اليوم تكتمل سبة أيام من عمر
الحرب العدوانية التي تشنها قوات العدو الإسرائيلي على قطاع غزة والتي اسفرت الى الان أكثر من مائة وثمانين شهيدا و 1200 جريح، ثلثهم على الأقل من النساء والأطفال، الذين قصفت منازلهم ومساكنهم على رؤوسهم بوحشية مفرطة، ودون أي مراعاة للقوانين الدولية والإنسانية، فقط من اجل تثبت معادلة الدم والدمار مقابل أي صواريخ تطلقها المقاومة على المغتصبات والمستوطنات الإسرائيلية.
ربما هذه هي الصورة التي يراها الجميع ولا تحتاج الى تنبيه لوضوحها، الا ان ما يجب التنبيه عليه، هو ان كيان العدو الإسرائيلي قد هزم ثلاث مرات في هذه الجولة المفتوحة الاجل، على الأقل حتى هذه اللحظة:
الهزيمة الأولى: هي بظهور هذا المخزون الضخم من الصواريخ التي راكمتها وطورتها المقاومة الفلسطينية بفصائلها المتعددة، على مدى السنوات الماضية، رغم الحصار الخانق المفروض على القطاع، وبدأت تطلقها بالعشرات، بل بالمئات على المدن المحتلة، لتنهمر على رؤوس قطعان المستوطنين كالمطر، وهو ما لم يكن يتوقعه قادة الاحتلال بهذا المستوى من الكثافة الغير مسبوقة، التي تسببت في اغلاق مطارات، وفتح الملاجي، وتوقف التعليم، وخسائر كبيرة في الاقتصاد، ناهيك عن تصريحات المقاومين بان هذه الصواريخ ماهي الا مخزون قديم يراد التخلص منه، لتعويضه بصواريخ احدث واكثر تطورا، وان المقاومة لا تزال قادة على مواصلة هذا الزخم الصاروخي على الأقل لستة اشهر قادمة، وهو ما يفسر الانقسامات الحاصلة داخل المجلس الأمني الوزاري المصغر، وتضارب الآراء حول استمرار الغارات على القطاع او إيقافها.
الهزيمة الثانية، هي ما يجري في مناطق48، وحالة الارباك الأمني، والعجز الإسرائيلي عن معالجتها والتعامل معها، رغم سنوات طويلة من الأسرلة للمجتمع العربي في المناطق المحتلة، ومحاولة دمجهم كمواطنين إسرائيليين، الا ان المقاومة نجحت بتحقيق الإنجاز الأهم حسب كبار الصحفيين الاسرائيليين في الحريق الذي أشعلته في المدن المحتلة، في اللد، في حيفا، وقبل هذا ربطت وعززت الهوية الفلسطينية الموحدة من غزة الى الضفة وداخل الخط الاخضر، لتتبين ان جهود التمزيق والتقسيم والأسرلة الممتدة لسنوات طويلة قد هزمت هي الأخرى، وظهر الشعب الفلسطيني موحدا اكثر من أي وقت مضى، يستقبل انباء اطلاق الصواريخ بحفاوة وابتهاج ومظاهر الفرح والاحتفال سواء في القدس او في الأراضي المحتلة عام 48.
اما الهزيمة الثالثة، فلم تكن للعدو الإسرائيلي فقط، بل يتحملها معه جوقة المطبعين الخونة للقضية الفلسطينية، بعد ان تبين خطأ التقديرات والرهانات، بخصوص حالة الشعب الفلسطيني، وحالة التضامن الشعبي العربي والإسلامي مع القدس والاقصى وفلسطين وشعبها، لم تفت حالة التطبيع مع العدو الإسرائيلي في عزيمة الفلسطينيين ولم يصابوا باليأس، ولم توفر أي نوع من الحماية لا للكيان المحتل ولا للمطبعين، ولن توفر، بقدر ما كشفتهم امام شعوبهم، واسست لمرحلة قادمة ستجرف هذه الأنظمة وزعماءها الخونة المفرطين في المقدسات والحقوق.
هذه الهزائم ، بحد ذاتها انتصارات مهمة للمقاومة وللشعب الفلسطيني الصامد، تضاف الى الانتصار بتحقيق الوحدة وكسر الحواجز الجغرافية، وإبراز روح التضامن الواحدة على طول وعرض فلسطين، ومعهم ومن خلفهم شعوب امتنا العربية والإسلامية، لنكون معا على طريق تحرير فلسطين، وانهاء الاحتلال البغيض، ولتصبح #القدس_اقرب.
علي الدرواني