تايتانك “مقتدى الصدر” يسكت قادة الكتل وآكابر الأسماء البرلمانية… بيانات الإختباء بالجحور


 لم يكن ماحصل يوم  السبت 30 نيسان، في بغداد بالأمر المعقول، بل كان بكل المقاييس خارجا عن نطاق تفكير النخبة السياسية العراقية بالكامل، ونهاية متوقعة لإدعاءات سلمية التظاهرات.

فتحرك جماهير التيار الصدري بإنضباط خلال أكثر من تضاهرة لم يكن يعني ان نهايات الأحداث ستكون تحت السيطرة التامة ، بل كان بعض التوقعات على العكس تماما ، وهو ماحصل ليلة البارحة من إقتحام لمقر السلطة التشريعية في العراق، وهي الإهانة الثانية التي تلحق بالبرلمان ورئاسته وهيبته ودوره في الحياة السياسية بعد أحداث جلسة 26 نيسان، وتداعياتها على الحياة السياسية ، إن لم يكن ماحصل يوم أمس السبت، هو أحد نتائج ما حصل يوم 26 نيسان من أخطاء وسوء تصرف من كل الأطراف العراقية مجتمعة بدون إستثناء.

تقريبا مضى الآن بحدود 24 ساعة، على حادثة إقتحام البرلمان سيئة الصيت، ومازال الرعب والخوف مسيطر على زعماء الكتل وأشهر الأسماء البرلمانية والتي عرف عنها التعليق والحديث والرد على كل صغيرة أو كبيره كانت تحدث في العراق وبدون تردد وخوف ما دامت الحصانة البرلمانية توفر الحماية القانونية للنائب.

كل البيانات القليلة التي صدرت لم تتعرض للحادثة بالصورة المباشرة وإنما كانت تتهرب من الحقيقة وتحاول ان تلمح إليها من طرف بعيد ، فلم يذكر أي بيان أسم التيار الصدري، ومسؤوليته عن الإقتحام إطلاقا ،وإنما كانت البيانات تتحدث عن متظاهرين ما وكأنهم جاؤوا من محافظة بعيده، وكانوا ينقادون لتوجهات من كائنات خارجية لا تستطيع الكتل الإشارة اليها او التعريف بها في بياناتها التلميحية.

أهينت كل الأحزاب والكتل ، وأهين قادة الكتل السياسية والبرلمانية بالكامل ، وأهين كل البرلمانيين ، حيث وثقتهم كاميرات الإعلام بين هارب ومضروب ومهان ومرعوب ومختبئ في سفاره هنا او بيت صديق هناك او في قبو البرلمان أو هرب عبر النهر للضفة الأخرى مثلما عبر حمايات صدام بالملابس الداخلية النهر في 9 من نيسان 2003؟!!!

في أي مكان آخر، أو في أي برلمان آخر، لكان اليوم قد حضر كل نواب البرلمان ومعهم نواب كل الدورات الماضية الى الحرم البرلماني وقاموا بتنظيفه بإنفسهم وأشعلو الشموع ووضعوا الورود على منصت التشريع العليا، ومن ثم يظهرون بشكل جماعي في مؤتمر صحفي شجاع يتحدث بصراحة عن كل ما جرى ويدين المسؤول عن حادثة الإقتحام ويكون هناك قرار برلماني جماعي بإتخاذ خطوات بالضد من عمل على إهانة مؤسستهم التشريعية بهذه الطريقة ، لكن الظاهر ان الرعب والخوف لدى زعماء الكتل قد تسلل الى رجالاتهم في البرلمان كالعادة.

فغاب أصحاب الألسن الطويلة والكلمات الجارحة والمشاركات اليومية من على شاشات الفضائيات ، وثبت بالدليل القاطع والملموس ان أغلبهم لم يكن شجاعا بالمعنى الحقيقي وإنما كان واثقا من ان السلطة وأدواتها آنذاك كانت لاترهب ولاترعب ولا تغتال ولا تسحل في الشوراع لذلك أطمئنوا وتجاوزوا ــ ومن أمن العقاب أساء الأدب ــ ، مثلما فعل الكثير من منهم .

أما اليوم فضاعت إطلالاتهم الطائفية والعنصرية والحزبية والخلافية حتى وكأن اعضاء البرلمان خَلق بدون ألسن ، إنه زمن الرعب الذي جعل الكل تركن للجحور وتختفي خلف البيانات الغبية وتبتعد عن ذكر الحقائق في أخطر لحظات يشهدها الوضع العراقي حاليا ، وما دامت الأمور تسيير بهذه الكيفية وبهذة الطريقة ، فمن حق الراعب هنا ان يستمر  بطريقه للنهاية مادام المرعوب يبحث عن جحر يلوذ له بدل ان يواجه بالعقل والمنطق والشجاعة المطلوبة.
[blogger]

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget