عشرة اشهر او ابكر من ذلك حسب ما تقتضيه الظروف تفصلنا عن الانتخابات التي حددها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في حزيران المقبل، وهي فترة ضيقة جداً اذا ما ارادت الاحزاب التباري في الانتخابات والدخول لخوض غمارها، وما يزيد الامور صعوبة هو سقوط ثقة الاحزاب المتصدرة للمشهد السياسي امام المواطن وانعدام الثقة بين الطرفين ما يجعل نصيبها بالفوز صعبا جداً، وقد يفسح المجال امام احزاب جديدة للصعود، او تواجه الانتخابات كسابقها مقاطعة واسعة قد تتيح امام الاحزاب ذات الجمهور الثابت الى العودة للمشهد السياسي.
مراقبون للشان السياسي تباينت اراؤهم حول مصير تلك الاحزاب، فيما ذهب البعض الى استبعاد امكانية اجراء الانتخابات المبكرة.
ويرى المحلل السياسي عبد الكاظم الجابري ان العراق مقبل على فوضى قد تفضي الى عدم الانتخاب، او انتخابات صورية لصالح من تريدهم امريكا الفاعلين الان في المشهد مع تقهقر محور المقاومة والشيعة عموما ووقوفهم لتلقي اللكمات من الكاظمي وحكومته الواحدة تلو الاخرى دون تحريك ساكن.
وبين الجابري انه في حال تمرير الانتخابات فان الاحزاب ذات الرصيد الثابت ستضمن مقاعدها بعد خروج جمهورها للتصويت لها بكل ثقله، وستحاول الاحزاب تجميل نفسها باختيار شخصيات جديدة لذا تكرار الاشخاص سيكون في المناصب التنفيذية غير الواضحة في المشهد.
واوضح ان الاحزاب تؤمن بالمغانم لذا الفوز عندهم بالحصول على عدد مقاعد يمكنهم من ابتزاز بقية الكتل للظفر بالمناصب، ووجه نصيحته الى الاحزاب ان يتصالحوا مع الناس وان يبحثوا عن المخلصين الكفوئين النزيهين.
ويؤكد المحلل السياسي عقيل الطائي انه تم تشكيل حركة تسمى (حركة تشرين الديمقراطية) سوف تنزل بقوة الى الانتخابات وفيها سياسيون من تولوا مناصب تنفيذية ولديهم المال السياسي المسروق من قوت الشعب، ومدعومين امريكيا.
وبين الطائي ان الاحزاب الشيعية هي من خلقت هذه الارض الرخوة لينفذ اليها هؤلاء، عبر خلافاتهم المستمرة وانقساماتهم بسبب اللهث وراء المغانم والاموال التي اعمت بصر وبصيرة البعض.
واوضح انه اختلاف الاحزاب ليس ايدولوجياً او من اجل النهوض بالواقع المتردي وانما شخصنة الامور، حيث تحولت عند البعض الى بغض وكره واتهمات وانسحب هذا ايضا على جمهور هذه الاحزاب.
ويرى المحلل السياسي مفيد السعيدي ان طبيعة الانتخابات المبكرة هي بحد ذاتها هروب الكاظمي الى الامام من ضغط الحاصل ، وهي كذبة لانه قضي من هذه الدورة اكثر من ثلاثة سنوات وهي الفترة المحددة للانتخابات فلا اسميها مبكرة.
وبين ان الوقت المعلن ربما يكون ضربة قاصمة للاحزاب الحالية بكل مسمياتها والوانها، لافتاً الى ان اغلب الاحزاب تتجه الى النزول بمسميين الاول جديد يضم اغلبية شبابية بين مستقل ومؤدلج تحت اشراف الخط الثاني من الاحزاب وهذه ليس سبة بل انعطاف بالمفهوم الديمقراطي والنصف الاخر ينزل بتاريخه وعمره رغم كل التحفظات.
واشار السعيدي الى ان هناك تكرار بالعناوين والمسميات، والاعتقاد بالفوز يساور كل مرشح وهذه نقطة ايجابية للتحلي بروحية الفوز لانها معركة، ومن غير المعقول خوض معركة وانت بروحية مهزومة لكن يبقى الملعب يتسع الجميع والبقاء للاصلح.
ويقول المحلل السياسي محمد فخري المولى ان السيناريو المعد من قبل الأحزاب هو تهيئة القواعد الشعبية فمن سبق نال نصيباً أوفر من الأصوات.
وبين ان الشباب قاعدة مهمة لانهم منذ أحداث تشرين كانوا المحرك الأكبر، لافتاً الى ان الإنتخابات القادمة تتكون من ثلاثية الأحزاب والشخوص المجتمعية والناشطين من التظاهر.
واوضح المولى ان الانتخابات عادلة نزيهة ستغير المشهد السياسي وستضيع فيها الكتلة الكبرى.
ويرى المحلل السياسي حيدر عرب الموسوي ان الانتخابات المبكرة وقانون الانتخاب الجديد سيؤثر وبشكل كبير على حظوظ الأحزاب الحالية فهي إلى الآن لم تجد الأسلوب الأمثل لتقديم نفسها في الانتخابات القادمة.
وبين ان التيارات والأحزاب تنقسم إلى ثلاثة أقسام أحزاب التي كانت تعتمد على شخص أو عدد من الشخوص وهم كانوا قادة سياسيين سيكونون الخاسر الأكبر كون قاعدتهم تعتمد على المصالح الشخصية والانتفاع منهم أما الشريحة الثانية فهي لن تتاثر بشكل كبير في مقاعدها وحظوظها في الانتخابات كون قاعدتها الجماهيرية ثابتة والتي تعتمد الخطاب الديني والقومي لجماهيرها، أما الشريحة الثالثة هي من ظهرت في الازمة الاخيرة وقدمت نفسها قائدة للحراك.
واوضح الموسوي ان القوى السياسية سوف تسعى إلى التعديل بالقانون الجديد ليناسب طموحاتها وتوجهاتها لا سيما أن لها اكثرية في مجلس النواب الحالي فلن تخرج دون تصحيح الأخطاء التي وقعت بها أثناء التصويت على هذا القانون بسبب الضغط الجماهيري عليهم.
كما يرى المحلل السياسي محمد الكحلاوي ان الانتخابات القادمة خاصية مختلفة عن السوابق وفي هذه الحالة سوف يكون العزوف عنها من قبل الشارع العراقي لعدم جدوى التغيير في ظل هذه الحكومة التي جاءت بفرض ارادات واذا بقيت نفس الوجوه ونفس الأشخاص الذين أساؤوا الى المذهب وقضوا على القضية الشيعية.
ودعا الكحلاوي الى ضرورة إعادة البوصلة في التصالح بين الناخب الشيعي والمواطن باختيار أشخاص يحققون مطالبهم والتي لم تكن صعبة سوى بعض الخدمات وتوفير الحياة الحرة الكريمة واطمئنانه على مستقبله الذي أصبح ضبابيا ومبهما وخلاف ذلك سيكون عزوفاً عن الانتخابات.
كما يرى المحلل السياسي ماجد الشويلي أن التيار الصدري سيحتفظ بحجم انتخابي قريب لما يتمتع به حالياً، والاسباب جمة لكنها معروفة أهمها أن جمهور التيار الصدري جمهور ثابت لايتفاعل كثيرا مع المتغيرات ولاينفعل معها الا بحدود ماترسمه له قيادة التيار.
وبين الشويلي ان بقية الاحزاب والحديث هنا في اطار الاحزاب الشيعية فهي كالآتي، تيار الحكمة ليس أمامه الا أن يتعكز على تيار آخر ولو خاض غمار الانتخابات لوحده لن يحقق ما حصل عليه الان لكنه لن يتحالف مع تيار فيه قيادة أو زعامة موازية للسيد عمار أما حصته من الحملات الاعلامية المضادة فستكون أقل حدة من حصة دولة القانون بطبيعة الحال.
واوضح ان الفتح سيكون أمام امتحان عسير وسينال الحظ الاوفر من حملات الدعاية والتشويش لكنه سيحتفظ بحجمه الانتخابي الحالي وقد يرتفع نصيبه فيها اذا تحالف مع البناء اي بمعنى اذا دخل الفتح والبناء في تحالف واحد.
ولفت الى ان الضغوطات والتدخلات الخارجية غالبا ماتدفع الناخب الشيعي للالتفاف حول الكتل المستهدفة مهما بلغت ملاحظاته حولها، اما إئتلاف النصر فأعتقد سيتراجع كثيرا لاسباب تعود بالاساس لتبدد الاسباب الرئيسية التي دعت لتشكيله الا انه الاقرب للتحالف مع السيد الحكيم.
بينما يؤكد المختص بالشان القانوني مصدق عادل ان الاحزاب السياسية الحالية ستخسر 50% من عدد اعضاء نوابها الحاليين، مع عدم تاثر القاعدة الشعبية، لانها ستكون منخفضة وعلى غرار انتخابات 2018.
ولفت عادل الى انه بالنسبة الى تكرار الاسماء فاعتقد انه سوف لن يتجاوز 10% من النواب الحاليين، لان الحزب سوف لن يجازف باسماء محروقة مقدما، ونصيحتي لمن سيشترك في الانتخابات ان غالبية الشعب ممتعض من سوء أداءكم البرلماني والرقابي والخدماتي.
من جانبه يقول المحلل السياسي علي الصياد انه بين الانتخابات المبكرة و الابكر الشارع بدا اكثر متبعثر، مبيناً ان الاحزاب السياسية حسب المناطق فالكوردية ستكون القوى التقليدية مسيطرة مع مقاعد موزعة بين (كوران التغيير - الجيل الجديد - والاسلامين) ممكن هؤلاء الثلاثة يصلون الى 12 مقعد اقل او كثر بقليل.
وبين الصياد ان المناطق الغريبة وبعض مناطق بغداد الان حجم الدعاية والاعلان ترجح تحالف الحلبوسي والخنجر وسيكون لديهم القوة في تلك المناطق (تقدم والقرار سيسيطرون على الجمهور السني لما يمتلكوه من حضور مادي كبير ).
واوضح انه بخصوص مناطق الوسط والجنوب، سائرون سيكون لهم الحظ الاوفر لانهم اكبر قاعدة جماهيرية تليهم الفتح وقد يكون هنالك تغير بسيط صعود طرف على اخر وسيكون طفيف باقي القوى الشيعية ستنافس بعضها البعض كلا حسب مناطقه.
ولفت الى انه في النتيجة اغلبية شيعية ويليها الكورد و السنة اذا كانت الانتخابات بنفس الالية والركائز حتى وان اصبحت دوائر متعددة.
وتوقع ان لاتحصل الاحزاب المدنية مكاناً لها في البرلمان بسبب تشتتها ، اما الكاظمي فقد يتوجه نحو تشكيل حزب جديد.
كما يرى المحلل السياسي قاسم بلشان التميمي ان هناك صعوبة في اجراء انتخابات مبكرة حسب دعوة حكومة الكاظمي والتي تم تحديد موعدها في الشهر السادس 2021 والصعوبة تاتي من خلال القوى التي لا تريد اجراء هذه الانتخابات وهذه القوى تصنف الى ثلاثة اجزاء اولها قوى داخلية تمثل بعض الأحزاب والكتل السياسية التي ترى في اجراء انتخابات مبكرة خسارة في مكاسبها ومغانمها.
وبين التميمي ان القوى الثانية هي اقليمية وهي متخوفة من اختلال الميزان السياسي في حال إجراء انتخابات مبكرة، وقوى عالمية متخوفة من نتائج الانتخابات المبكرة لأنها ربما تفرز طبقة سياسية متحررة من سطوتها.
ولفت الى ان دعوات عرقلة الانتخابات المبكرة تكمن تحت ذرائع منها عدم وجود الأموال الكافية وان العراق يمر بضائقة اقتصادية ومالية، بالاضافة الى عدم جدية غالبية الاحزاب والكتل السياسية في اجراء انتخابات مبكرة.
ويرى المحلل السياسي ابراهيم السراج انه من المؤسف ان كل الاحزاب العراقية لاتمتلك قراءات دقيقة للواقع المرير الذي يمر به المجتمع باكمله.
وبين ان هذه الاحزاب رغم انها كانت لاعب اساسي في تعزيز العملية السياسية بعد سقوط النظام السابق إلا أنها نسيت او تناست جمهورها الذى اوصلها إلى ماهي عليه الآن، ناهيك عن تورطها في نهب المال العام وافقار محافظات باكملها الأمر الذى جعلها في موفق حرج امام الشعب.
واوضح السراج انه اذا كانت تلك الاحزاب جادة في الاستعداد للانتخابات المقبلة فعليها يجب أن تعزيز الثقة مع الجمهور بكل شفافية بعيدا عن الوعود غير القابلة التطبيق.
وتوقع المحلل السياسي محمد صادق الهاشمي ان التيار الصدري سياخذ نصيب 30% من اصوات الشيعة وظروفه مشجعة كما ان كافة المؤشرات الميدانية إلى غاية هذه اللحظة تشي بشكل كبير بأن التيار الصدري سيكون له دور كبير في تشكيل الحكومة ورسم مستقبل العملية السياسية القادمة.
وبين الهاشمي انه بالنسبة لتحالف الفتح ثمة تخوف من أن يحصل تنافس أو اختلاف بين اقطابه ربما يؤدي إلى تفككه، ولكن لإدراك خطورة المرحلة واستشعارها عند البعض منهم ستجعلهم يعملون على رص الصفوف وتجاوز الاختلافات وتقوية الوجود وستكون نسبة المقاعد التي تحصل عليها العصائب وبدر هي الأعلى مقارنة مع بقية نسبة مقاعد القوى المؤتلفة معهم في التحالف.
واوضح الهاشمي ان تحالف النصر يمكن ان يكون عدد اصواته 10% من اصوات الشيعة، لافتاً الى ان تحالف عراقيون سيكون تحالفا مسنودا دوليا واقليميا ومحليا من قبل أطراف مهمة وسيكون له وزن انتخابي وحكومي اذا استطاع ان يحافظ على تماسكه وحقق نسبة متعد بها من المقاعد في الانتخابات القادمة.
وتوقع الهاشمي ان تحصل كتلة النهج الوطني (الفضيلة سابقا) ويكون عدد اصواتهم 2%، وكذلك الكاظمي سيحصل على ذات النسبة.