بقلم : باسم السعدي
يؤشر المتابع الحثيث لشؤون الكتل والائتلافات والأحزاب العراقية إنكماشاً وفتوراً واضحاً تعيشه السياسة الصدرية منذ قرابة العام ، ولعل ذات المُتابع يؤشر وبشكل واضح على إن هذا الفتور كان سببه غياب بهاء الأعرجي والذي يُعد أهم ركن من أركان السياسة الصدرية بعد ٢٠٠٣ وأحد أبرز صقورها في البرلمان على إمتداد دورتين من عمره ؛ عن التصدي لشؤون الكتلة والتفاوض والتحدث بأسمها . بعد إستقالته من منصب نائب رئيس الوزراء ورفضه الغير صريح للعودة إلى قبة البرلمان تحت عباءة كتلة الأحرار .
إن هذا الفتور الذي تعيشه السياسة الصدرية بعد غياب الأعرجي إذا ما استمر على حاله بفرض عدم تعقده واستشرائه في أرجاء سياسيي التيار ، فإنه كفيل بأخراجهم عن اللعبة وإبتعادهم عن دائرة القرار والإطلاع السياسي ، ليكونوا بذلك متأثرين لا مؤثرين ، وهذا ما شهدناه ولمسناه مؤخراً ، فاللعبة السياسية اليوم لعبة الكبار ، الذين إمتهنوا السياسة وأجادوا خوض غمارها والذين في ذات الوقت يمتلكون من المقومات ما تجعلهم يوازون أقرانهم في باقي التحزبات والكتل ، و واهم من يعتقد إن السياسة العراقية اليوم تعتمد على الصدفة و ( الطفكة ) وفق الإصطلاح الصدري .
في الوقت الذي علينا أن نرجع الفضل في ديمومة وصلابة الموقف الصدري في وسط عواصف السياسة ومتغيراتها المتسارعة لما يلعبه شخص السيد مقتدى الصدر بصفته زعيم هذا الخط ومرجعه السياسي ، فضلاً عن كونه يمثل أملاً لعموم العراقيين بعدما وقفوا على زيف شعارات وكذب وعود الغير ، وهذا وعلى الرغم من كونه أمراً جيداً بل وصفة فريدة تتمتع بها السياسة الصدرية ، إلا إن الواقع يفرض وجود مؤسسة بعدة وجوه وأسماء لقيادة سياسة هذا الخط بعيداً عن الإتكال الشخصي .
إن الصدريين إذا ما أرادوا أرجاع مجدهم السياسي وقدرتهم في التأثير والترهيب السياسيين ، لا بد لهم من العمل على أرجاع بهاء الأعرجي أو إستنساخ تجربه التي اعتقد إنها غير قابلة للاستنساخ او التكرار لما فيها من خصائص فريدة . فقد قال أمير المؤمنين من قبل " إن نمت لم يُنم عنك " ، وأنتم أيها الصدريون إن تغافلتم عن فتوركم وخروجكم الهادئ عن الحلبة فأن باقي الكتل والأحزاب تعمل وبكل جد وقوة على تعضيد مكانتها وترسيخ وجودها .