اذا قال مقتدى قال العراق


بقلم/ نور الشطري 

في تطور جديد ومتسارع يمثل تصعيدا وإشعالاً للموقف و تزايداً في التعقيد، يشهد الحراك الشعبي تطورات هامة بحاجة الى مزيد من القاء الضوء والتحليل.، فقد بدأ زعيم الاصلاح السيد مقتدى الصدر اعتصاما داخل ( حياة الغطرسة في المدينة الزمردية ) شديدة التحصين ببغداد وهي تضم مقار حكومية أساسية كرئاسة الجمهورية ومجلسي الوزراء والنواب، إضافة إلى منازل مسؤولين وسياسيين بارزين.  داعما اعتصام بدأه أنصاره عند بوابة تلك المنطقة قبل أكثر من أسبوع، فيما تشهد محافظات العراق تظاهرات داعمة لزعيمهم  المعتصم في المنطقة الخضراء حتى تحقيق اصلاح حقيقي واعلان حكومة للتكنوقراط، +
ولم تكن خطوته هذه كما وصفها البعض  بمثابة احراج لسياسيي البلاد وتحريك للمشهد برمته،لكن لانقاذ البلد مما هو فيه
 لقد باركت الكتل السياسية وعددًا من الشخصيات واعلنت انضمامها لاعتصامه. وذلك للضغط على الحكومة من أجل إجراء إصلاحات قد اطلقها سابقا لاصلاح العملية السياسية في البلاد . والتي عانت من إخفاقات كبرى،
فبلد  يموج بالأزمات والاضطرابات والصراعات  يحتاج إلى قرارات جريئة تاريخية لإعادة الأمن والاستقرار إليه وتضع الامور في نصابها.
 لإن المأزق السياسي الخانق برمته  بات أعمق من أن يجد له حلولاً  ترقيعية  موقتة  في ظل الواقع العراقي  المرير القائم على الصراعات الفئوية والحزبية وعلى كل الجبهات والاصعدة المفتوحة على مصاريعها. 
إن الصراع شهد تحولاًكبيرا  فقد كان ينحصر في مساحات لا تهدد مرتكزات القوى القائمة، واتجه، الآن، بطوفان بشيري كبيرا وكبيرا جداً من اطار المطالبة بالخدمات الى اجراء اصلاحات سياسية وتغيير في الحكومة ونهج الحكم.ومن قلب الحدث.
 وكان لمشهد دخول السيد مقتدى  الصدر المنطقة الخضراء ، دلالات عدة، في مقدمها أن في استطاعته إسقاط تلك المنطقة التي تضم المؤسسات الحكومية والسفارات من دون مواجهة، فقد اندفع كبار الضباط المسؤولين عن حمايتها إلى فتح الطريق أمامه وامام الحشود الكثيرة  وانحنى قائد اللواء الموكلة إليه مهمة الحفاظ على أمنها على يده لتقبيلها. وتمتد دلالة المشهد إلى استخدام الصدر خيمة خضراء قرر المكوث فيها على رغم سوء الأحوال الجوية، ما دفع الآلاف من أتباعه إلى محاصرتها خوفاً على زعيمهم الذي ألهبت خطوته حماستهم.ليتفقد نهار اليوم الثاني مواقع الجنود ليستقبلوه بحفاوه مابعدها حفاوه وتقبيل يده وجبينه. وهنا لابد أن نقف امام كلمات الصدر التي طالب فيها بعد الاعتداء على قوات الجيش والشرطة التي تحمي المنطقة الخضراء وطالب المعتصمين بالحذر من المندسين وأكد على سلمية الاعتصام، كلها نقاط تضع الصدر امام التاريخ مرة أخرى ، وامام المسولية الكبيرة التي تبوأها.
فبعد الانسداد الذي اصاب مفاصل الدولة والمجتمع وقوض اية امكانية للتقدم  وما دخوله الى المنطقة الخضراء واعتصامه فيها هي خطوة باتجاه قطف الثمار..
أن وجوده داخل تلك(الشرنقة)، هو آخر ورقات الضغط على النخبة السياسية الفاسدة 
إن هناك عناصر قوة يمكن تلمسها في المشروع الإصلاحي للسيد مقتدى الصدر، وهذه العناصر تارة تكمن في المشروع نفسه، وتارة تكمن بشخص السيد مقتدى وما يطرحه من مشاريع للدولة العراقية، ومن أهم تلك العناصر:
الرؤية الوطنية للمشروع بعيدًا عن كل المؤثرات الخارجية.
تكاملية المشروع ومقبوليته عند بعض الأطراف السياسية بل اغلبها.
مشروع مدني عابر للطائفة، والدين، والحزبية، والولاءات الضيقة. 
وقد أمر الصدر المئات من أنصاره المحتشدين خارج المنطقة الخضراء التي تضم البرلمان والسفارات ومكاتب حكومية بالبقاء في الخارج والتزام السلمية. ويدعو الصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي للمضي قدما في خطة أعلنت الشهر الماضي لإجراء تعديل وزاري يعين فيه تكنوقراط بدون انتماءات حزبية أو طائفية بدلا من الوزراء الحاليين لمعالجة المحسوبية السياسية المنهجية التي ساعدت على تفشي الفساد.وألقى الصدر كلمة فى بداية اعتصامه، أكد فيها أنه ممثل الشعب العراقى، وأن الشعب العراقى يعتصم الآن خارج المنطقة الخضراء وغدا سيكون بداخلها.
[blogger]

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget