نسابق الزمن لزيادة أعماق موانئنا



الدكتور المهندس  فرحان الفرطوسي لا يخفى على المختصين أنَّ الموانئ العراقية قد أظهرت فعاليتها وكفاءتها بزيادة إيراداتها المالية، في سياق خطة مدروسة بدأناها في سنة 2020، للإرتقاء بموانئنا إلى مستوى العالمية، وقد أعلنا عن إيرادات الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2024، ........

التي بلغت بحدود 325 مليار دينار عراقي، وإن هذا التقدم النوعي في أداء شركتنا يجسد المضي قُدماً نحو تطويرها، لتعظيم دورها الإقتصادي والتنموي،

في ظل الإهتمام الكبير من السيد رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني ومتابعة مباشرة من السيد وزير النقل المهندس رزاق محيبس السعداوي.

وإنَّ ميناء الفاو الكبير يسير بخطى ثابتة ومتسارعة نحو تحقيق الإستراتيجية الوطنية في جعل العراق مركزاً لوجستياً عالمياً، لما يمتلكه من مكانة في مسارات التجارة العالمية الجديدة. وفي جزء من واقع عمل المشروع، تم إكمال جميع أعمال الصب الخاصة بالقطع العشر المكونة للنفق المغمور، وستكون أرصفة الميناء الخمسة التي تشهد المراحل النهائية من إنجازها،

مجهزة بتقنيات حديثة ومتطورة عالمياً لتؤدي عملها عند استقبال السفن العملاقة، تماشيا مع ما يمتاز به الميناء من عمق ( 19.8 متراً، الذي يستوعب السفن الكبيرة، سواءٌ سفن الحاويات أم ناقلات البضائع السائبة التي تتطلب مياهاً عميقة للرسو والمناورة بأمان، وتم تقسيم عمليات الحفر إلى عدة مراحل، هي: المرحلة الأولى وتبدأ من قاع البحر لغاية (13) متراً، فيما تضمنت المرحلة الثانية العمق من (13) متراً، ولغاية (15) متراً، والمرحلة الثالثة من (15 ) متراً، لغاية (17) متراً، والمرحلة الرابعة والأخيرة من (17) متراً، لغاية (19) متراً، وهو العمق النهائي للقناة الملاحية وحوض الميناء، وهذا العمق يجعله متصدراً على جميع موانئ الشرق الأوسط وفي مقدمة الموانئ العالمية، مع مراعاة الآثار البيئية،

التي بدورها قد تحسنت بعد إنشاء الميناء وظهرت بيئة طبيعية جديدة ساهم مشروع الميناء في صناعتها. وهناك تعاون مشترك وتنسيق عالٍ مع قيادة القوة البحرية لتأمين عمليات الحفر البحري للقناة المرتبطة بميناء الفاو الكبير.

 وفيما يتعلق بأعماق موانئنا الأخرى، فإن شركتنا مستمرة في تنفيذ استراتيجيتها لزيادة أعماق ممر قناة خور عبد الله الملاحية، بسبب نوعية الأطيان المُصنفة ضمن الأسوأ عالمياً،

فإن المياه الإقليمية العراقية والممرات الملاحية تشهد ترسبات مستمرة، ما يستدعي أعمال حفر مستمرة لضمان مرور السفن التجارية بأمان، فالمحافظة المستمرة على الأعماق وصيانتها تساعد على مرور السفن بشكل آمن من ناحية، ومن ناحية أخرى تساهم باستقبال بواخر أكبر حجماً، وهذا الأمر يساهم في زيادة الإيرادات المالية للشركة وتقليل كلفة النولون البحري على السلع.

 ختاماً، إن العالم يتجه للسفن العملاقة، ونؤكد أن ميناء الفاو الكبير بعمق (19) متراً، قد تم تصميمه لاستقبال هذا النوع من السفن، مما يؤهله أن يكون مركزاً لوجستياً عالمياً يربط الشرق بالغرب، وجزءاً لا يتجزأ من سلسلة التوريد العالمية.

إرسال تعليق

[blogger]

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget