نزار الناصري
برع السياسي العراقي منذ 2003 ولحد اليوم بتسويق مصطلحات على هذا الشعب المسكين , الشعب الذي وئد حتى اختلطت عظامه بأديم ارضه الطاهرة , واصبح هذا الشعب يُصدر مع ما يخرج من ارض العراق من نفط ومعادن , وبقي المواطن العراقي يشاهد من يأكل تمر العراق وهو يحسب نواة التمر المأكول.
بعدما طالب الشعب العراقي بالإصلاح ومحاربة الفاسدين وجاء هذا الحراك على شكل تظاهرات واعتصامات . خرج جميع السياسيين العراقيين يدعمون الاصلاح ومطالب الشعب (نتيجة ضغط الشارع ,الاعتصامات , سيد مقتدى الصدر نصب خيمته بالخضراء ) المهم دعموا الاصلاح والمطالب ,ولكن بعد اول اختبار حقيقي لهم لتطبيق ما ارادة الشعب من ان المناصب وزراء او وكلاء او رؤساء للهيئات المستقلة ان يكون باختيار مباشر من قبل الشخص المكلف بتشكيل الوزارة ,ثارت حفيظتهم وبدأ موج هائل من المصطلحات منها مستهلكة ومنها ما هو جديد بجدية التطورات مثل من يقول ( نحن ضد المحاصصة ولكن يجب ان يكون هناك توازن ) او (نحن مع الاصلاح والتغيير الشامل شريطة ان تكون الكتل هي من تختار المرشحين للمناصب)
وكأن التكنوقراط الشيعي لا يكون شيعياً الا ان تختاره كتلة فلان وفلان الشيعية و التكنوقراط السني لا يكون سنياً الا ان تختاره كتلة فلان وفلان السنية و التكنوقراط الكردي كذلك .
بينما مطلب العراقيين الذي نتج عن التظاهرات والاعتصامات هو ان يكون التكنوقراط مستقل يتم اخياره من قبل المكلف بتشكيل الكابينة الوزارية حتى يتسنى له محسبة اي وزير وعزله في حال التقصير او الفشل والفساد لأنه لا توجد له كتله تمنع ذلك , وننتهي من اعذار الحكومات من 3003 ولليوم هو ان رئيس الحكومة لا يمكنه محاسبة اي وزير بسبب كتلته ويكون هو المسؤول له نجاحه وعليه فشله .
اليوم المجلس الاعلى بزعامة السيد عمار الحكيم يتبنى مشروعاً اصلاحياً كما يعبرون , وخلاصة هذا المشروع يأتي بالضد تماماً من المشروع الاصلاحي الذي تبلور عن التظاهرات والاعتصامات , ولا اتوقع اي متابع لم يطلع او يعرفه حتى الآن , ولكن الغريب في هذا المشروع هو الترحيب الذي حضي به من قبل عدت جهات عراقية واقليمية , فأكثر الكتل المتضررة من مشروع الشعب وقفت وقفه مساندة لمشروع الحكيم فالرجل يقوم بزيارات واجتماعات مكثفه لدعم مشروعه فقد تشاور مع دولة القانون ونوري المالكي على وجه التحديد وكتلة بدر والكتل الكردية واتحاد القوى وحتى ايران دعمت المشروع وتقوم بأدوار تسهل على الحكيم بعض الأشياء وفي نفس الوقت هذه الكتل التي تتشاور مع الحكيم صدعت رؤوسنا بانهم يدعمون مطالب المتظاهرين والمعتصمين نقاق لا مثيل له ولعب بعواطف الشعب .
- اما على مشروع الحكيم على الصعيد الشعبي فهم يحضرون لتأييد (مليوني) على حد حلمهم مستغلين ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم فهل تنجح الكتل السياسية بأن تقسم ارادة الشعب وتكون هناك تظاهرات مليونية مدعومة تتظاهر على مطالب الشعب وهل تكون هناك خيم اعتصام تنصب في ابواب بيوت الشعب العراقي تطالب بما تريده الكتل السياسية . واذا كان هتاف المعتصمون (باسم الدين حاربنا الحرامية) فماذا يكون هتافهم يا ترى ؟؟؟ ولا اتوقع هنا بوجود هذه الملايين التي تتظاهر لخدمة مصالح الكتل السياسية , ولكن اعرف ماذا تفعل الميديا والشاشات وخبراء الدعاية والاعلان .