المالكي وشيعة العراق




بقلم..غالب حسن الشابندر
من غرائب الدهر وعجائب الاحكام اْن يحسَب بعض الناس السيد المالكي على شيعة العراق، حاكما، وحاميا، وداعما، وراعيا، فهو حامي حمى شيعة العراق طوال فترة حكمه لولايتين متتاليتين، أغدق عليهم العطاء، وحقق لهم الأمن والاستقرار، وجلب لهم بركات السماء والارض، وحولهم الى كتلة متراصة الصفوف، تحت رحمة حكمه تحّولت مدينة الثورة الى فردوس، والشعلة الى جنة، ولم تشهد الحلة ولا كرادة بغداد ولا كاظمية الجوادين ولا الديوانية مئات السيارات المفخخة، وجّسد بينهم مبدأ الاخوة، وحررهم من تبعية الموقف،وأصل في ضمائرهم الشعور بالمسؤولية تجاه مستقبل عوائلهم واطفالهم.... والقائمة تطول...بناء على هذه الانجازات (المالكية) التاريخية لشيعة العراق، كان من حق الآخرين أن يتهموا المالكي بالطائفية، وان ينعتوه بالانحياز لشيعة العراق على حساب غيرهم،وكان من واجب شيعة العراق ان يضحوا بالغالي والنفيس من اجل السيد نوري المالكي، فهو مختار العصر، وحسين العصر، ورافع لواء التشيع، والكتاب الشيعي المفتوح، وسيف ذي فقار زمانه...المالكي ليس طائفيا، ولا حتى ديكتاتوريا، فهو بلا منهج، وبلا معالم واضحة، حتى في خطابه العادي، ولا مغامرا بالمعنى الدقيق للمغامرة...وإذا كان المالكي ينتمي الى الاسلام الشيعي، وهو امين حزب الدعوة الاسلامي (الشيعي)، فهو لا غيره الذي سلط غضب الرصاص الاميركي وغير الاميركي على شيعة العراق، حصدهم حصدا، ومن دون رحمة، في مدينة الثورة وجنوبي العراق والبصرة،وإذا كان المالكي شيعي بالانتماء القهري فهو نفسه لا غيره الذي اعطى ظهره لكل الفصائل الشيعية ليتحالف مع ابو ريشة السني الطائفي، وقد خرج في وقتها سامي العسكري ليندد بالتيار الصدري ويسمه بالطائفية والزقاقية، حتى كان ما كان حيث طعن ابو ريشة المالكي في ظهره، متهما اياه بالعمالة لايران، وإذا كان السيد المالكي يسبل يديه في الصلاة، فهو نفسه لا غيره الذي مكن رجال سّنة كبار  ومن الطراز الرفيع من مواقع مهمة تتصل بعمق الدولة وسرها ومسيرتها، ولا داعي لسرد الاسماء هنا، لانها معروفة، ومنهم من اثرى وأتخم مالا حراما، مما دعا النزاهة الى استجوابه، والتحقيق معه...وإذا كان المالكي حصد من شيعة العراق بحماية ورعاية الطيران الانكليزي في البصرة المئات او العشرات، فان المالكي لم يجرؤ على اتخاذ اي موقف عسكري قوي تجاه متمردي من يسمون انفسهم بـ (السّنة) ــ والسّنة براء منهم ــ وكان تهديده لعصابات التمرد والاعتصامات المفبركة، المدعومة من المملكة العربية السعودية، مجرد جعجعة بلا طحين، حتى تحولت الرمادي الى ثكنة عسكرية داعشية، كلفت الشعب العراقي دماًء ومالا وامنا الكثير، وفي المقدمة اهل السّنة الكرام... وإذا كان المالكي قد سعى لتحالف وثيق مع ابو ريشة فانه حول حزب الدعوة الى ثكنة شخصية، وقد حظي الحزب العريق في زمن امينه العام السيد المالكي ببركة الاقارب والاحساب والانساب، ليفقد طابعه الحزبي الاصيل، ويتحول الى (دكان) عائلي أسري بائس.،لقد كان الشيعة، شيعة العراق، هم المكون الاكثر خسارة ووجعا في ابان حكم السيد المالكي، وكان السّنة والاكراد الاكثر ربحا وفوزا، والكاظمية والكرادة وعلي الشرقي يشهد بانه الدم الذي كان مباحا بلا حدود منذ ان تولى السيد المالكي زمام المسؤولية وحتى لقد كان نصيب الشيعة في ظل حكم السيد المالكي (حسين العصر) الموت، والدم، والملاحقة، ولعل الدم الشيعي في الحلة وكربلاء نهاية حكمه (الشيعي المزدهر).
كثيرا ما ادخل في حوار مع بعض الاخوة من المكون السّني حول ظلم المالكي للسّنة، وفيما اسالهم عن معالم هذا الظلم يتحول الصمت الى سيد الموقف، ولكن عندما استعرض دبابات المالكي وهي تدك مدينة الثورة والبصرة والجنوب يكون التغافل هو سيد الموقف
[blogger]

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget