رسائل جديدة إلى مقتدى الصدر (1)..أين ثورتك على التحالف الوطني ؟













غالب حسن الشابندر
كنت ومنذ اليوم الاول من بدء احتجاجك الجماهيري، الذي بدا تظاهرة شعبية صاخبة في ساحة التحرير، وانتقل الى شبه تمرد على ابواب الخضراء، قد قلت كلمتي الصريحة، بأن التظاهر حق، ومطلوب، وهو خير أداة للضغط ، ولكن ان تكون الجهة المقصودة في الضغط الحكومة او المنطقة الخضراء فذلك ما كنت أراه خطأ، وقد حددت الجهة هنا في كلمة صريحة، لقد قلت ان هذه التظاهرة، التمرد، يجب ان يكون على ابواب التحالف الوطني، حزب الدعوة، بما فيه حزب خضير الخزاعي الذي خلقه مزاج الاستاذ خضير ، والمجلس الاعلى، وحزب الفضيلة ، وحركة الاصلاح، وكل مكوناته التي اثبتت عدم اخلاصها للشعب العراقي، وفي المقدمة لشيعة العراق ..
التمرد الصدري، ثورة تيارالاحرار، وكل القوى الخيرة التي تجاوبت مع مطالب التيار، ونداء السيد مقتدى الصدر، كان من الواجب ان يكون على ابواب المقرات الرئيسية لهذه القوى التي خانت مكونها .
كان الواجب على السيد مقتدى الصدر ان يعي بأن هذا التحالف بمثابة سلسلة من خيانات مفجعة بحق شيعة العراق قبل غيرهم، فهذا التحالف وبصرف النظر عن التفاصيل: ـ
أولا: خانَ النجف الأشرف، واعطى لقيادة الشيعة الروحية ظهره، بل كان مجمل مسيرته السياسية بمثابة تحدٍ للنجف، حتى اضطرت النجف ان تغلق ابوابها بوجه رجالاته الاول، وقادته الكبار، احتجاجا وتذمرا، لقد جلب التحالف الضرر على المرجعية النجفية بكل ما يعنيه الضرر من معنى، وبالتالي، كان التحالف بمجمله عبارة عن خنجر مسموم في قلب النجف .
ثانيا: إن هذا التحالف / الشر، تسيّد بكوادره الحزبية والعائلية على مفاصل حقوق الشيعة في الدولة، فجميع مفاصل الدولة القوية، الجوهرية، تحت قبضبة حزب الدعوة والمجلس والفضيلة وبدر والاصلاح وغيرهم، حيث حذفوا كل طاقة محايدة، وحولوا كيان الدولة الى كابينات حزبية وأسرية وعائلية، اي ان التحالف هو للتحالف وليس للقواعد الشيعية، فإن لهذه القواعد الموت على جبهات القتال، والفقر، والترمل، واليتم، والتشرد، بيوت الطين، والصفيح، الغرف المظلمة، الشوارع الآسنة، فالتحالف الوطني عبارة عن (دكاكين) دعوتية ومجلسية واصلاحية وبدرية وفضيلية، والحبل على الجرار .
ثالثا: إن اكثر من مكون من مكونات هذا التحالف / الشر، وبعد ان انتهت الانتخابات البرلمانية بفوزه، تنكر للذين صوتوا له، وسرّح العاملين في دوائره، بل حرمهم حتى من حقوقهم المشروعة، فهناك العشرات من هؤلاء طردوا وفصلوا من دون صرف مستحقاتهم، ما يعكس اخلاقية استحواذية وانتهازية، وفيما يكون الحزب او المؤسسة تتآمر على كوادرها، وتشردهم، بعد فوز ديناصوراتها ورموزها (المتقدمة)، كيف يمكن وهذه الحال ان تخلص للملايين من جائعي ومعوزي وفقراء " طائفتها والمكون الذي تدعي تمثيله في العملية السياسية "!
رابعا: إن قيادات هذا التحالف وبسبب صراعهم على المغانم والمكاسب ساهمت،وأي مساهمة، في تمزيق شيعة العراق، فإن صراع الديكة، ومقتسمي الكعكة ، ينعكس سلبا بطبيعة الحال على جماهير المكوّن، وهذا ما حصل ويحصل، وبناء على ذلك يكون التحالف، بدعوته، ومجلسه، وفضيلته، وبدره، وكل مكوناته من اسباب بل من اهم اسباب تصدع الكيان الشيعي في العراق، فهؤلاء يجب ان تحاسبهم الجماهير الشيعية، بل وتقدمهم لمحاكم ثورية، لانهم طعنوا بشرف الشيعة من سبب قصي، يكتشفه بسهولة صاحب الخبرة في قراءة التاريخ، وتقصي الحقائق حتى جذورها الاولى .
خامسا: تسبب هذا التحالف في خلق تفاوت طبقي مقيت داخل الكيان الشيعي، فاولاد المسؤولين والقيادات المتقدمة في احزاب وفئات ومكونات هذا التحالف / الشر، تمكنوا من المواقع ذات المرتب الخيالي، كما مسكوا بكل موارد القوت، ومنافذ التمكين الاقتصادي والمالي في العراق، فيما كان حظ الشيعي العادي، اما الوظيفة الدنيا، او القتل (في سبيل الله)، او الهجرة، فهذا التحالف مؤسسة بغيضة، احتكارية، استغلالية، بشعة، انه مجموعة من الكبار المتخمين بقوت الشيعة في نطاق الشعب العراقي، مافيا، هناك تفاهم ضمني بين مكونات هذه المافيا، رغم الصراع الخارجي بينها، نعم، انه صراع حقيقي، ولكن في ظل اتفاق صامت، قوامه، لا للتغيير الذي من شإنه الإجهاز على هذه المكاسب الحرام ...
انه تحالف الشر بكل معنى الكلمة .
ان (ثورة) مقتدى الصدر كان الواجب ان تكون على التحالف، ليس على ابواب المنطقة الخضراء، بل على ابواب قصور ومقرات مكونات هذا التحالف، فهناك يكمن البلاء، وهناك يكمن الشيطان ...
ولكن ما علاقة كل ذلك بالتيارالصدري ؟
يتبع
[blogger]

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget