-1- ما زلنا نسمع من هنا وهناك، من يُغرّد خارج سرب الجرح العراقيّ ويحاول لي عنق الحقّيقة، وأقصد الذين ما زالوا ينظرون إلى "التّيّار الصّدريّ" نظرة المرتاب والمُشكّك، ويصرّون على أنّ الصّدريين هُمْ تلك المجاميع غير المنضبطة والتي لا يُمكن السّيطرة عليها، أو أنّهم المجاميع الرّاديكاليّة المتطرّفة التي تمارس السّب والشّتم مع كلّ من يختلف معهم، أو أنّهم تيّار سياسيّ له أجندته ومآربه السّياسيّة/ الحكوميّة. نعم، ما زال هناك من لا يريد أن ينظر للصّدريين إلّا من خلال الإنطباعات المركوزة في ذهنه والتي لا يُريد مغادرتها، ويغضّ الطّرف عن ألم الصّفعة التي وجّهتها له أكفّ الحقّيقة، لتقول له: إنّ "التّيّار الصّدريّ" أثبتوا عمليّاً أنّهم أيقونة الوجع العراقيّ وسادة البذل والعطاء لغيرهم، وأنّ صور الأطفال الرُّضّع والشَّيَبة والنّساء الذين خرجوا للمطالبة بالإصلاح، تؤكّد إنّ محمّد الصّدر كان أُمّة.
-2- ما زلنا نسمع من الأحبّة "المدنيين" رفضاً وإستهجاناً للحِراك الجماهيريّ، وأقصد الذين تقاطعوا مع من شارك الصّدريين في التّظاهرات والإعتصامات. فهؤلاء الأحبّة يُشكّكون بنوايا "التّيّار الصّدريّ" وكذلك بأخوتهم وأحبّتهم المدنيين الذين إجتمعوا مع الصّدريين تحت خيمة الجرح العراقيّ. لاشكّ أنّ من حقّهم ما يعتقدون وما يظنّون، إلّا أن الغريب واللّافت أنّ أعدادهم ليست بالقليلة، وهُمْ لا يرفضون التّظاهر والإعتصام لعدم قناعتهم بالحِراك، بل يُبرّرون تقاعسهم بسبب وجود الصّدريين والمدنيين "المنبطحين" للصّدريين حسب زعمهم. وهنا أتمنّى عليهم أن يكونوا بمستوى الوجع العراقيّ، وينزلوا للشّارع بعنوانهم الذي يختاروه، وليتركوا "التّيّار الصّدريّ" و"المدنيين" الذين خذلوهم، ويكونوا هُمْ قادة أنفسهم ويجمعوا بقيّة شرائح المجتمع العراقيّ الذين تشاطرهم الرّأي كما يدّعون، فالعراق أكبر من الصّدريين وأكبر من المدنيين، فإذا كان هو همّهم الوحيد، فليخرجوا لنصرته.
-3- ما زلنا نتألّم ونحن نرى أحبّتنا في اللّجان التّنظيميّة للإعتصام والتّظاهرات، لا يجيدون إدارة أبسط بديهيّات العمل، مع تقديرنا العالي للجهود المبذولة والنّوايا الطّيّبة، لكنّ الحديث عن سوء الأداء الذين لا يتناسب مع هذا الحِراك الجماهيريّ الكبير، والذي يُعدّ إنعطافة مهمّة في تاريخ العراق المعاصر. فعرافة الحفل والإشراف على المنصّة وتوفير الكهرباء وترتيب عمل الأحبّة في وسائل الإعلام الأخرى وتسهيل مهامهم، ليست معقّدة إلى هذا الحدّ، بل هي يسيرة جدّاً، ولا تحتاج إلّا لترتيب بعض الأوراق، والإبتعاد عن سياسة "الحاجة بربع". مشروع الصّدر كبير ومهمّ، ويحتاج أن تكون مناطق إستغالنا فيه، بمستوى الغايات الكبيرة والنّبيلة التي يستهدفها.
-4- ما زال مقتدى الصّدر، يوكّد ويثبّت اركان المشروع الصّدريّ/ الإصلاحيّ الكبير، الذي نهض به سيّد الرّوح محمّد الصّدر، ويكمل تِباعاً ذلك البناء المجتمعيّ/ الوطنيّ.. وما زلنا للأسف، ننظر له بعينٍ صدريّة ضيّقة.. متى نعي أنّ مقتدى الصّدر، بقيّة نور الله؟!