هشام الهاشمي
لا تزال عبارة "تفرقوا" هي الباقية في ذاكرة احد أفراد الشرطة الاتحادية حينما وقع الانفجار داخل معسكر الصقر جنوب بغداد، لتخفيف حجم الخسائر البشرية، كل من كان بواجبه في المعسكر هرب بروحه لشدة هول الانفجار وتطاير شظايا صواريخ الكاتيوشا، يبدو أن عمليات محور المقاومة سوف تلزم العراق كما ألزمت لبنان من قبل ان تدفع ثمنها.
وباتت صور عوائل جنوب بغداد ليلة امس تشبه إلى حد كبير عوائل جنوب لبنان، وهي تحمل الأطفال وكبار السن هربا من شظايا الانفجار.
ليلة امس التقيت بوالد متطوع بالحشد الشعبي وهو في العقد السادس من عمره، يرتدي ثياب العيد في احد مقاهي الكرادة، وهو يسأل عن انفجار معسكر الصقر، وقلبه معلق باخبار ابنه الذي يعمل هناك، رغم انه تواصل معه بالهاتف وأطمئن عليه اكثر من مرة، يقول؛ لا نمتلك اجواء مراقبة ولا حتى محمية ولابد ان نشتري منظومة s400 أو s300، قلت له كذلك حزب الله في لبنان لا يمتلك كل ذلك قوته جواره مع إسرائيل، فامتلاك المقاومة الشيعية في العراق لترسانة صواريخ مختلفة المديات ليس اكثر من أطنان حديد شديدة الانفجار لاقيمة لها بدون جوار ستراتيجي لردع العدوان.
وسورية لا تقبل للمقاومة الشيعية العراقية استخدام أراضيها كمنصة لتهديد إسرائيل، ويؤكد ذلك ان ثلاث من الوحدات الصاروخية الشيعية العراقية لمدة 6 سنوات هي مرابطة في سورية وبجوار مريح لاستهداف إسرائيل لكنها لم تفعل أو حتى ان تحاول ولو مرة واحدة، وقد تعمدت إسرائيل استهدافها واستفزازها اكثر من مرة اخرها في محيط مطار دمشق وريف حمص بالإضافة إلى استهداف مباشر عام 2018 للوائي 45 و46 حشد شعبي في قرية الهري الحدودية من الجانب السوري.
بدون قوة رادعة فأن صورايخ المقاومة التابعة للحشد الشعبي هي مجرد أهداف سهلة للعدوان الإسرائيلي الذي يمتلك تقنيات وترسانة جوية متطورة وتواطؤ امريكي يحميها ويبرر لها، مع فقدان المقاومة الشيعية توازنهم السياسي ودخولهم بصدام مع ابرز الداعمين لهم ،وأيضا تراجع شعبيتهم بسبب ملامة الأهالي عن جدوى تحمل وجود هذا التهديد الخطير بلا فائدة سيادية أو عسكرية تذكر.
وأيضا تهرب اعلام المقاومة الشيعية العراقية الرسمية من اتهام إسرائيل بهذا العدوان وعدوان آمرلي أو حتى تبرير ما حدث في معسكر اشرف بمدينة الخالص، لأسباب ابرزها عدم امتلاكهم فتوى جهادية بالرد على إسرائيل، وأيضا عدم امتلاكهم القدرة الدفاعية، وعجزهم عن استخدام القوة الهجومية للرد بالمثل أو تحقيق الردع الكافي.
فلا أدري لماذا يتورط العراق بتكاليف لا قدرة له على تحملها، المراجعات الراشدة والاستفادة من العبر في جنوب لبنان وحدها كفيلة في إنقاذ المقاومة الشيعية العراقية داخل جسم الحشد الشعبي.
إرسال تعليق