيعة التصور الاجتماعي
2- طبيعة الأهداف الاعلامية
3- نظريات نظام المخطط الاعلامية
4- طبيعة المصادر الاعلامية التي يتم استخدامها
التصور الاجتماعي:
إن مكانة وأهمية وسيطرة التصور الاجتماعي تحدد الأهداف الاعلامية
يحدد التصور الاجتماعي نوعية مصادر الاعلام وكيفية تشخيصها أو استخدامها وقد يأتي تأثيرهذا التحديد عبر الأهداف
نظريات نظام المخطط االاعلامية:تتجه بعض الأنظمة إلى بناء نظام مركزي صارم يؤثر على نوعية وطبيعة المصادر الاتصالية المستخدمة
يختلف نتائج تخطيط مخطط كبير عن آخر صغير للاسباب التالية:
1- قدراتهم التخطيطية
2- قربهم من مصادر القرار أو التحكم فيه
3- إمكانية الوصول إلى مصادر الاتصال ووسائله
مصادر وفئات نظام الاتصال:
تتعامل المصادر مع مصدر المعلومة والكيفية التي تتفاعل بها المعلومات وأما الفئات فتتعامل مع أهداف مقصودة لايضاح أهمية معرفة التفاعلات بين المصدر والفئات والنتائج الناتجة عنها
أولا:مصادر أنظمة الاتصال:
ترجع أنظمة الاتصال إلى ثلاثة مصادر تتفق في الطريقة التي يتم بها تنظيم حركتها وفقاً لنظام واقعي في عالم حقيقي وهي: نظام الاتصال بين نقطة ونقطة،الاتصال بواسطة وسائل الاعلام،نظام الاتصال الشخصي
1- نظام الاتصال بين نقطة ونقطة:
يتداخل مع الأنظمة الاتصالية الأخرى ومن أشكاله :الاتصالات البريدية،الهاتفية،الفاكس،التلكس،شبكات الحاسوب الآلي
2- نظام الاتصال بواسطة وسائل الاعلام:
يمتاز بمشاركته في الرسائل الاعلامية لكنه من مصدر واحد يمثل طريقاً أحادي الجانب مع تداخلات محدودة للتفاعل مع الجمهور
تحول إلى مصدر قلق للتخطط الاعلامي يمثل عامل ضغط على صانع القرار
3- نظام الاتصال الشخصي:
اتصال مباشر بين اثنين أو أكثر اللغة والكلمة المنطوقة أو المكتوبة تمثل أعلى مستوياته يدعم العمليات الاعلامية ويؤازرها ويكمل فاعليتها يوضح الغموض الذي يكشف فكرة ما يعمل على تقليل المعارضة أو المقاومة،يولد مناخ يمارس فيه قادة الرأي تأثيرهم
من سمات أو خصائص القائم بالاتصال المواجهي:الكفاءة المهنية،الذكاء الشخصي،السمات الشخصية الخاصة،القدرات المعرفيه والتقويمية ،روح المبادرة ،القدرة على مواجهة المواقف الصعبة.
مراحل الاتصال الشفهي حسب(روجرز):
1- الادراك والشعور
2- الاهتمام
3- التقويم
4- المحاولة
5- التبني
ثانياً:فئات نظام الاتصال:
للتعرف على أهداف أنظمة الاتصال تم إختيار ست فئات اتصالية هي:الاعلام،التعلم،الاقناع،التعاون،الحوار،الترفيه.وهنالك تداخلاً واسعاً بين هذه الأهداف (الفئات)يمكن شرحه كالتالي:
- الاعلام جزء من التعلم
- الاعلام والتعلم جزء من الاقناع
- التعاون تستخدم عبره وبوساطته عناصر الاعلام والتعلم والاقناع
- الحوار يحتوي على كل وظائف فئات الاتصال
- الترفيه يحتوي كل الوظائف وهو أوسع الوظائف وأكثرها فاعلية في العملية الاتصالية
- الحوار تتم عبره عملية التفاعل الاتصالي ويقود التفاهم العقلي بين الناس
اختيار أهداف فئات الاتصال:
يأتي اختيار أهداف فئات الاتصال من مصدرين اساسيين:
الأول:نظريات الاتصال
الثاني:خطط الاتصال ذاتها وتطبيقاتها العملية
أولاً: نظريات الاتصال (الأساس النظري)حدد لاسويل ثلاث وظائف للاتصال:
1- المراقبة:أو الاشراف وهي استخدام الاتصال والمشاركة في المعلومات حول البيئة(هذه الوظيفة تعني الاعلام)
2- البث:أو النقل وهي بث أو نقل المعرفة والثقافة من جيل إلى جيل ومن مكان إلى مكان (التعلم)
3- التعاون:وهي إما الاقناع بهدف جمع رغبات الناس وإقناعهم بضرورة التغيير أو التعاون أي استخدام مصادر الاتصال للتنظيم أو للسيطرة على انجازات الأفراد أو الجماعات أو المنظمات
وقد أضاف (جارلس رايت) فئة الترفيه بينما أضاف (جون مدلتين) فئة الحوار وهي تقترب بآرائها من وظيفة الترفيه.
ثانياً: خطط الاتصال:
هي الممارسة التطبيقية للبرامج الاتصالية التي نفذت وهي أهداف الخطط التي تم تبنيها من قبل المخططين .
- تمثل الممارسة أحد المصادر الهامة في تحديد واختيار أهداف مصادر الاتصال.
أخيرا: يتوقف مضمون أي خطة إعلامية على:
- الغرض المقصود
- الحقل الذي تتعامل معه الخطة.
انتهت المحاضرة الأولى مع أمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق


================
التدريب الإعلامي

التدريس والتدريب الإعلامي:
لم يعد الإعلام رسالة فقط وإنما أصبح صناعة ضخمة تؤدي رسالة وطنية وإنسانية مما حتم ضرورة توافر الخبرات الإعلامية الوطنية والفنية والمهنية المتخصصة
لقد أجمعت كافة التقارير والدراسات والبحوث التي أجريت في مجال السياسات الإعلامية والتدريب الإعلامي على النقص الفادح الذي تعاني منه معظم الدول النامية من القوى البشرية المتدربة وعلى ضرورة التصدي لمشكلة إعداد الإعلاميين
1- خلصت اليونسكو إلى وضع معيار الحد الأدنى للإعلام يقضي بأن يكون لكل مائة شخص من السكان في أي دولة عشرة صحف وخمسة أجهزة راديو وجهاز تلفزيون ومقعدين في السينما.
وقد خلص التقرير إلى أن: مائة دولة لاتصل إلى هذا المستوى لجميع وسائل الإعلام وتسعة عشر دولة تقع دون هذا المستوى بالنسبة لثلاث وسائل إعلامية مما يعني أن(66%)من سكان العالم لايصلون إلا لحد الأدنى للإعلام.
2- دلت الدراسة التي قامت بها اليونسكو في الستينات عن وسائل الإعلام والعاملين في أجهزة الإعلام في الدول النامية على:

- معظم المؤسسات الصحفية وأجهزة الإعلام تعاني من نقص خطير في الأفراد المؤهلين و المدربين وعدم توافر الجهاز الفني القادر في المؤسسات الإعلامية في الدول النامية وهذا يمثل واحدة من أهم العقبات الخطيرة التي تقف حجر عثرة في سبيل تنمية وسائل الإعلام والشرط الأساسي لتخطي هذه العقبة يتمثل في ضرورة توافر الجهاز الفني الكفء المدرب تدريباً عالياً
3- انتهى البوفسور (لويد سومرلاد) في دراسته عن الصحافة في الدول النامية:
العقبة الأساسية التي تصادف نمو الصحف ووسائل الإعلام هي مشكلة الجهاز الفني إذا من الواضح أن هناك ندرة في العديد من الدول النامية في الجهاز الفني الصحفي والإعلامي.
4- في أواسط السبعينيات (1975) أصدرت اليونسكو دراسة بعنوان(وسائل الاتصال في العالم العربي) أشارت فيها إلى تزايد عدد المعاهد التي تقدم التعليم والتدريب للاتصال الجماهيري على خريطة العالم.
5- نظم المركز العربي للدراسات الإعلامية للسكان والتنمية والتعمير ندوة في القاهرة بعنوان (الندوة العلمية الإعلامية لعمداء ومديري ومدارس ومعاهد وكليات الإعلام والصحافة في الوطن العربي)وقد أشارت هذه الندوة إلى الأهمية المتزايدة لبرامج التدريب الإعلامي لسد الاحتياجات الحالية والمستقبلية من المتخصصين والمدربين في مجالات الإعلام.
6- ندوة(الدراسات الإعلامية في العالم العربي)عقدت في الرياض وقد خلصت إلى مجموعة مؤشرات:
أ- أهم مشكلات التدريس الإعلامي في الدول العربية:
1- النقص الواضح في أعضاء هيئة التدريس.
2- المناهج الدراسية واختلاف أنماطها واتجاهاتها وإيجابياتها وسلبياتها.
3- تدريس اللغات الأجنبية وظاهرة ضعف الطلاب فيها.
4-التدريب العملي ومفهومه وأهميته وموقف الكليات والأقسام الإعلامية منه.
5- الكتب والدراسات الإعلامية المؤلفة والمترجمة.
6- البحوث الأكاديمية ومستواها.
7- التنسيق والتعاون بين المعاهد بعضها ببعض وبينها وبين المؤسسات الأخرى
ب- أهم مشكلات التدريب الإعلامي في الدول العربية:
1- حداثة العهد بالتدريب الإعلامي في المنطقة العربية والخبرة المحدودة للدول العربية فيه
2- الاهتمام بالتشغيل اليومي لدرجة أكبر منظم في عدد كبير من الدول العربية.
3- عدم وجود تدريب إعلامي منظم في عدد كبير من الدول العربية.
4- الاهتمام بالتدريب الإذاعي والتلفزيوني بدرجة أكبر من التدريب الصحفي.
5- الخلط بين التدريب الإعلامي والتعليم الإعلامي.
6- ندرة المدربين.
7- عدم قيام التدريب الإعلامي على أساس تقدير الاحتياجات التدريبية الفعلية.
8- التدريب الإعلامي لاينال من اهتمام معظم الدول العربية ما يناله التدريب في المجالات الأخرى كالصناعة والزراعة.
9- ميل التدريب الإعلامي نحو التعميم على حساب التخصص.
10- النقص الملحوظ في بعض الدول العربية في معينات التدريب ومعداته وإمكانياته.
7- انتهت توصيات (اللجنة الدولية لدراسة مشكلات الإعلام)سواء في تقديرها المرحلي (1978) أو في تقريرها عام(1980)إلى:
ضرورة التأهيل والتدريب الإعلامي كأساس في إحداث التطور والتنمية المستهدفة لوسائل الإعلام.
وقد جاء في التقرير النهائي:
- إن نوعية أي نظام تحكمه إلى حد كبير كفاءة من يتولون تشغيله.
- إن نقص العاملين المدربين وقصور برامج التدريب هما من الأسباب الأساسية لأوجه النقص الملحوظ في العالم.
- تقضي الخبرة الواسعة لخبراء البلاد المتقدمة والنامية إلى استنتاج مؤداه:إن التدريب الأساسي ينبغي تنظيمه محلياً في بيئة مألوفة للدارسين وبأسلوب تدريبي يلاءم الظروف المحلية والتقاليد الثقافية واستراتيجيه التنمية
- إن الحاجة إلى مواءمة التدريب لظروف البلاد وتطلعاتها أولاً،والروابط الوثيقة بين الاتصال والتنمية ثانياً يحبذان بقوة التدريب الذي يقدم في الموقع
هناك حقيقة أساسية تقول أن الإعلام:
1-يعمل على خلق اتفاق عام بين فئات الأمة الواحدة.
2- يعمل على تقريب وجهات النظر نحو القضايا الهامة مما يسهم في خلق المشاركة في تنمية المجتمع.
3-في الدول النامية نضيف لعمل الإعلام مبدأ التعليم والتنمية الوطنية.
- إن أشد ماتحتاج إليه الدول النامية في تنظيماتها الإعلامية المرتقبة :ضرورة إعداد طائفة من الإعلاميين المتخصصين في الشرح والتبسيط والإقناع.
- الجهاز الإعلامي المؤهل والمدرب تدريباً ممتازاً هو الأساس في نمو وسائل إعلام مسؤولية والحاجة إلى هذا الجهاز الإعلامي هي نقطة الارتكاز التي يمكن أن تنطلق منها حركة إيجابية لتطوير سائر وسائل الإعلام.
المداخل المختلفة لمواجهة مشكلة نقص الإمكانيات والكفاءات:
تقتضي مواجهة نقص الامكانيات والكفاءات إتباع مدخلين متكاملين هما:
المدخل الأول:
التخطيط طويل الأجل لإعداد أجيال من المتخصصين في الإعلام
يكون من خلال الدراسة التخصصية في الجامعة وهو ماحدا باليونسكو إلى تقرير:
أن الصحفي أو رجل الإعلام لابدله من أن يتسلح بخلفية ثقافية متكاملة عن طريق الدراسة الجامعية.
المدخل الثاني:
تدريب العاملين الحاليين في وسائل الإعلام:
من الضروري أن تتبنى أجهزة الإعلام والمؤسسات الإعلامية والجامعات فكرة تصميم برامج تدريبية(قصيرة_متوسطة_طويلة) وذلك:
- لتوفير الجوانب المهنية والعلمية وتدعيم المهارات
- لترشيد الأداء وترقية أساليبه
- الحاجة الدائمة إلى تجديد المعلومات وتطوير المعرفة
- الوقوف على أحداث الأساليب والنظريات في مجال التخصص
أهداف التدريب الإعلامي وأنواعه وأساليبه وتخطيطه:
أولاً: الفرق بين التعليم والتدريب
التدريب :يتمثل في عملية تنمية المهارات وقدرات المتدرب وتعميق مفاهيم تتصل بنوع من الوظائف أو المهن بهدف تحسين أداءه.إذاً التدريب موجه إلى الوظيفة
التعليم :يهدف إلى مستوى معين المعرفة الأساسية وقدرة معينة في تحصيلها
التدريب: يهدف إلى رفع مستوى الأداء الفعلي وزيادة مهارات القائمين بالوظيفة المعينة بطريقة مباشرة يعرف التدريب بأنه: عملية منظمة مستمرة تستهدف إكساب الفرد معارف أو مهارات أو أفكار أو آراء لأداء عمل معين أو بلوغ هدف محدد كما يستهدف التدريب تجهيز الفرد للعمل المثمر
ثانياً : الأهداف العامة للتدريب:
تتركز الأهداف العامة للتدريب في إحداث تغيرات مطلوبة ومستهدفة في واحد أو أكثر من المجالات التالية:
1- تغيير في المعارف العامة والمعلومات وتنميتها وتطويرها أو إضافة معارف ومعلومات جديدة ومستحدثة.
2- تغيير في المهارات وتنميتها وتطويرها أو استحداث مهارات جديدة.
3- تغيير في الاتجاهات وتنميتها وتطويرها أو استحداث مهارات جديدة
إذاً غاية التدريب هي: إحداث تغيير في السلوك على مستوى المعرفة والمهارات والاتجاهات
- يتم خلال التدريب التركيز على مستوى معين طبقاً لـ نوع البرنامج التدريب ،مستوى البرنامج،أهدافه، نوع المتدربين وطبيعة المهمة التدريبية.
ثالثاً: أهمية التدريب المنظم:
من الأسباب التي مهدت الطريق إلى أهمية التدريب المنظم:
1- نقص كفاية عملية التجربة والخطأ.
2- احتمالات زيادة الخطأ أثناء عملية الخبرة الفردية.
3- إمكانية استخدام الطريقة العلمية.
يتم التدريب المنظم بطريقتين:
1- الممارسة الفعلية داخل العمل : من الضروري أن يتم وينظم وفق برنامج محدد
2- التدريب المنظم خارج العمل: بوصفه استكمالاً وامتداداً لداخل العمل
العناصر الأساسية الداخلة في تكوين المتدرب:
1- التعليم.
2- الخبرة المكتسبة من العمل أو التدريب المنظم داخل العمل.
3- التدريب المنظم خارج العمل
رابعاً: يتميز التدريب خارج العمل عن التعليم والخبرة المكتسبة بعدة خصائص من أهمها:
1- إنه ترشيد للخبرة المكتسبة.
2- إنه تنظيم لهذه الخبرة في إطار متكامل واضح المعالم
3- يؤدي إلى تعميق حصيلة الخبرة المكتسبة ويجعلها مخزوناً أكثر تنظيماً وأقرب إلى تناول المتدرب منها قبل التدريب
4- يعتبر امتداداً للتعليم على مستوى التطبيق الفعلي في مواقف معينة وظروف متغيرة
5- يؤدي إلى تقصير الفترة اللازمة لاكتساب خبرات ومهارات وقدرات معينة
6- يقلل من احتمالات الخطأ إلى حدا كبير ويتلافى عيوب التجربة والخطأ
7- يسهم في تيسير نقل الخبرات المكتسبة لدى الجهات المتقدمة إلى الجهات الأقل تقدماً
- أخيراً كلما زاد الاعتماد على العلم وزادت قابلية استخدام الطريقة العلمية في حل المشكلات زادت أهمية التدريب خارج العمل بالقياس إلى التدريب داخل العمل
خامساً: التوعية والمسؤولية الاجتماعية جزء أساسي من العملية التدريبية خاصةً في تدريب القيادات والمستويات العليا:
- التوعية والتبصير بالمسؤولية الاجتماعية للإدارة تمثل أحد المكونات الرئيسية للتدريب الفعال كما أنها تعتبر العنصر الرابع في تكوين المدير الناجح فالإرادة وظيفة اجتماعية فوق أنها عملية.
- يقصد بالتوعية:تغيير التفكير وتدعيم القيم الأخلاقية الايجابية والتأكيد على المستويات الاجتماعية
الانحرافات التي اتضحت عند المتدربين خلال التدريب:
1- التصور بأن مشاكل التطوير تحل الأساليب البيروقراطية
2- التصور بأن الأجهزة الكبيرة غاية في حدا ذاتها
3- تحول المديرين إلى طبقة عازلة بين القيادات العليا والمسئولين
4- تحول طريق القادة – والقيادة فريق متكامل رأسياً وأفقياً بطريقة جماعية- إلى لأطراف متنازعة على السلطات فتشل بعضها بعضاً
5- تحول السلطة في حد ذاتها إلى هدف يؤدي إلى تكديسها في أيدي قليلة ويعوق تنمية قيادات جديدة
6- التهاون في دراسة المشروعات الجديدة والإهمال في تنفيذ المشروعات أو استغلال الطاقات
7- إخفاء الحقائق أو تجاهلها أو التستر عليها
8- معارضة النقد وعدم ممارسة النقد الذاتي
سادساً:أنواع التدريب:
ينقسم التدريب إلى نوعين رئيسيين:
1- برامج التطوير: تستهدف تغيير وجه النظر والمنطق والقيم وإطار التفكير وتقدير أهمية المداخل الجديدة والتعرض للمنجزات المتقدمة.
2- برامج تكتيك: تستخدم في تنمية مهارات فنية متخصصة,
- تقسم برامج التكتيك حسب الهدف منها إلى:
- 1- التدريب التأهيلي: يتم بعد التخرج مباشرة وقبل التعيين ويستهدف تعريف المتدرب بكافة المتغيرات التي سيعمل في ضلها وكذلك بمجموعة من المعارف والمهارات التي يحتاجها لمزاولة العمل
2- التدريب التنشيطي أو التجديدي: يستهدف إنعاش وبلورة المهارات والمعارف التي يحتمل أن تكون قد نسيت في غمار العمل وتعريف المتدرب الجديد والمستحدث منها كما يحقق عدة نتائج منها توسيع وتطوير المهارات،والتأهيل لأعمال أخرى أو أعمال إضافية، وتهيئة قدرات العاملين الأساسية للتماشي مع التطورات الفنية والتكنولوجي’
3- التدريب التخللي أو التبادلي: يتم عن طريق مزج التدريب بالعمل مما يتيح للمتدرب أن يكشف نفسه وقدراته وعيوبه عن طريق المقارنة الفعلية بين ماتدرب عليه وما يقوم بأدائه فعلاً وتقييم ذلك كله في مراحل تدريبية وعمليه بعد ذلك
4- تدريب التطوير والتنمية : يستهدف تعميق المعلومات التخصصية أو زيادة المهارات الخاصة بعملية أو وظيفة أو مهمة محددة ضمن إطار عمل التدريب
5- إعادة التدريب: يستهدف إكساب المتدرب مهارات ومعارف لازمة لأداء عمل يختلف عن العمل الأصلي القائم به والذي سبق له التدريب عليه
6- التدريب الإضافي : يستهدف إكساب المتدرب معارف ومهارات إضافية غير مهاراته الأساسية تزيد من قدراته وتمكنه من التحرك بين أعمال واختصاصات متنوعة ترفع من كفاءته في العمل وقد تكون مطلوبة لنوعيات معينة من الأعمال
7- التدريب المتقدم : يستهدف إعداد المتدربين لتولي وظائف أو اختصاصات أو مراكز أكبر مسؤولية
سابعاً: عناصر وخطوات التدريب:
1ً-البحث: تسعى المعلومات والبيانات بعدة متغيرات مؤثرة في العملية التدريبية
- دراسة هذه المتغيرات التي تتضمن:
1- مصادر التدريب
2- إمكانية التدريب
3- الفنون التدريبية المتاحة
4- أساليب التدريب ومناهجه وأنواعه
وذلك بهدف الإفادة من هذه البيانات والمعلومات في:
- رسم السياسات التدريبية
- تخطيط النشاط التدريبي على أسس موضوعية
2ً- التحليل: تستهدف خطوة التحليل الإفادة من البيانات والمعلومات التي تم جمعها في الخطوة الأولى في تحديد العناصر التالية:
1- الاحتياجات التدريبية الكلية بناءاً على الاحتياجات التدريبية الجزئية وعلى كافة المستويات وتقييم هذه الاحتياجات
2- السلوك المطلوب والأداء المستهدف الوصول إليه لاشباع الاحتياجات التدريبية
3- تحليل الأعمال التي صممت من أجلها البرامج التدريبية
تشمل خطوة التحليل على عدة خطوات فرعية هي:
1- تحديد الاحتياجات التي يسعى التدريب إلى مواجهتها بالنسبة لكل مستوى تدريبي
2- تحديد الاحتياجات التدريبية المتنوعة والتعرف عليها
3- تأسيس وتحديد مستويات الأداء المطلوبة والمرغوبة كناتج للتدريب
4- التعرف على المتدربين
5- وضع معايير للتدريب
6- تقدير التكلفة الخاصة بالتدريب وعائد الاستثمار
7- الجدولة من حيث العدد والتكرار أو الاستثمار والإفادة من عناصر الوقت بطريقة سليمة
3ً- التصميم: يستهدف هذه الخطوة تصميم الجوانب التدريبية المختلفة والمناهج والأساليب والأنواع والمساعدات والبرامج.
4ً- التنفيذ: هي الخطوة التي تستهدف:
1- إدارة العمليات التدريبية بكفاءة
2- المحافظة على نظام التدريب
3- وضع الخطة التدريبية موضع التنفيذ
5ً- التقويم: هو العنصر الذي يستهدف تقويم كفاءة التدريب وفاعليته عن طريق :
1-تقييم الأداء التدريبي
- تقييم فاعلية البرنامج
- تقييم المدربين والمتدربين
- تقييم التدريب
ثامناً: أهم العوامل التي يجب أخذها في الحسبان في التخطيط للتدريب:
1- توافق التدريب مع الاحتياجات التدريبية الفعلية من حيث المستوى أو التخصص
2- المرونة في التخطيط
3- الإفادة من نتائج تقييم البرامج والخطط التدريبية السابقة
4- مراعاة أولويات التدريب
5- تصميم الإطار العام للتدريب بحث يسهل الانتقال في المراحل والمستويات المختلفة المتتالية
6- مراعاة التوفيق بين الاحتياجات التدريبية والإمكانيات المتاحة
7- إعادة النظر في خطط التدريب وإمكانياته باستمرار
تاسعاً: المستويات والمجالات التي يستهدف التدريب إحداث تأثير فيها
1- المعلومات
2- المهارات
3- الاتجاهات
عاشراً: الأساليب التدريبية المختلفة:يؤثر في استخدامها مجموعة من العوامل من أهمها:
1- نوعية الأسلوب التدريبي المستهدف تحقيقه
2- المستوى التدريبي أو الدورة التدريبية
3- نوع البرنامج أو الدورة التدريبية
4- نوع المعلومات والمهارات والاتجاهات المطلوب تحقيقها
أهم الأساليب التي يمكن استخدامها جزئياً أو كلياً في البرامج والدورات التدريبية
1- أسلوب المحاضرة: يقتصر على مجرد إلقاء محاضرة في موضوع معين ويخاطب مستوى المعلومات بطريقة مباشرة ومركزة
2- أسلوب الندوة الموجهة: هو عبارة عن حلقة نقاش في موضوع يختاره الأساتذة
3- أسلوب الندوة الحرة: هو عبارة عن حلقة نقاشية في موضوع يختاره الدارسون نتيجة إحساسهم بالحاجة إلى معرفته وإلى إجراء مناقشة فيه مع بعض المتخصصين
4- أسلوب المناقشة المنظمة: يركز على المجموعات صغيرة العدد التي يقوم فيها المدرب بإرشاد المتدربين للوصول إلى هدف تدريبي معين من خلال بعض الأسئلة والاستفسارات التوجيهية المقننة
5- أسلوب المناقشة الحرة: يعتمد على الدراسيين أنفسهم بحيث يتولى قيادة المناقشة أحدهم أو بعضهم بناء على تحديد هيكل موضوع المناقشة ويعتبر حضور المدرب في هذا الأسلوب اختيارياً مهمته إحداث توازن في المناقشة
6- أسلوب دراسة الحالات: حيث تقسم المجموعة الكبيرة إلى مجموعة صغيرة تقوم بدراسة حالة معبرة عن وضع واقعي أو ظروف متماثلة مع الظروف الطبيعية
7- أسلوب ممارسة الأدوار:حيث يقوم أفردا المجموعة التدريبية بتقمص شخصيات معينة ويمر أسلوب ممارسة الأدوار بعدة خطوات تتلخص في تحديد المشكلة العملية وتهيئة الموقف التدريبي وتوزيع الشخصيات التي ستقوم بأداء الأدوار وتتم مناقشة المتدربين للمواقف والخبرات التي مروا فيها وتحليها وكذلك مناقشة المشاهدين والخروج باستنتاجات ودروس مستفادة
8- أسلوب الممارسة الفعلية لاتخاذ القرارات:يتم عن طريق وضع المتدربين أمام مواقف فعلية مطلوب اتخاذ قرارات بشأنها على ضوء معلومات وبيانات متوافرة وتقييم هذه القرارات من جانب المدربين وتعريف الدارسين بمدى صحة القرارات
9- أسلوب التدريب الذاتي:يعتبر من أحدث الأساليب التدريبية كما أنه أقرب وأفضل الأساليب لتدريب القيادات الإدارية العليا ويكز على وضع المتدرب في موقف واقعي ويمر هذا الأسلوب بثلاث مراحل هي:مرحلة الإعداد ، مرحلة التشخيص، ثم الاختيار
10- أسلوب تنمية الحساسية أو المهارات السلوكية:
- يستهدف زيادة حساسية الأفراد نحو سلوكهم الشخصي وسلوك الأفراد الآخرين
- يعتمد هذا الأسلوب على ممارسة السلوك الفعلي داخل المجموعة التدريبية وحث المتدربين على طرح مشكلاتهم وانفعالاتهم وسلوكهم
- خلق شعور ذاتي من جانب المتدربين بأهمية تنمية سلوكه لأن هذا الأسلوب يعتمد أساساً على رغبة الفرد الحقيقة والفعلية في التغيير ويمر هذا الأسلوب بعدة مراحل تتمثل في:
1- خلق المواقف التي تساعد على التعليم داخل المجموعة التدريبية
2- بناء نماذج للسلوك المطلوب
3- طرح القيم الجديدة
4- الإسهام في خلق درجة عالية من الاتصال والتفاعل بين أفراد المجموعة
11- أسلوب المباريات:
1-هو الذي يقوم أساساً على( التماثل) في المواقف المختلفة
2- يرتكز على تقديم موقف معين بأبعاده المختلفة
2- تقوم المجموعة التدريبية بدراسته واتخاذ قرارات بشأنه
4- تتعرف على نتيجة هذه القرارات بطريقة مباشرة
12- أسلوب الجماعية المعمليه: ويركز على استغلال الجماعة كوسيلة أساسية لتغيير الاتجاهات ويستهدف التأثير على العلاقات الإنسانية ودينامية الجماعة وتفاعلها ويعتمد أساساً على قيام الجماعة التدريبية بعمليات نمو ذاتي عن طريق محاولة تنظيم لقاءات ووضع قواعد منظمة لعملها والاتفاق على خطط عمل بهدف محاولة تنظيم لقاءات ووضع قواعد منظمة لعملها والاتفاق على خطط عمل وذالك بهدف فحص السلوك الفردي أو الجماعي من خلال هذا الموقف واكتساب المهارات الخاصة بمعالجة مشكلات العلاقة الإنسانية
13- أسلوب الإيضاح التجريبي: يقوم المدرب بإجراء تجربة معينة أمام الدارسين الذين يقومون بعمليات الملاحظة ثم يقوم كل متدرب بإجراء التجربة بنفسه
14- أسلوب التعتليم أو التدريب المبرمج: يتم فيه تقديم المواد التعليمية أو التدريبية في خطوات ومراحل صغيرة نسبياً ويقاس بعد كل مرحلة منها درجة استجابة المتدرب للجرعة التدريبية ثم يقارن بدرجة الاستجابة المتوقعة أو المبرمجة
حادي عشر: معادلة التدريب الناجح وهي:
1- الدراسة الفعلية للاحتياجات التدريبية
2- الخطة التدريبية السليمة المستوحاة من هذه الاحتياجات
3- اختيار المدربين الماهرين المؤهلين علمياً والمتدربين المهيئين والذين تتوافر لديهم الرغبة في التدريب
4- اختيار الأساليب التدريبية الملائمة
5- توافر وسائل الإيضاح والمعينات التدريبية
6- توافر المعدات الصالحة للاستخدام أثناء العملية التدريبية
7- التقويم الموضوعي المرحلي والنهائي للتدريب
8- وضع حوافز ايجابية وسلبية للتدريب



============
أنواع التخطيط ( الاتصالي) الإعلامي

أولاً: تخطيط الاتصالات:
- يتعامل مخطط الاتصالات مع مصادر نظام الاتصال بين نقطة ونقطة
- يتجه مخطط الاتصالات إلى إيجاد مصادر الاتصال التي تتبعها وسائل الاتصال التي يمكن استخدامها من قبل الآخرين
- إن طبيعة التصور الاجتماعي في البلدان المختلفة لها تأثير كبير على تخطيط الاتصالات
- في المجتمعات الرأسمالية يتم تخطيط الاتصالات في إظهار الاستجابة الخدمية المتزايدة على وسائل الاتصال
- في الدول التي تعتمد نظام المركزية يتم تخطيط الاتصالات في نطاق الاستجابة للاحتياجات الحكومية أو الاجتماعية في إطار الأهداف العامة أي في أعلى المستويات الحكومية ودون مراعاة التصور الاجتماعي ( الرأي العام)
ثانياً: تخطيط الإعلام التربوي:
- يتميز هذا التخطيط بالتأكيد على أهداف اتصالية بالتعليم
- يصمم المخططون خططهم لإنتاج واستخدام جميع مصادر الاتصال
- يتم إنتاج مصادر الاتصال في شكل برامج الإعلام والتعليم من خلال استخدام نظام الاتصالات ونظام الإعلام معاً
- تتوجه منظورات المخططين إلى الأنظمة المعقدة والواسعة
- في الدول التي تعتمد اللامركزية يؤثر التصور الاجتماعي في اختيار الطريقة المرغوبة
- في الدول التي تعتمد المركزية يتجه مخططو التعليم إلى العمل ضمن منظورات قومية عامة
- عند تخطيط الإعلام التعليمي لابد من التأكيد على استخدام وإدماج عنصري أنظمة الاتصال : الإعلامي والاتصال الشخصي
- أدرك مسئولو الإعلام والتربية ضرورة التفكير بأهمية الإعلام التربوي التعليمي في الدول المتقدمة والمختلفة نتيجة لـ:
1- استخدام الإعلام في العملية التربوية بصورة واسعة ومكثفة
2- التأثير الايجابي الذي تركه الإعلام على الجمهور المستهدف
ثالثاً:تخطيط الإعلام التنموي:
- يعتمد على أطر واسعة لتخطيط أو برمجة الاتصال للمساهمة في التغيير الاجتماعي والفردي
- يعتمد على تصميم الخطط لدعم الحملات الإعلامية في نطاق كل قطاع على حدى أو مجتمعة بالتتابع
- تستخدم الحكومات لـ 1- تنمية الشعور بالهوية القومية 2- إعلام الناس بأهداف التنمية وبرامجها
- يستخدم الأنظمة الثلاثية الثلاثة كلها
- تترك التصورات الاجتماعية آثارها السلبية الايجابية عليه
- في المؤسسات الرسمية يتم التخطيط على شكل مشروعات ويعملون الباحثون في إطار منظورات محددة في نطاق الخدمة العامة لذلك يتسم التخطيط بقصر المدى
- مرشد المخططين في التخطيط الإعلامي التنموي هو مبدأ التغيير للأفراد وللجماعات وأحياناً تغيير الهيكل الكلي للنظام يرافقه تأكيد رئيسي ومركزي على التغيير في مستوى معلومات ومعرفة الجمهور والدعوة الدائمة إلى قياس التغيير في السلوك
رابعاً: تخطيط الإعلام القومي:
- هو واحد من نماذج التخطيط المثالي أو التخطيط بعيد المدى
- هو عرضة للتغييرات التي تحصل في الاتجاهات نحو التخطيط ذاته أو نحو منهجية التخطيط وأهدافه
- تتولاه عادة اللجان القومية
- يتسم بنظام معقد وأهداف كثيرة
- يكون من اهتمامات المجتمعات النامية
- يتجه نحو إنتاج وتحديد واستخدام مصادر الاتصال لانجاز أهداف واسعة وعريضة
- يفضل أن يكون معيار التوجه موحداً مع أشكال المعايير التخطيطية
- يبدأ مع تنمية سياسية إعلامية قومية لقيادة الجهود الآنية لفئات متعددة من المخططين
خامساً: التخطيط الإعلامي:
- الاتجاه الأساسي للمخطط ينصب على تحديد واستخدام مصادر الاتصال أولا وإيجاد هذه المصادر ثانياً
- اعتماداً على التصور الاجتماعي فإنه يصعب تحديد الإطار العام له لكن يمكن القول أن حدوده تتمثل في آن واحد بين المركزية الشديدة واللامركزية المتطرفة
- لم تعد دائرة الاهتمام به حكراً على مخططي الإعلام
- إن منظوراته واسعة جداً وغير محددة بسبب اختلاف المجتمعات واختلاف التصورات الاجتماعية وتباين منظورات المعنيين بالإعلام
- يشترط في المخطط الإعلامي أن يمتلك خبرة في الصحافة والإذاعة وتنظيم وإدارة المؤسسات الإعلامية
- يصعب الدخول إلى دراسة التخطيط الإعلامي دون تحديد منطق السياسة الإعلامية لأن السياسة هي المدخل الطبيعي لفهم التخطيط وتحديد مادياته ومناهجه.







السياسة الإعلامية والتخطيط
مفهوم السياسة الإعلامية

السياسة الإعلامية: هي مجموعة المبادئ والمعايير والقواعد التي تحكم وتوجه سلوك الأنظمة الإعلامية والتي تُشتق عادة من شروط الايدولوجيا السياسية والقيم التي ترتكز إليها في بلد ما.
هذا التعريف هو تعريف اليونسكو وهو يمثل:
1- أنضج وأدق مفاهيم السياسة الإعلامية وأكثرها موضوعية
2- يضم جميع العناصر التي وردت في مفاهيم السياسة الإعلامية
3- يعطي لكل عنصر حدوده ودوره
4- يأخذ منهجاً بعيداً عن التناول المباشر للطبيعة الأيدلوجية
5- أكثر تعبيراً عن العملية الإعلامية وأكثر بعداً عن التعسف والتزمت النظري
6- يلتزم الخط الاستراتيجي العام ويعمل في نطاقه
7- يقر عملياً بتوجيه سلوك الأنظمة الإعلامية
8- يسترشد بمنطق التقابل والتطابق عبر المعايير التي يعتمدها
ووفقاً لتعريف اليونسكو فإن السياسة الإعلامية تتناول ضمناَ:
1- النشاط الإعلامي (العملية الإعلامية)
2- طبيعة التدخل المباشر في التأثير على السلوك
3- النتائج المتوخاة من عملية التأثير
4- علاقة الإعلام بالحقول الاجتماعية الأخرى
5- صيغ التوازن والتوافق بين الإعلام والأنشطة الرسمية وغير الرسمية
كما تتلخص العناصر الذي يضمها التعريف على الشكل التالي:
1- المبادئ( الأهداف العامة للسياسة المركزية) التي يعتمدها المخطط الإعلامي كإطار إيديولوجي لخطته وبرامجه
2- المعايير(القياسات)التي يعتمدها المخطط الإعلامي في تحديد الإطار العام للرسالة الإعلامية من حيث الشكل والمضمون ومدى تطابقها مع السياسة العامة ومعاييرها
3- القواعد( الأسس التي ترتكز إليها السياسة الإعلامية) عند التخطيط والتنفيذ ومدى تطابقها مع أسس السياسة العامة والبيئة الاجتماعية وفقاً لمنطق التقابل والتطابق
4- التحكم(السيطرة والتوجه) نمط النشاط الإعلامي ومؤسساته ونمط مضامين الرسالة الإعلامية وعلاقة الإعلام كمؤسسات بسلطة القرار وعلاقة الإعلام كمضمون بالجماهير
5- الايدولوجيا السياسية الإطار العام الفكري(ثقافة وفلسفة وتشريعات بلد ما)
6- القيم : قيم الايدولوجيا السياسية والقيم والأعراف الاجتماعية ممثلة بالاعتبارات الأساسية التي تحدد السلوك الاجتماعي العام تجاه نمط قيمي معين
خصائص السياسة الإعلامية:
1- تكتسب الكثير من خصائص السياسة العامة ومنطقها في المناورة والحوار
2- تقترب من الصيغ الدبلوماسية وسلوكها التي تأخذ بقاعدة (الفن الممكن)
3- المرونة والقدرة على المراجعة والتعديل المستمر مع التمسك بالإستراتيجية السياسية
4- القدرة على تصحيح النهج السياسي
5- واضحة وموجزة وفعالة
إن نشاط واهتمام ومخطط السياسة الإعلامية هو:
1- جعل السياسة الإعلامية مرنة
2- جعل السياسة الإعلامية قابلة للمراجعة والتعديل المستمر مع الالتزام بالإستراتيجي السياسي القومي
3- الإيجاز والوضوح والفاعلية
القصد من المرونة في السياسة الإعلامية هو:
أ‌- إتاحة الفرصة للعملية الإعلامية بالاستجابة للمستجدات الظرفية
ب-إمكانية تحجيم أو توسيع الاعتماد على الإعلام
الأهداف القومية التي تسعى السياسة الإعلامية الوصول إليها:
أ‌- العدالة في توزيع المعلومات
ب‌- قيادة الحوار الديمقراطي
ت‌- إتاحة الفرصة لمن تعنيهم المعلومات بالحصول عليها
إن خصوصية المرونة التي تمتاز بها السياسة الإعلامية تهيئ:
أ‌- فرص استجابة المخطط الإعلامي السياسي الحقلية
ب‌- التطابق مع هيكل البناء الاجتماعي والتكوين الإيديولوجي وحركة كل منها
ت‌- بناء منهجية علمية عند تصميم الخطط الإعلامية وبنائها.
الإطار العام للسياسة الإعلامية :
إن المرونة والقدرة على التعديل المستمر للأهداف مع الالتزام الاستراتيجي هي السياسية الإعلامية
يمكن أن تتعرف على الإطار العام للسياسة الإعلامية من خلال النقاط التالية:
1- الإنتاج الإعلامي لا يخضع لنفس شروط الإنتاج في الحقول الأخرى: يتطلب نفس المدخلان (أموال_خطط) لكنه يختلف من حيث المخرجات كالقيمة والكم والنوع فالمخطط الإعلامي يبحث في المجتمع ،هيكله،مؤسساته،قيمه،عاداته،معايير الايديولوجيه،وأنماط الإنتاج السائدة والعلاقات التي تحكم هذه الأنماط
2- يتعامل الإعلامي مع مجتمع لايمثل تشكيلاً موحداً أو ثابتاً وإنما التباين من أبرز صفاته
3- إن عائد الإنتاج الإعلامي يختلف كماً ونوعاً عن إنتاج الحقول الأخرى ومنها عائدات الإعلام:الفكرة،الاتجاه،الرأي،وبصورة أعم الثقافة الايدولوجيا وهذا العائد :قد لايظهر إلى الوجود إلا بعد حين، فهو لايخضع لشروط الإنتاج الآلي.
لابد أن يكون إطار السياسة التي يتعامل مع الإعلام:
- دقيقاً وعلمياً
- يحتوي التباين والاختلاف
- يوظف العائد
- يهيئ الخبرة لإدارة العملية الإعلامية
أي إطار عام لسياسة إعلامية لابد أن يحتوي:
1- الاتجاهات الإيديولوجية المتناقضة
2- النزاعات السياسية الوطنية والقومية المتعددة
3- النشاطات الاجتماعية المتباينة
4- مستويات الخبرة التكنولوجيا الإعلامية المتفاوتة
السياسة الإعلامية والتخطيط:
- يشكل التكامل والاندماج بين أهداف السياسات الحلقية : شرط وأساس التقدم وتغيير البناء الثقافي وإعادة التشكل الاجتماعي ، كما يؤدي : على إدراك الحاجة إلى تخطيط وتهيئة الأجواء المناسبة لترجمة السياسة وتحويلها إلى ممارسة عملية
- إن علاقة السياسة بالتخطيط هي علاقة مباشرة
التخطيط:
1- يعتمد على تكوين الصيغ الواضحة للموضوعات لكن دقة الموضوعات تعتمد على فهم ووضوح أهداف السياسة
2- لايمكن توقعه أو ممارسة دوره في الحقل الاجتماعي دون سياسة مسبقة
3- لابد من سياسة مرشدة لبرامجه القومية في حقول الاتصال والإعلام
4- يهتم ببناء الإطار العام والمنهجية التي تساعد على أقلمة وتهيئة الظروف المستعدة والمناسبة لسياسة عقلانية
5- يوحد السياسات ويدمج عناصرها
6- هو الصيغة الوحيدة التي يستطيع الإعلامي التعبير بوساطتها عن مضامين سياسته
7- يحتوي أهداف السياسة العامة ومتطلباتها وأولوياتها وموضوعاتها
8- هو معيار السياسة الإعلامية ومنطقها العام المعلن والوعاء الذي يحوي مضامينها العامة والخاصة
9- أن غرض التخطيط هو: التنبؤ بمسارات التنفيذ في تلك المسارات والغايات التي يستخدمها
10- طبعاً التخطيط يتبع السياسة
11- ينتج ويبلور مفهوم السياسة من خلال التعبير عن السلوك الإعلامي على المستوى الاجتماعي
السياسة:
1- نقاش وتناقش دون التخطيط
2- هي بمفهومها البسيط الأولي- بيان سياسي يُقدم على هيئة أهداف عامة
3- تحدد الموضوعات والأهداف والسياق العام
4- عناصر السياسة: التصور الاجتماعي والإيديولوجي ، والثقافة القومية
5- ينعكس منطق السياسة وعناصرها من خلال سياق الأهداف الاجتماعية التي يتناولها المخطط الإعلامي
- إن مسألة فك السياسة عن التخطيط مسألة غير قابلة للمناقشة.


=========
المراد بالتخطيط الإعلامي

تقدم الإعلام في العصر الحديث تقدماً مذهلاً بسبب عدة عوامل أهمها:
1- استفادة العمل الإعلامي من التقدم في مجالات البحوث والتخطيط العلمي والمتابعة
2- استخدام علوم الإدارة الحديثة وأساليب التنظيم والإشراف المتطورة في تنفيذ الخطط الإعلامية على كافة المستويات
3- التقدم الإعلامي والتقني في مجال الاتصال ووسائله وأجهزته
مفهوم التخطيط والإعلام:
مفهوم التخطيط:
التخطيط بصفة عامة: هو أسلوب علمي يتم بمقتضاه اتخاذ تدابير عملية لتحقيق أهداف معينة
من وسائل التخطيط:
- تنسيق الإمكانيات
- تنسيق القوة
- توجيه الطاقات المتاحة
مفهوم الإعلام:
أ‌- الإعلام بالمفهوم الاصطلاحي:
هو جانب من عملية الاتصال التي يتفاعل بمقتضاها متلقي ومرسل الرسالة في مضامين اجتماعية معينة أو معنى أو واقع مجرد
هدف عملية الإعلام هو : التأثير في سلوك المستقبل
الاستجابة هي: إحداث تغيير على الصورة الذهني للمستقبل
- الرسالة التي لاتحظى باستجابة المستقبل لايمكن أن تعتبر اتصالاً
يقصد بالمعلومات والأخبار: أي مضمون يعمل على تنوير المستقبلين ورفع الغشاوة عن أعين ومساعدتهم على صناعة القرار المناسب
يعبر مفهوم العملية عن : إن مكونات عملية الإعلام تتفاعل وتتغير بشكل ديناميكي متحرك
الاتصال الشخصي: التفاعل الذي يتم بين فردين
الاتصال الجمعي: التفاعل الذي يتم بين مؤسسة أو أفراد وجماعات متفرقة
الاتصال الجماهيري: يتم بين جمهور كبير غير متجانس وغير معروف ويتم على مستوى الأمة
ب‌- مكونات عملية الإعلام:
مكونات عملية الإعلام هي أربع عناصر هي: المرسل،الرسالة،المتلقي،الوسيلة. وضاف (شرام) عنصر خامس هو الاستجابة أو رجع الصدى
ج- صور الإعلام:
- الإعلام الشخصي
- الإعلام الجمعي
- الإعلام الجماهيري
د- وظائف الإعلام الجماهيري :
1- التعريف بظروف البيئة
2- التفسير والتعليق على الأخبار والظروف المحيطة
3- التعبير الموضوعي عن عقلية الجمهور واتجاهاتها وميولها وعن تراثها الثقافي
هـ- مفهوم الإعلام الجماهيري:
الإعلام: هو عملية تزويد الناس بالأخبار الصحيحة ، والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي عام صائب
رسالة الإعلام هي: الإقناع عن طريق المعلومات والحقائق الموثقة
أهمية تخطيط الإعلام: إن استخدام أسلوب التخطيط العلمي في مجال الإعلام جعل منه سلطة شديدة التأثير على الجماهير
أسس تخطيط الإعلام:
إن التخطيط الإعلامي يعتمد على البحوث العلمية للتعرف على:
اتجاهات الجماهير والظروف المحيطة بهم المتغيرات التي تؤثر في نتائج الخطط ويعتمد على الواقع في حساب عائد الخطط الإعلامية وآثارها المتوقعة
التخطيط ونظريات الإعلام:
يختلف التخطيط الإعلامي باختلاف المبادئ والنظريات التي تدين بها كل دولة
نظرية الحرية:
- تقوم على إن الحرية حق للجميع وممارسة الأشخاص لحريتهم لا يعيق المصلحة العامة للمجتمع
- لاقت رواجاً في أوربا وأمريكا في القرن الثامن عشر
- ظلت شعاراً بعيداً عن واقع الحياة العملية
نظرية المسؤولية الاجتماعية:
تقوم على تأكيد المسؤولية الشخصية للأفراد والمؤسسات التي تعمل في مجال الإعلام
تتلخص مبادئها الأساسية فيما يلي:
1- الحرية حق وواجب ومسؤولية في وقت واحد
2- لاسلطان للحكومة على الصحف وباقي وسائل الإعلام
3- الجماهير حرة في اختيار الوسيلة أو الرسالة الإعلامية التي تتماشى مع ميولها ورغباتها وحرية الصحافة والنشر حقوق دستورية
الرأي العام هو مجال الإعلام حيث تعمل على إثارة اهتمامه والتأثير فيه
صور التدخل الحكومي في ظل نظرية المسؤولية الاجتماعية:
1- التشريع: بإصدار القوانين التي تضمن حماية حرية الرأي للأفراد والجماعات والإعلاميين وقادة الرأي
2- إلزام وسائل الإعلام بالحصول على التراخيص
3- وضع سياسات وخطط محكمة لترشيد العمل الإعلامي وتوجيهه
نظرية السلطة:
السياسات الإعلامية في ظل نظرية السلطة تختص بالملامح الآتية:
1- الدولة مكلفة بالقيام بدور المعلم والمرشد وعليها كسب تأييد الجماهير والسيطرة على مصادر المعلومات
2- ملكية معظم وسائل الإعلام للسطات الحاكمة
3- لاحرية للإعلامي ولا للمؤسسة الإعلامية في التعبير عن رأي يخالف رأي السلطة
النظرية الشيوعية:
تعتمد على الأسس التالية:
1- ملكية وسائل الإعلام بالكامل للسلطة
2- الإعلام جهاز رسمي من أجهزة الدولة وينفذ خطط وسياسات الحكومة والحزب الشيوعي
3- يتولى إدارة العمل الإعلامي جهاز مركزي يخضع مباشرة للحكومة أو للحزب الأوحد (مصلحة الدعاية) الجهة المختصة.




مستويات التخطيط الإعلامي

قد يؤدي الإعلام في نطاق البلد الواحد فتقتصر خططه الإعلامية على تحقيق الأهداف الوطنية لكن باختراع وسائل الاتصال العالمية ودخول عالم الأقمار الصناعية بدأ استخدام تخطيط الإعلام على المستوى العالمي الذي يتم عن طريق الهيئات الدولية ويهدف إلى تنسيق العلاقات بين أجهزة الإعلام في دول العالم المختلفة والعمل على تداول المواد الإعلامية ذات الفائدة المشتركة بين شعوب العالم وتزويد جماهير العالم بالمعلومات والأخبار.
1-تخطيط الإعلام على المستوى الوطني:
هو التدابير التي تتخذها أيه دولة لتحقيق أهداف المجتمع الإعلامية
تتضمن هذه التدابير:
- تحديد أهداف واضحة للنشاط الإعلامي
- وضع الخطط اللازمة لضمان تحقيق هذه الأهداف
- تنفيذ هذه الخطط بأعلى قدر من الكفاية والفعالية وفي توقيت مناسب
يختلف التخطيط الوطني حسب سياسات الدول:
في الدول الرأسمالية:
- تتبع الدولة تخطياً غير مباشر تتولاه مجالس وطنية متخصصة مثل المجلس الأغلى للصحافة
في الدول النامية الرأسمالية:
- تتولى وزارات وأجهزة الإعلام التابعة للدولة تنفيذ مشروعات وبرامج إعلامية تابعة للدولة مهمتها: توجيه الجماهير وتنظيمها وإرشادها للحقائق الأساسية عن القضايا الوطنية العامة
في الدول الاشتراكية:
- تأخذ هذه الدول بالتخطيط الشامل المباشر وتتضمن: خطط الحكومة مايجب أن تلتزم به جميع المؤسسات الإعلامية التي هي ملك للدولة وجميع الأجهزة الإعلامية ملتزمة بتنفي البرامج والمشروعات التي تتضمنها الخطة المركزية
2-تخطيط الإعلام على المستوى الدولي:
هو التدابير التي تقوم بها دولة أو أكثر لتداول الإعلام والمواد الإعلامية بينها وبين بعض الدول
في الدول النامية:
تتمثل التدابير فيها للتحرر من سيطرة أجهزة الإعلام للدول الكبرى في عقد اتفاقات ثنائية أو إقليمية أو عقد المؤتمرات لرسم سياسة إعلامية مشتركة
3-تخطيط الإعلام على المستوى العالمي:
- هو تزويد الجماهير في دول العالم بالمعلومات الصحيحة والأخبار الصادقة بقصد التأثير على تلك الجماهير وإقناعها بالقضايا العادلة التي تهم العالم الذي يهدف على: ترشيد العمل الإعلامي العالمي لتحقيق أهداف وآمال شعوب العالم
- ظهرت الحاجة على تخطيط الإعلام العالمي: منذ أن اتسع نطاق عمل الأجهزة الإعلامية وتخطي حدود القارات
- عهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى( اليونسكو) بتخطيط الإعلام على المستوى العالمي ويرجع إليها حديثاً الفضل في وضع معايير دولية ومؤشرات تخطيطه في مجال الإعلام مثل ( معيار الحد الأدنى)
خطوات تخطيط الإعلام:
1-إعداد البحوث وجمع البيانات التخطيطية:
- هي الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها التخطيط
- من الواجبات الأساسية لبحوث الإعلام: أن تقوم بانتظام وبدقة بقياس مدى تجاوب الجماهير مع الخطط الإعلامية ومساعدة المخطط على الاختيار بين البدائل المتاحة
يتم إجراء البحوث العلمية في الإعلام عن طريق:
- أخذ العينات علمياً
- التصميم الدقيق للأسئلة الموحدة
- تحليل البيانات بمهارة
- تطبيق المقاييس المناسبة
- الاهتمام بالتدريب العلمي للباحثين وغيرهم من العاملين
- عرض النتائج بالأسلوب الذي يمكّن من حسن الاستفادة منها
- يجب أن يجري البحث على جميع العناصر التي يشملها الموقف الإعلامي
2-تحديد الأهداف الإعلامية:
أ‌- أسس تحديد الأهداف
يجب أن يكون تحديد الأهداف : واقعياً دقيقاً وواضحاً ويلزم مراعاة المرونة اللازمة لمواجهة المواقف المتغيرة
- يتم تحديد الأهداف وصفياً وكمياً بحيث تشمل الأهداف العامة ثم يتفرع كل هدف عام إلى أهداف جزئية ويتفرع كل هدف جزئي على أهداف تفصيلية
الأهداف العامة: يجب أن تتناول أهدافاً وطنية أو دولية أو عالمية حسب مستوى التخطيط
الأهداف الجزئية: يجب أن تتناول النتائج المطلوبة من كل جزء من العملية الإعلامية المتكاملة بحيث يؤدي تنفيذ الأهداف الجزئية إلى تحقيق الأهداف العامة بصورة تلقائية
الأهداف التفصيلية: يجب أن يؤدي تنفيذ كل مجموعة مترابطة منها إلى تحقيق الهدف الجزئي المتعلق بها
أهداف الإعلام قد تكون:
- قصيرة الأمد مثل: الترفيه أو الترويج
- طويلة الأمد مثل: التعليم أو الثقافة
ب‌- اسلوب تحديد الأهداف:
الهدف : هو صورة ذهنية عن الحالة المستقبلية التي يراد بلوغها
يتطلب تحديد الأهداف:
- تحديد صفات الجمهور وأصحاب النفوذ فيهم
- دراسة اهتمامات هذه الفئات ومصالحها واتجاهاتها
- بحث الوسائل الإعلامية المتوفرة في المجتمع مع قياس قدرة كل منها على الأثير في الجماهير
- دراسة مضمون الرسائل الإعلامية الموجهة للجماهير
- التعرف الدقيق على العوامل المؤيدة لنجاح الهدف الإعلامي والعوامل المناهضة له
نموذج إبراهيم إمام لتوضيح الأهداف الفرعية والمرحلية:
الهدف العام أو النهائي في قمة الهرم ثم يليه الأهداف الفرعية ثم الأهداف المرحلية إن النظرة إلى هذا الهرم من أعلى تبين أهدافاً متلاحقة بينما النظرة إليه من أسفل تبين وسائل تحقيق هذه الأهداف
ج- اختلاف الأهداف باختلاف مستويات التخطيط:
أولاً:الأهداف على المستوى الوطني:
تتنوع أهداف الإعلام الوطنية طبقاً للمكان والزمان والظروف الخاصة بكل مجتمع
- الأهداف العامة: هو إقناع الجمهور وحماه على السلوك بطريقة معينة
- الأهداف الفرعية: تمثل وسائل الإعلام المختارة والتجهيزات اللازمة لإنشائها أو تدعيمها ورفع كفاءتها .كما تمثل البرامج الإعلامية والتدابير اللازمة لإعدادها.
- الأهداف المرحلية: تحدد مراحل تنفيذ الخطة الزمنية العملية أو متطلبات كل مرحلة و التوقيت المني لها.
- الأهداف التفصيلية:تحدد أهداف كل وسيلة إعلامية على حدة ومتطلبات الوصول بها إلى مستوى المطلوب لتحقيق الأهداف المختارة
ينبغي في تحديد الأهداف على المستوى الوطني :
- مراعاة الأولويات بالعلاقة مع القطاعات الأخرى.
- مراعاة الاهتمام بالتوزيع على المناطق الجغرافية المختلفة.
ثانياً: الأهداف على المستوى الدولي:
- إن التعاون الدولي في مجال الإعلام هو هدف أساسي من أهداف الخطط الإعلامية على المستوى الدولي.
- الهدف العام:
هو التأثير على جماهير الدول المعنية و إقناعها بأهمية التعاون المشترك والسلوك طبقاً لهذا الهدف . يضاف في الدول النامية هدف التعجيل بتنمية وسائل الاتصال
الأهداف الفرعية: الوصول إلى التنسيق والتفاهم بين الدول المعنية في تحقيق مصالحها المشتركة وتخفيف آثار الدعاية الدولية الهدامة
الأهداف المرحلية : ترتبط بـ:
- برامج زمنية محددة في مجال البحوث الإعلامية
- في مجال التدريب الفني والإداري لتنمية القوى البشرية المتخصصة في المهن الإعلامية
- في مجال التجهيزات الأساسية لبناء إعلام متطور والاشتراك في المنظمات الدولية المتخصصة بالإعلام والاشتراك في أجهزة الاتصال الدولية وكالات الأنباء
الأهداف التفصيلية : تتضمن تفصيلات البرامج والمشروعات والتنظيمات والإجراءات والتشريعات والاتفاقيات والمعاهدات وغيرها من وسائل تحقيق الأهداف المشتركة للدول
ثالثاً الأهداف على المستوى العالمي:
الأهداف الفرعية : منها إيجاد وسائل اتصال عالمية قادرة على حمل الرسالة الإعلامية عبر العالم تتحقق عن طريق المنظمات الدولية والأجهزة الإعلامية العالمية
الأهداف المرحلية: وهي لكسر احتكار أجهزة الاتصال العالمية وتخطيط برامج عالمية في مجال بحوث الإعلام.
الأهداف التفصيلية : تحدد التدابير اللازمة لتمكين الهيئات الدولية من القيام بدورها مثل: إجراء بحوث الاتصال ونشر نتائجها ، إعداد مواد إعلامية توزع على مستوى العالم.


======


رسم السياسة الإعلامية:
أولاً: رسم السياسة الإعلامية على المستوى الوطني:
مما تتناوله السياسات الإعلامية على المستوى الوطني عادة مايلي:
1- ضمان الاستغلال الأمثل لكافة الإمكانيات والموارد المتاحة في المجتمع لتحقيق أهداف الخطط الإعلامية.
2- الأولويات وقواعد الاختيار بين البدائل المتاحة أمام الدولة أو المؤسسات الإعلامية التي يتم بمقتضاها تحديد الخطة المثلى
3- أسلوب مساهمة الشعب في رسم وتنفيذ وتقويم الخطط الإعلامية
4- تأكيد ضرورة استخدام الوسائل التقنية الأحدث في العمل الإعلامي والاستفادة من التطور العلمي في مجال وسائل الاتصال
5- ضمان توفير الخبراء والكوادر المتخصصة المقتدرة في المجال الإعلامي
6- تحديد نطاق مساهمة المؤسسات الخاصة الإعلامية في تحقيق أهداف الخطط الإعلامية وحدود وأسلوب تدخل الدولة في حرية المؤسسات الخاصة
7- ضمان الاستفادة من الاتفاقيات الدولية ومن التسهيلات التي تقدمها في الحصول على التقنية والخبراء
8- إعداد كل مايقتضيه تنفيذ الخطط من تشريعات ولوائح وإجراءات
9- تأكيد استقلال الإعلام الوطني وتخلصه من سيطرة المؤسسات الإعلامية الأجنبية
ثانياً: رسم السياسة الإعلامية على المستوى الدولي:
مما تتناوله السياسات الإعلامية على المستوى الدولي عادةً مايلي:
1- وضع سياسة للتعاون في مجالات البحوث الإعلامية والتدريب المتخصص في فنون الإعلام المختلفة الاتفاق على أسلوب تحقيق التكامل الإعلامي بين أجهزة الإعلام في الدول المعنية
2- الاتفاق على سياسات موحدة واضحة بالنسبة للقضايا التي تعرض للبلدان المعنية
3- ضمان وضع سياسات إعلامية وطنية مشتركة تتفق مع المصالح المشتركة للبلدان المعنية وضع سياسة التعاون في مجال الإنتاج الفني لبرامج مشتركة
4- اعتماد سياسة منح التسهيلات الجمركية والتجارية لتشجيع تبادل الخامات والأجهزة والمستلزمات المرتبطة بإنتاج المواد الإعلامية
ثالثاً: رسم السياسة الإعلامية على المستوى العالمي:
مما تتناوله السياسات الإعلامية على المستوى العالمي:
1- وضع سياسة البحوث المرتبطة بمجال الإعلام العالمي وتحديد الوسائل التي تكفل استفادة دول العالم من نتائج هذه البحوث
2- تحديد الوسائل التي تكفل الانتقال السريع لإعلام بأقل تكلفة
3- تحديد المبادئ التي على دول العالم أن تضمن تشريعاتها لتأمين حرية الإعلام
4- إعداد وسائل تنظيم وتنسيق العلاقات الدولية فيما يتعلق بأجهزة الإرسال الدولية
5- اختيار أسلوب حل المشاكل السياسية والاجتماعية والفنية الدولية الناتجة عن تطور وسائل الإعلام.
6- اعتماد سياسة التدريب الفني والعلمي اللازمة لتوفير الخبراء والفنيين لتوفير أجهزة الإعلام في الدول النامية
7- اختيار أساليب إعداد ونشر المؤشرات والمعدلات اللازمة لقياس آثار ونتائج الخطط الإعلامية للدول النامية
8- اعتماد طرق لتبادل الإنتاج الإعلامي
9- تنظيم تبادل الخبراء والفنيين الدوليين بين دول العالم
10- تحديد المعاهدات والقوانين الدولية التي تحد من الاتصال الدولي الذي يعد خطراً على السلام
11- تحديد وسائل قيام المجتمع العالمي بملائمة واستغلال التطورات التقنية
12- تحديد طرق إسهام الإعلام في السلام والأمن الدوليين
إعداد الخطة الإعلامية:
الخطة هي:
مجموعة من التدابير المتناسقة والمناسبة التي يتم تصميمها للوصول إلى الأهداف العامة المعنية من خلال تحقيق أهداف فرعية ومرحلية وتفصيلية يؤدي تحقيقها إلى تحقيق الهدف العام المعين في مدى زمني محدد وفي نطاق القيود المالية والمادية والبشرية المحسوبة
- تنقسم الخطة إلى برامج يشمل كل برنامج مجموعة من المشروعات والنشاطات المتداخلة التي تشكل جزءاً من الخطة
- تشمل الخطة تفصيلات كل مشروع ورد فيها ومتطلباته من القوى البشرية والأجهزة والمعدات ووسائل الانتقال وغيرها من مستلزمات الإنتاج
- تتضمن الخطة أيضاً أنشطة التنظيم والتنسيق والأجهزة الإدارية واللوائح والنظم الجديدة
تنفيذ الخطة الإعلامية:
يتولى تنفيذ الخطة الإعلامية أجهزة متخصصة في تنفيذ الخطط ويحتاج التنفيذ على عمليات : تنظيمية، إشرافية، ميدانية، ومكتبية.
- اللامركزية في التنفيذ هي: الركيزة الأساسية في الإدارة الحديثة
هنالك قواعد تنفيذية إضافية للخطط الإعلامية هي:
1- ضرورة التغلغل في نفوس الجماهير والتأثير في أفكارهم وآرائهم ومعتقداتهم
2- توفير عدد كبير من الخبراء والعلماء والفنيين في نواحي العلوم الاجتماعية والنفسية والثقافية والتقنية وغيرها
3- مدى ثقة الجماهير في المصادر ومدى احترامها له
4- الإدارة المسئولة عن تنفيذ الخطط الإعلامية لابد لها أن تكون على صلة تامة بكافة الجهات الرسمية بالدولة أو الهيئة
5- أساليب فنية متخصصة يلتزم بها القائم بالاتصال
أهم أساليب الإعلام الفنية التي تضمن نجاح التنفيذ:
1- جذب انتباه مستقبل الرسالة والمحافظة عليه
2- قابلية الرسالة للتصديق
3- التكرار الذي يساعد على انتشار الرسالة الإعلامية بين المستقبلين
4- الاعتماد على المصادر الموثوق بها
5- الوضوح أن تكون الرسالة وعباراتها واضحة
متابعة تنفيذ الخطط الإعلامية:
يتولى المتابعة جهاز متخصص تحت الإشراف المباشر للإدارة العليا
إن مهمة جهاز المتابعة الأساسية هي:
- ملاحظة تنفيذ الخطة في الوقت المقرر
- اكتشاف المعوقات والاختلافات التي تعوق تدفق الأنباء والرسائل الإعلامية
من أعراض (أهداف ) المتابعة الهامة:
اكتشاف مدى مساندة الخطة الإعلامية للأهداف الكبرى في الاقتصاد والتنمية الاجتماعية
يقوم جهاز المتابعة بـ:
إصدار تقارير دورية ربع سنوية عن نتائج المتابعة ، استخراج مؤشرات ومعاملات يقاس بها مدى تقدم تنفيذ الخطة في كل فترة
من أمثلة هذه المؤشرات :
1- درجة التعرض للرسائل الإعلامية في كل من الريف والمدن وتأثير ذلك على سلوك الفرد المستهدف من الخطة
2- نسبة مايتلقاه الفرد من الأخبار والمواد الإعلامية التي يبثها المرسل في القنوات الإعلامية
3- معدل استخدام وسائل الإعلام المختلفة مقارنة مع استخدام كل وسيلة على حدة ، ومعدل استخدام أكثر من وسيلة من قبل الفرد الواحد
تقويم آثار الخطط الإعلامية:
التقويم هو: قياس مدى كفاية وفاعلية وعائد الخطة الإعلامية والتعرف على مستوى تحقيق الهدف العام للخطة، حجم الجماهير التي أمكن إقناعها منسوباً إلى حجم الجماهير التي تعرضت للرسالة الإعلامية
- يقتضي التقويم إجراء قياس كفاية الإمكانات التي استخدمت في الخطة ومقارنة أداءها الفعلي بمعدلات الأداء المقدرة لهذه الخطة
- يكشف تقويم الكفاية:
الاختناقات التي تسببت في توقيف تدفق المواد ،أسباب القصور في الكفاية،معوقات اعترضت تحقيق أهداف الخطة، وغيرها من العقبات غير المباشرة ذات التأثير على تدفق الإعلام بالقوة الكافية المحققة للأهداف
من الأساليب الحديثة في التقويم:
- أسلوب التحليل العاملي
- أسلوب تكلفة العائد
- أسلوب تكلفة الكفاية
- أسلوب تكلفة الفعالية
- أسلوب معدلات الأداء





