العقوبات الأميركية على هيئة الحشد الشعبي وحلفائها






هشام الهاشمي






-يلاحظ أن النهج العام للعقوبات الأميركية على عناصر وفصائل من قوات هيئة الحشد الشعبي وحلفائها يشبه نهـج العقوبات التي فرضتهـا الخزانة الاميركية ضـد الحرس الثوري الإيراني، فقـد اسـتهدفت بصورة أساسية القطاعات الاقتصادية التي تدير دخلا للحرس، وذلك لإضعاف مصادر الدخل التي يعتمد عليها، وبالتالي التأثير سـلبا على اسـتقراره؛ فقـد اسـتهدفت العقوبـات الحـد من قدرة الـشخصيات العاملة في مجـال الاستثمار والمقاولات وشركات التحويل المالي، وهـو مـا يحـد مـن قدرتهـا الاقتصادية.


-اسـتراتيجية "احتواء الهجوم" التـي تعنـي مزيجا بـين ضربات عسكرية محدودة تنفذها إسرائيل على مناطـق تمركز معسكرات ومصانع ومخازن فصائل "المقاومة الإسلامية" ونفـوذها في عمق العراق، مع اسـتراتيجية قانونية واقتصاديـة لإضعافـهم وتحقيـق التوافق بين مصالح الأحزاب السنية والكردية التـي يهددهـا تنامـي قـوة الحشد الشعبي في مناطقهم، لاسـيما أن نموه المتزايد شعبيا وسياسيا واقتصاديا ليسـت مشـكلة أمريكيـة فقط، بل مشـكلة تخـص أحزابا ومكونات محلية وإقليمية عربية ودولية على حد سـواء.


- الاعتـماد الأمريكي عـلى القـوة العسـكرية الاسرائيلية قـد يجعـل الولايـات المتحـدة تحقـق انهاكا في لوجستيات تلك الفصائل، لكنها لـن تقضي عـلى قدرات فصائل الحشد المستهدفة نهائيـا؛ لأن وجودها يقوم على أسـاس عقائدي جهادي، لـذا الاستراتيجي الأمريكي يدعو الإدارة للتعامل مـع العقوبات عـلى شخصيات وفصائل من الحشد الشعبي وحلفائهم من السنة والكرد عـلى أنها جهد سـياسي طويل المدى يهدف الى تصنيفهم الى فئتين او أكثر؛ معتدل ومتشدد، لاسـتقطاب المعتدلين منهم ومنعهم من الانضـمام أو مسـاعدة سياسة إيران في العراق والمنطقة.


- تزايد النشاط الأمريكي في الشهور الأخيرة على تعطيل صعود الأحزاب العراقية والفصائل الموالية والمنسجمة مع سياسة إيران في خضم الاسـتراتيجية الأمريكية لمعاقبة إيران، وهذه النشاطات لـن تكـون مرضيـة للقـوى الشيعية المسيطرة على الحكومة والبرلمان في العراق. وهـو الأمـر الـذي أكـد عليـه كل مـن "الشيخ قيس الخزعلي" و"الشيخ أكرم الكعبي" في نقدهما لسياسات الولايات المتحدة تجاه الحشد الشعبي وحلفائه حيـث يريـان أن الصمت على عمـل نشاطات الولايـات المتحـدة بالضد من الحشد الشعبي سـيأتي بنتائـج عكسـية، لأن هـذا يجعـل القـوى الشيعية العراقيـة بـين خياريـن كلاهـما أمـر مـن الآخر، إمـا مقاومة قوات الولايات المتحدة المتواجدة في العراق الذي تتبعـه إراقة الدمـاء وذهاب المكتسبات السياسية الشيعية، أو تحجيم قوات الحشد الشعبي الى درجة عدم الفاعلية والتأثير وهذا يعني نمو خصومهم من السنة والكرد.


-ولكن بحسب مدرك المراقب انه منذ قرابة 3 سنوات والاسـتراتيجية الشـاملة التـي تقودهـا الولايـات المتحـدة لمحاربـة نمو وصعود الحشد الشعبي والتي تتضمـن شراكـة مـع القوى السـنية والكردية قد فشلت في تفكيك تماسك مواقف القوى الشيعية تجاه اسناد الحشد، وأيضا قد فشلت في طمأنتهـم أنـه لـن يعقـب تحجيم الحشد أي تدعيـم جديد للقوى الشـيعية على حسـابهم. وفي كل الأحــوال لــن يقــدم أي طــرف داخــل العراق عــلى أي تــصرف لحل او تحجيم الحشد الشعبي مــن دون موافقــة مرجعية النجف، ويمكـن القـول إن الاحتمال الأكـثر ترجيحا أن قيادة الحشد الشعبي لن تقــوم باتخاذ أي رد فعــل عسكري غير مدروس في مواجهـة العقوبات الأمريكية، خاصة أنه يبـدو أن إدارة ترامب المتواطئة مع اسرائيل أكـثر عدائية للحشد الشعبي مــن الإدارة السـابقة وتصرفاتها غـير متوقعــة تماما.

إرسال تعليق

[blogger]

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget