لم أشأ أن أكتب أو أتكلم كثيراً في المشهد السياسي لأسباب كثيرة، منها أنني لم أكن أريد أن أتنبأ بمواقف الفواعل الدولية و الإقليمية وإنما أنتظرت مؤشرات أكثر وضوحا عليها مما توفر، طبعاً مع ملاحظة مهمة أن أكثر المتحدثين في التحليل السياسي العراقي هم، أما موظفين سريين لأحزاب يتحدثون بما تريد، أو متطوعين متحمسين طمعاً في الحصول على موطئ قدم لديها، اقول أغلب وليس الكل، الآن دعوني أكتب بإختصار رأيي
١- كنت أتوقع بدرجة كبيرة أن إيران لن تضحي بأي فرصة للعودة للاتفاق النووي مع الولايات المتحدة خاصة بعد وصول رئيسي الى السلطة الذي احتكر التشتت بين الدولة والثورة الذي أوجده الجنرال سليماني وفرضه كما يبدو على الدولة والمرشد
٢- وكنت أتوقع أن الرئيس رئيسي الذي يعد نفسه ليرث الدولة وموقع المرشد وهو لايزال في خضم (شبابه السياسي) انه سيذهب الى خطوات أكثر عقلانية من تهورات أحمدي نجاد وأكثر حرية من مواقف روحاني المقيد بأصفاد الجنرال سليماني
٣- في نفس الوقت الذي تحاول إيران التوصل الى صفقة نووية مع الولايات المتحدة لا استبعد أن يكون من شروطها (السرية) إفساح المزيد من المجال للدور الأميركي (أو لحلائفه) المحليين والاقليمين في العراق، فإنها تتقدم بثقة للاستحواذ على الفرص الأكبر في مشروع الحزام والطريق الصيني والذي قد يجعلها ذات يوم ليس بعيد القوة الإقليمية الأكبر، واللاعبة على الحبلين الأميركي والصيني بنفس الوقت.
٤- على متابعتي لتغريدات وتحليلات السيد أمير موسوي، فأنه غالباً لا ينطق عن هواه بقدر ما ينطق عن الموقف الإيراني الرسمي، سواء ذلك الذي كان يفرضه الجنرال أو يراه المرشد أو تتفق عليه إيران الدولة والثورة، والتي يبدو أنها أُختزلت في الرئيس رئيسي
٥- من المبكر القول أن إيران قد تخلت عن حلفائها في العراق، لكن يبدو بشكل وأضح أنها ليست بعيدة أو معارضة لرؤية سيدي النجف في إعطاء شيعة العراق (الباحثين على المزيد من الاستقلال عن الثورة الإيرانية الباحثين عن صداقة متوازنة معها “جيراننا أصدقائنا وليس أسيادنا” ) المزيد من الحرية في حراكهم لإعطاء جرعة أمل بنجاح الحكم الشيعي في العراق قبل إن يسقطه الشيعة أنفسهم أو تنتزعه أميركا كما فعلت مع نظام صدام
وبرأيي أن إيران أعطت جرعة نشاط بنفس الوقت لاصدقائها في العراق (شيعة وسنة وكرد) من خلال وجودهم في المعارضة مما يجعلهم أقرب الى ثقة الشعب وثرواته النائمة من خلال نقلها الى ساحة البرلمان والسياسية عبر كتلة برلمانية كبيرة ستكون أقرب بكثير من الكتلة الحاكمة الى النوع التشريني المشاكس في البرلمان
في الختام، أعتقد الآن أن الأهم والأكثر فاعلية لقوى الإطار هو إكمال مسيرة الإلتزام القانوني والدستوري والذهاب بكل رحابة صدر وقبل أن يتفككوا إلى المعارضة، وقبل هذا وذاك إدانة ومنع أي سلوك عنفي قد يصدر من بعض الأطراف المنضمة في الإطار أو المحسوبة عليه.
ورأيي الشخصي ختاماً، أن الرابح هو الذي سيكون في المعارضة ويؤدي دوره فيها بشكل محترف.
إرسال تعليق