أسس السعادة في الاسلام

الحالة التي تعيشها الدنيا في الوقت الحاضر هي حالة مرضية - بكل خصائص المرض - وما لم ترفع هذه الحالة الى حالة صحية فستظل الدنيا تتخبط في دياجير وظلمات ومشاكل أسوء من المشاكل التي كانت الدنيا تتخبط فيها قبل ظهور الإسلام فهي جاهلية ثانية أسوء من الجاهلية الأولى إن الدنيا الحاضرة دنيا مغلفة بالأنانية ، والأثرة ، والتفاوت الطبقي ، والموازين التي تحكمها هي موازين القومية والوطنية والمادة واللغة وما أشبه لا الموازين الإنسانية ، ولذا تجد كل إنسان لا يرتبط بالوطن الخاص والشعب الخاص ونحو هذين الأمرين غريباً ليس له أي حق في الحياة ، فهو يولد في العالم الحاضر دون أي حق ، وينظر إليه بالشبهة والريبة ، لا يزوج ، ولا يتزوج منه ، ويطرد من البلاد ، ولا حق له في البيع والشراء إلى غير ذلك ، إلاَ في نطاق خاص وتحت شروط قاسية جداً ليس لها مثيل حتى في الجاهلية الأولى وما دامت الدنيا لا تضع الحب مكان الكراهية ، والأخوة مكان الطبقية والوطنية والقومية ونحو ذلك ، وحسن الظن ، بدل سوء الظن ، وحب الإنسان بما هو إنسان بدل الروابط الأنانية والأرضية ونحوها ، والتعاون بدل التقاطع ، وأصالة الصحة في عمل الإنسان وفي قوله بدل أصالة الفساد ، وأصالة البراءة حتى تثبت الجريمة بدل أصالة الشبهة ، وأصالة الحرية في كل شيء بدل أصالة الكبت لم يكن للعالم خلاص من المشاكل ، بل إنها تزداد ضيقاً يوماً بعد يوم ، حاله حال المريض فإنه إذا لم يستعمل الدواء يزداد مرضه يوماً بعد يوم حتى ينتهي به الى الموت إن الإسلام عالج الجذور اولاً وبالذات ، وبنى الأسس الكفيلة لسعادة الإنسان وعمارة الأرض ، ونذكر من هذه الأصول :
1 - أصالة الأيمان : وهي العقيدة .
2 - أصالة الخضوع لله : وهي العبادة .
3 - أصالة الخضوع للرسول ( ص ) ونوابه ( ع ) : وهي ( الطـاعـة ) وتـتـبعها البيعة .
4 - أصالة الأخوة : بأن يحب كل أحد لغيره ما يحب لنفسه وذلك يوجب الوحدة فيما بين الأفراد .
5 - أصالة التعاون : وبذلك تتشكل الأمة الواحدة التي ذكرها الله تعالى في قوله ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) .
6 - أصالة المساواة أمام القانون .
7 - أصالة المسؤولية : وذلك بأن يسأل الإنسان عن كل شيء من أفكاره وأعماله وأقواله .
8-أصالة الجزاء : وذلك بأن يجازي كل انسان بعمله إن خيراً فخيرا ، وإن شراً فشرا.
9 - أصالة العدالة : فإن لكلٍ حقه السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحقوقه الأخرى .
10 - أصالة الحرية : وذلك عبر انطلاق الكفاءات .
11 - أصالة الصحة : في عمل المسلم وقوله وسائر شؤونه .
12 - أصالة الطهارة : أي نظافة الإنسان وأشيائه وكل شيء في الحياة ما لم يعلم أنها قذرة للإنسان .
13 - أصالة الإباحة : وتعني إباحة الأشياء إلا ما خرج بالدليل .
14 - أصالة البراءة : أي أن كل إنسان لا يتحمل مالاً أو جرماً أو ما أشبه مما لم يثبت .
15 - أصالة احترام الإنسان في كل شؤونه وهي الحرمة .
16 - أصالة الفضيلة : أي التخلق بالاخلاق الحسنه فكراً وقولاً وعملاً . قال سبحانه : ( إلاَ من أتى الله بقلبٍ سليم ) .
المجتمع السليم

فالمجتمع السليم هو المجتمع المؤمن بالله واليوم الآخر ، الخاضع لأحكام الله ورسوله ، ويكون الجميع فيه أخوة متساوين أمام القانون ، والكل حر مسؤول عن عمله بدون إكراه فردي أو أجوائي ، وله أجره بدون استغلال إنسان لإنسان آخر ولكل حقوقه السياسية والاجتماعية على قدم المساوات ، وبقدر الكفاءات ، ولو تعدى انسان على إنسان آخر عوقب االمعتدي ، وإن كان المعتدى عليه العفو ، فالإنسان محترم ، متخلق بالفضيلة وليس عبداً لشهوة أو مال أو جاه ، وهو يملك كل آثاره مما حصله، فهو مسلط على نفسه وماله في اطار عدم الأضرار بالآخرين من جيله المعاصر والأجيال الآتية ، وتحفظ في مثل هذا المجتمع أواصر العائلة والاقرباء ، والاصل في هذا المجتمع بالنسبة إلى كل فرد فرد ( البراءة ) حتى تثبت إدانته أو دينه ، والاصل في عمله الصحة فلا يحمل عمله على الفساد ، وكل شيء للإنسان في هذا المجتمع طاهر حلال حتى يثبت خلافه، ومثل هذا المجتمع يصبح الفرد فيه كالمجتمع العام أيضاً باطنه الأمن والحب وظاهرة التنعم والتقدم.
التربية الصالحة

إن التربية الصالحـة كفيلة بتغيير الناس نحو الأحسن، فالتربية قوامها ركنان أساسيان : هما العلماء والحكومة، فالعلماء يقومـون بوظائفهم سواء كانوا خطباء أو فقهاء أو أئمة مساجد من نصـح الناس وإرشادهم إلى ما فيه الخير والسعادة ويوجّهـون المجتمع التوجيه الصحيح، أما الأعمال الأخرى فهي من مهام الدولة والحكومة.
إن من أهمّ أسباب السرقة والفساد : الفقر والفاقة، فلابد من مكافحـة هـذه الظاهـرة بـأي شكل من الأشكال.
وان منشأ الفقر على الأغلب هـو القوانين الفاسدة التي لا تستطيع أن توفِّـر العدالـة فـي المجتمع ، ولا تستطيع أن تقف قِبـال الجشـع والاحتكـار ولا توفّر الحريات للناس في ميادين التجارة وغيرها.
أما التلفزيون فقـد أضحـى مفسداً لأخلاق الناس ومهدّماً للقيـم الإنسانيـة، لأنه لا يبث سوى الغناء والطرب والرقص والأفلام الفاضحة، وكذلك السينما الأمر الذي يفسد المجتمع.

إرسال تعليق

[blogger]

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget