صادق فياض الركابي
لعل من اهم المميزات التي تميز بها السيد مقتدى الصدر - وهي كثيرة طبعا - اطلاقه للمصطلحات بين فترة واخرى والتي لا يفهم معناها الا بعد حين الم نقل الى هذه اللحظة لم يفهم القسم منها ولو رجعنا الى الوراء قليلا والى بداية 2003 سيواجهنا مصطلحات ( جيش الامام المهدي ، الجهلة ، التجميد ،.... وغيرها ) وحتى نصل الى مصطلح الشلع قلع واخيرا الاعتكاف وهذه المصطلحات وان كان البعض منها لا يحتاج الى تفسير الا ان العقل يحكم بالرجوع لقائلها حتى نفهم ما يريده من معنى واما اطلاق العنان للتفاسير فهذا من خطل العقول ، نعم يمكن ان نقول ان هذا المعنى على نحو الاطروحة او لنقل لعل السيد يقصد هذا واما الجزم ومحاولة الترويج الى ان هذا المعنى الوحيد فهو مما يرفضه العقل ولربما يدخل البعض في اشكال شرعي لأنه في بعض الاحيان يؤدي التفسير الخاطىء الى التجاوز على الحرمات ولربما اهراق الدماء وازهاق الانفس ولنأخذ مثلا ما اطلقه السيد القائد في بيانه الاخير من انه سيعتكف لمدة شهرين نجد ان النسبة العظمى ذهبوا الى المعنى الفقهي للاعتكاف وراح بعضهم يذكر ما يترتب على قطع الاعتكاف واين يجب ان يكون بينما الحقيقة تقول ان للاعتكاف معنيين فهو لغةً يعني الاحتباس والإقامة على شيء بالمكان وشرعاً هو اللبث في المسجد للعبادة ، كما صرّح به الفقهاء على اختلاف تعابيرهم لذلك فيمكن ان يكون كلا المعنيين وارد حيث لا دليل على نفيه واما الغاية من هذا الاعتكاف فهو راجع الى سماحة السيد نفسه لا غير واما انا وامثالي من اصحاب القلوب المخلوطة فيمكن ان نتوقع ما يريد السيد فنقول :
1. انها رسالة رفض للوضع الحالي وعدم القبول به وبتداعياته خصوصا بعد اصرار الكتل السياسية على المحاصة وتغليب المصلحة الحزبية والفئوية على مصلحة البلاد والعباد .
2. انها كما يقال استراحة مقاتل بعد فترة صعبة وخطورة شهد بها العدو قبل الصديق .
3. انها رسالة الى ابناء التيار الصدري بضرورة تخفيف الضغط والاسترخاء حيث كان التيار يغلي وكأنه جمر يتوقد واعتقد ان ابسط شيء قاموا به هو اقتحام المنطقة الخضراء .
4. انها فترة ليست للاستراحة بل للإعداد لما سيتم القيام به بعد تجلي الكثير من الامور والتي اهمها ان الجهة المقابلة بكل عناوينها ومسمياتها لا ترضخ لصوت العقل .
5. انها رسالة للآخرين وخصوصا الكتل السياسية بضرورة التفكير واعادة وضع النقاط على الحروف والتكلم بواقعية فالجماهير كانت ترفع شعار المظاهرة السلمية وقام البعض منهم برفع كتل كونكريتية تزن الواحدة منها حوالي الطن وكأنه يرفع موبايل بيده فكيف اذا كان العنوان غير هذا !!.
ولربما لها معان واغراض اخرى ولكن خلاصة القول ان على الاخوة الكرام عدم الاعتماد على التفاسير لما يصدر من سماحة السيد القائد كما يحاول البعض من ضعاف النفوس تصويريها وتفسيرها حسب اهوائهم ...