الفصل السادس
نظريات التخطيط

هناك ثلاث طرق لبحث نظرية التخطيط، النموذج الأول لنظرية التخطيط يعتمد على فكرة العقلانية أو الموضوعية. اعتماداً على هذا النموذج الافتراضي لنظرية التخطيط على المخطيين أن يبحثوا في النقاط الأساسية التالية:
1- جمع كل المعلومات المتعلقة بالمشكلة
2- الاعتماد على المعلومات الصحيحة
3- إعطاء المعلومات نوع من الأولويات
هناك اعتبارات لها طبيعة مشتركة تؤخذ في الحسبان في عملية التخطيط الإعلامي كأولويات منها
أ- الاهتمام بقطاع الجمهور المهملة مثل الأطفال والنساء
ب- الاهتمام باستخدام وسائل الاتصال بشكل أكثر فعالية في مجال التعليم المدرسي والجامعي وتعليم الكبار
ج-الاهتمام بالوصول إلى المناطق الأقل استفادة والأكثر احتياجاً للوسائل الإعلامية
د-الربط بين الاتصال الحديث والاتصال التقليدي
4- إعداد المراحل الأولى للخطة هو: تحديد ودراسة الاحتياجات والأولويات وعلاقته بأهداف التطور وخططه
- بعد تحديد احتياجات وأهداف الاتصال التنموي يجب أن تترجم تلك الأهداف إلى مناهج عمل
- يجب تحديد الأهداف الأوسع قبل وضع أهداف محددة لنظام الاتصال
5- إعداد التكنولوجيا الضرورية
- هذا يعني استخدام الوسائل الإعلامية المختلفة لخدمة الأهداف المرسومة في المخطط
- إن مجالات استخدام التكنولوجيا الضرورية كثيرة ومتعددة وفي مقدمتها المعاونة في حملات محو الأمية
6- دراسة نتائج أعمال الخطة
7- إعداد خطة نهائية
8- إعداد خطط الطوارئ
9- تطبيق الخطة
10- مراقبة ودراسة نتائج الانجاز
11- تقييم الخطة وإجراء التعديلات اللازمة
- لاشك أن التنفيذ الفعال للسياسة يتوقف على :نوعية الإداريين ، إجراءات التقييم التي تتخذ لجعل هذا التنفيذ ممكن
المنهج العقلاني:
- يدعو إلى تعديلات هامة في سلوك الإداريين وسلوك الأفراد وجماعات الضغط وأصحاب المصالح الخاصة
- يفترض وضع المصلحة القومية فوق أي مصلحة ذاتية
- يهدف إلى حل المشكلة بصورة نهائية وبأسلوب فعال
المنهج التجزيئي:
- يرفض المنهج العقلاني لأن متطلباته تتم عن إن قدرة متخذي القرار محدودة ولا يؤهلهم القيام بكل هذه المسؤوليات
- فكرته الرئيسة: هناك عوامل وعناصر عديدة تتشابك وتتفاعل بعضها مع بعض الآخر ومع البيئة
- لايفترض التحكي بالبيئة غير أن نسبة الحرية في اتخاذ القرار حسب تفاعل القوى في المجتمع
يرفض أصحاب المدرسة الجزيئية المنهج العقلاني اعتماداً على إيمانهم بالتالي:
1- من المستحيل جمع كل المعلومات المتعلقة بالمشكلة
2- من المتعسر توافر مدة من الزمن كافية لجمع المعلومات وتحليلها
3- من الصعب التأكد من صحة المعلومات
4- من الصعب الموافقة على قيم معينة في أي جهاز إداري
5- من المستحيل تحديد هذه القيم وإهمال العناصر البشرية الهامة في المجتمع
6- من الصعب رؤية المستقبل والتنبؤ وتوقعات نتائج الأعمال التي لم تطبق بعد
7- من المستحيل إعداد خطط وبدائل لها
8- كل دراسة تحليلية تحمل معها نوعاً من التحير
9- كل عقل يملك نسبة من الإدراك وحتى العقل الالكتروني
مبادئ النموذج التجريبي:
1- تحل المشاكل من خلال تفاعل جماعات الضغط مع الدوائر الحكومية والسياسية
2- يؤخذ بالحسبان عدد بسيط من البدائل
3- تقييم أعداد محددة من النتائج المهمة لكل هذه البدائل
4- يتم استمرار إعادة تعريف المشكلة وإعادة التعديل بين الوسائل والأهداف
5- لذلك ليس هناك قرار (نهائي) أو حل ( صحيح) لأن هنالك مسلسل دائم من الهجوم على المشكلة
منهج المسح المختلط:
- يفترض ويشترط نسبة عالية من التحكم في متغيرات البيئة
- يفترض أن المجال مفتوح للاختيار في اتخاذ القرارات
- يعتمد على بعض مبادئ المنهجين السابقين ويمكن استعماله في اتخاذ القرارات الجوهرية والقرارات الثانوية لأنه يعتمد على نسبة معينة من الإدراك الواسع وعلى التركيز الدقيق
- يتفق مع ايجابيات المنهج العقلاني ويتجنب سلبيات المنهج التجزيئي
- يمكن اتخاذ القرارات بصورة جزئية لكن في ضوء القرارات الجهرية



==========
خطوات التخطيط الإعلامي

1- مفهوم التخطيط:
التخطيط:هو مجموعة من المراحل والخطوات التي تتخذ لمواجهة الظروف خلال فترة زمنية مستقبلية
- يبدأ التخطيط كنظرة مستقبلي بـ: التفكير ومحاولة التنبؤ مع الأخذ في الحسبان المتغيرات والظواهر ودراسة كل الإمكانيات والموارد والجهود التي يمكن استخدامها وكيفية الاستخدام الأمثل لها، ثم أخيراً مرحلة تحديد الأهداف ورسم السياسات واتخذا القرارات
- إذاً التخطيط عملية مستمرة ودائمة ومتجددة
- الخاصية الأساسية للتخطيط هي تعلقه بالمستقبل لذلك يجب أن يتسم بمجموعة من الخصائص أهمها: الالتزام بإتباع تصرفات معينة خلال مدة معينة_ المرونة التي تسمح بإجراء تعديلات
- إن التخطيط يسعى وراء هدف متحرك مما يقتضي مراجعة الخطة لتحديد مدى فعاليتها وهو مايرتبط بديناميكية التخطيط
2- خطوات التخطيط الإعلامي:
1- جمع المعلومات اللازمة وتحليلها
وتشمل البيانات الخاصة بالمتغيرات التالية:
- المتغيرات البيئية ( السياسية،الاقتصادية،الاجتماعية،التربوية،الثقافية)
- قنوات الاتصال ووسائله
- النشاط الإعلامي والدعائي في المجتمع
2- تحديد الأهداف الإعلامية أو الدعائية وتقسيمها
3- تحديد المزيج الاتصالي ويشمل:
- دراسة فئات الجمهور المستهدف
- دراسة قنوات الاتصال ووسائله وأشكاله واختيار أنسبها
- تحديد الرسالة الإعلامية (الشكل والمضمون)
- دراسة القائم بالاتصال والتركيز على خصائصه الايجابية
4- تحديد الشكل الذي ستتخذه الحملة الإعلامية
5- جدولة الحملة الإعلامية
6- التقييم المرحلي والشامل للبرنامج الإعلامي ودراسة التأثيرات الإعلامية أو الدعائية المختلفة
أولاً: جمع المعلومات اللازمة وتحليلها:
- تمثل خطوة جمع المعلومات وتحليلها المدخل العلمي في التخطيط الإعلامي أو الاتصالي
- يعتمد هذا البرنامج على تخطيط هذا الانسياب بداً بتحديد نوع الجمهور المستهدف ورجوعا بتحديد أشكال وقنوات ووسائل الاتصال والرسالة والمصدر والإطار الاجتماعي والاقتصادي
ثانياُ: تحديد الأهداف الإعلامية:
- يؤدي تحديد الأهداف بدقة إلى إمكانية قياس أثر الاتصال وتقويم فعاليته
- يجب أن تكون واضحة ومحددة وقابلة للقياس
• يفضل التعبير عنها كمياً
• يجب ألا تكون متعارضة
• أن تكون واقعي وقابلة للتحقيق
ثالثاً: تحديد المزيج الاتصالي:
المزيج الاتصالي :هو الاصطلاح الذي يمكن إطلاقه على البدائل والمكونات الأساسية للعملية الاتصالية
- تعتبر هذه الخطوة على جانب كبير من الأهمية نظراً لتعدد المتغيرات التي تحكم كل بديل من هذه البدائل وتداخلها وتشابكها بدرجة كبيرة تجعل من الصعب استخدام نفس البدائل في كل موقف اتصالي
- يبنى المزيج الاتصالي على أساس سريان التخطيط الاتصالي والذي يبدأ بـ:
- تحديد الجمهور المستهدف من المتلقين
ثم- قنوات الاتصال بالجماهير ووسائله وأشكاله
ثم- الرسالة الإعلامية
واخيراً- المصدر أو القائم بالاتصال
رابعاً: تحديد الشكل الذي ستتخذه الحملة الإعلامية:
- ترتبط هذه الخطوة بـ:
• جدولة الحملة الإعلامية لأنها تحدد النمط الذي تسير عليه سياسة نشر المواد الإعلامية وعرضها وإذاعتها
• الأهداف الإعلامية المحددة سلفاً
• طول الفترة الإعلامية
وقد تتخذ الحملة الإعلامية أحد الأشكال الإعلامية التالية:
1- البداية القوية والتناقص التدريجي
2- البداية المحدودة والتزايد التدريجي
3- التوازن : تساوي كمية المادة الإعلامية المطبوعة أو المعروضة أو المذاعة على امتداد الفترة الزمنية
4- التبادل في خلق الأثر الإعلامي:
وهو الشكل الذي تبدأ الحملة بمقتضاه بداية قوية ثم تتناقص ثم تقوى مرة أخرى وتتناقص وفقاً لخطة مستهدفة
تتحدد أهداف استخدام هذه الطريقة عادةً فيما يلي:
• إمكانية التركيز الإعلامي في الأوقات المناسبة لهذا النوع من التركيز
• مواصلة الحملة الإعلامية دون انقطاع طوال الفترة الزمنية المحددة واستخدام الإعلام في عملية التذكير بصفة دائمة
• إمكان نشر المادة الإعلامية وإذاعتها وعرضها في عدد كبير من الوسائل الإعلامية المتاحة
• التمكن من إجراء تقييم جزئي ومرحلي مستمر للحملة الإعلامية وذلك على عكس الأشكال الأخرى للحملة
خامساً: جدولة الحملة الإعلامية:
- يقصد بجدولة الحملة الإعلامية : رسم البرنامج التنفيذي الذي ستنشره المادة الإعلامية أو تعرض أو تذاع بمقتضاه
- تتضمن هذه الجدولة العناصر التالية:
1- حجم المادة الإعلامية أو مساحتها أو أوقاتها
2- عدد مرات التكرار المادة الإعلامية في كل وسيلة إعلامية على حدا
3- استمرا نشر المادة الإعلامية أو عرضها أو إذاعتها في مجموعة الوسائل الإعلامية المختارة
ترتبط جدولة الحملة الإعلامية بمجموعة المتغيرات الأساسية التالية:
1- الرغبة في تحقيق أقصى تغطية إعلامية ممكنة للجمهور المستهدف
2- ضرورة إحداث أقوى تأثير ممكن
3- ضرورة استمرا حدوث هذا التأثير بشكل متواصل
- الجدولة المنطقية للحملة الإعلامية عي التي تأخذ في اعتبارها: تحقيق الدرجة الحدية من حيث الانتشار والحجم والتكرار والاستمرار والتي تؤدي إلى إحداث أقصى تأثير إعلامي أو دعائي مستهدف في حدود أقل المخصصات الممكنة
سادساً: دراسة تأثير الاتصال وترجيع الأثر:
تعتبر دراسة تأثيرات الاتصال وترجيع الأثر من قبل الجمهور تجاه الرسائل من أهم الخطوات اللازمة لنجاح برنامج الاتصال الفعال
مشاكل التخطيط الإعلامي:
1-المشكلة الأولى:
وهي التي تواجه الباحث الإعلامي في إلمامه وتعرفه على الخلفيات والعادات والتقاليد واللغة والمجتمع الذي يتناوله البحث
2-المشكلة الثانية:
تتطلب تواجد الدارس في الميدان للعمل بنفسه.
3-المشكلة الثالثة:
هي العلاقة بين التقنيتين_ تقنية المقابلات وتقنية الملاحظة_ وقد أشار (لازارفيلد) في عدد من أبحاثه عن المشاكل التي تواجه مخطط الاتصال
4-المشكلة الرابعة:
هي صدق وأمانة رجع الصدى في أبحاث الاتصال الجماهيري
5-المشكلة الخامسة:
هي أنه في الغالب يحاول الباحث تحقيق أهداف عديدة مع جماهير متعددة في الوقت نفسه
6- المشكلة السادسة:
هي أن الجمهور الأجنبي عادةً صعب المنال من أجل الملاحظة والقياس المباشر
7-الخطة الإعلامية:
هي جناح واحد من أجنحة سياسة الدولة لكن على الباحث الخوض في باقي الأجنحة وهي المجال الدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي والروحي لأنه بدونها ستكون الخطة الإعلامية فصلاً مبتوراً وفاقداً للمعنى
8-الخطة الوطنية:
تتخذ قوامها من واقع الموقف الدبلوماسي ومن واقع عوامل محلية متداخلة بعضها مع بعض



======


الإعلام الثقافي

1-البرامج الثقافية في التلفزيون:
يجب النظر إلى البرامج الثقافية في التلفزيون على أنها مشروع ثقافي متداخل يتم بطريقة تكفل السيطرة على عناصره الأساسية لأن التلفزيون أصبح من أهم العوامل المؤثرة في اتجاهات الأفراد وتكوين مواقفهم الفكرية والاجتماعية
ولكن حتى يصبح التلفزيون فعالاً وبالتالي حتى تؤدي البرامج الثقافية في التلفزيون دورها المنشود يجب أن يخضع التخطيط ويستغل في تطوير المجتمع وتقدمه ألا يترك للتلقائية والعفوية ،لقد حتمت ظروف التطور والتغيير السريعة التي تشهدها المجتمعات الحديثة خاصة المجتمعات النامية استغلال كافة المصادر وتخطيط عملية الاتصال بحيث يعاون الإعلام في تحقيق الأهداف القومية وييسر عملية التغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي
إلا أن السمة العامة لغالبية الدول هي عدم وجود خطة عامة شاملة واضحة المعالم
2- السياسات الثقافية والتخطيط الإعلامي:
إن استخدام وسائل الاتصال في ميدان الثقافة يتوقف بالدرجة الأولى على موقف الدولة المعنية من الثقافة وما توليه إياها من أولويات فالسياسة ضمنية في العادة وليست محددة ولاشك إن محاولة تفسير أسس السياسة الخفية يساعد صانعي السياسة على إدراك التناقض الكامن بها أو الصعوبات التي تعترضها ويؤدي هذا إلى وضع يتسم أكثر بالتكامل
3- أهداف السياسة الثقافية العربية:
حدد وزراء الثقافة في البلاد العربية في مؤتمرهم الأول الأهداف على النحو التالي (وهو مايمكن أن يكون ن أهداف أي سياسة إعلامية عربية):
1- ترسيخ المفهوم الصحيح للثقافة العربية من حيث هي ثقافة قومية وإنسانية معاً
2- تكوين الشخصية المتكاملة للإنسان العربي وتهيئة للوعي بتراثه وإعداده لمعايشة عصره واستيعاب مغطيات الفكر الحديث والثقافات العالمية المعاصرة
3- تحقيق ديمقراطية الثقافة بالوسائل التي تكفل شيوعها وانتشارها بين المواطنين
وأعلن المؤتمر في بيانه الختامي ضروه تحقيق التكامل والتنسيق بين عمل أجهزة الثقافة وأجهزة التعليم وأجهزة الإعلام في الأقطار العربية ضمان مزيد من فعالية العمل الثقافي وتوسيع نطاق الخدمات الثقافية للمواطنين
إذا كان تحديد الأهداف في البرامج الثقافية يرتبط بمفهوم(السياسة الثقافية) فإن هذا المفهوم يختلف بدوره من مكان إلى مكان ولذلك أصبحت هناك سياسات ثقافية فالسياسة الثقافية إذن ليست قالباً تصب فيه الأشياء كما أنها ليست كياناً مادياً يمكن أن يقاس بالطول أو العرض أو العمق وهي كذلك ليست مادة تحكمها الأرقام والإحصائيات وتدل عليها الخطوط البيانية
إن تحقيق التكامل بين أجهزة الثقافة ووسائل الإعلام أمر ضروري لتحقيق الترابط العضوي بين تخطيط الثقافة وتخطيط الإعلام وتحقيق التنسيق والتكامل بينهما وسبيل ذلك هو إيجاد قنوات صالحة على المستوى التخطيطي الأعلى تكفل تبادل الفكر وتنسيق الرأي وتعمل على لإقامة جسور وثيقة بين هيئات الثقافة وأجهزة الإعلام

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget