لا يخفى على المتتبعين للمشهد السياسي في العراق أن طهران وواشنطن لاعبان رئيسيان في تشكيل الحكومة العراقية، وهذا ما تعكسه زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وهي زيارته السياسية الأولى للعراق والتي اجرى فيها حزمة لقاءات مع قيادات سياسية عدة بارزة في بغداد، إلا أن اللافت منها اللقاء الذي جمعه مع رئيس جهاز الاستخبارات العراقي مصطفى الكاظمي، وهو أحد أبرز الأسماء المطروحة خلال مفاوضات القوى السياسية العراقية لتكليفها بتشكيل الحكومة، في حين قال قيادي بارز في تحالف الفتح بزعامة هادي العامري أن الإيرانيين لا يبدون تحفظاً على اسم الكاظمي.
وأضاف القيادي في تصريحات طالعتها المستقلة اليوم الثلاثاء ، إن “زيارة شمخاني بدت مشابهة لزيارات قاسم سليماني ما عدا إعلان الزيارة حيث كان الاخير يدخل العراق ويخرج سراً، إذ أجرى المسؤول الإيراني اجتماعات منفردة عدة مع قيادات الكتل السياسية المؤثرة في العراق، ثم لقاءً جمع مساء أول من أمس الأحد عدداً منهم في منزل فخم في منطقة الجادرية، يعود إلى زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم”.
وأكد القيادي الذي طلب عدم كشف هويته أن “شمخاني موفد من أعلى هرم السلطة في إيران، أي المرشد علي خامنئي، لتقريب وجهات النظر بين القيادات السياسية العربية الشيعية بشأن ملف تشكيل الحكومة، وحثّها على الإسراع بإنهاء هذه الأزمة “لوجود متغيرات متسارعة في المنطقة”.
وكشف أن “الزيارة الإيرانية كانت من أجل حسم ملف تشكيل الحكومة”، مشيراً إلى أن “الإيرانيين لا يبدون تحفظاً على اسم الكاظمي، أو اسم كبير مستشاري ديوان الرئاسة علي شكري وزير التخطيط السابق، مع منح الموفد الإيراني حرية واسعة للكتل السياسية العراقية للتفاهم حول الاسم النهائي، مع طرح أسماء أخرى غير الكاظمي وشكري أمس الاثنين”.
إرسال تعليق