الموقع الجغرافي للعراق غير من حركة النقل البري والبحري ليس في المنطقة فحسب انما في العالم اجمع، وادرك كل ما موجود في العراق بان هناك كنز كبير يملكه هذا البلد سوف يدر ميزانية ضخمة تفوق ميزانية النفط الذي يملكه.
تابع قناة "المعلومة " على تلكرام.. خبر لا يحتاج توثيقاً ..
هذا الامر يجعل العراق مركزا تجاريا في قلب العالم ويربط قاراته عبر رقعة جغرافية صغيرة اسمها "الفاو" الذي يقوم العراق حاليا ببناء اكبر ميناء لاستيعاب البضائع والحمولات الاتية من اقصى الشرق الى اقصى الغرب عبر هذه المنطقة.
هذا جعل دول جوار العراق تتخوف من ميناء الفاو، وحاولت ان يكون لها حصة منه بمد سكك حديدة او فتح طرق برية لتكون مشاركة فيه، وهناك دول أخرى حاولت عرقلة "رزق العراق" بشيء من الحسد مثل الكويت التي تريد بناء ميناء لخنق ميناء الفاو.
ويبدو ان أمريكا من اكبر الداعمين للكويت في مسعاها، من خلال وسائل اعلامها التي تحذر من ميناء مبارك الكويتي، وهذا ما ادته وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، بأن دولة الكويت تعمل على التعاون مع الصين لإحياء مشروع ميناء الخليج الضخم المعروف باسم ميناء مبارك، الذي يهدف إلى أن يكون مركزا تجاريا رئيسيا في الطرف الشمالي من الخليج.
وجاء إحياء المشروع بعد حوالي 10 سنوات من توقف البناء - عندما كان مكتملا جزئيا فقط - حيث تأثر بخطة العراق الطموحة لإنشاء شبكة طرق وسكك حديدية بقيمة 17 مليار دولار لتعزيز التجارة في المنطقة، والتي تشارك فيها أيضا تركيا وقطر والإمارات، بعيدا عن الكويت، وفق الوكالة.
وكان وفد صيني زار الدولة الخليجية ، واجتمع مع مسؤولين كويتيين لإجراء "مناقشات فنية وميدانية معمقة" حول بناء ميناء مبارك الكبير وغيره من المشاريع، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الكويتية.
وقالت الباحثة المقيمة في معهد دول الخليج العربي بواشنطن، كريستين سميث ديوان، من الواضح أنه إذا لم تتحرك الكويت إلى الأمام، فستتخلف عن الركب. وهذا يحدث بالفعل".
ورغم أنها تعد حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وواحدة من أغنى دول العالم بفضل احتياطياتها النفطية، فإن أهداف التنمية الخاصة بالكويت تعاني منذ فترة طويلة نتيجة الخلل السياسي، وهو ما أكده مؤخرا تعليق أمير البلاد للبرلمان.
ويشير إحياء خطة الميناء إلى أن "أمير الكويت يخطط لاستخدام تعليق البرلمان للمضي قدما في المشاريع التي تعطلها الخلافات بين المشرعين والوزراء"، حسب "بلومبيرغ".
لا تزال هناك العديد من العقبات التي قد تواجه المشروع، وفق "بلومبيرغ"، إذ يضم الخليج العديد من الموانئ الرئيسية بالفعل، بما في ذلك تلك الموجودة في دبي وأبوظبي بدولة الإمارات.
ويشكل ميناء مبارك الكبير منافسة مباشرة لميناء الفاو العراقي القريب، حيث ألغت بغداد اتفاقية بحرية كانت تتيح للكويت الوصول عبر ممر خور عبد الله.
وزارت وزيرة الأشغال العامة الكويتية، نورة المشعان، موقع بناء مشروع ميناء "مبارك الكبير" بجزيرة بوبيان، في إشارة رسمية على أن الدولة الخليجية متمسكة بالمشروع الذي يرفضه العراق.
وذكرت وزارة الأشغال في بيان، أن المشعان زارت موقع ميناء مبارك، يرافقها وفد فني من خبراء ومهندسين متخصصين في المشاريع العملاقة من الصين والكويت، بالإضافة إلى السفير الصيني لدى الكويت.
وجاءت الزيارة، وفقا للبيان، تفعيلا لمذكرة التفاهم المتعلقة بإنشاء مشروع ميناء مبارك، الموقعة بين الكويت والصين خلال زيارة أمير البلاد، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، إلى بكين خلال شهر سبتمبر الماضي.
ولم تفصح الكويت رسميا عن استئناف الأعمال الإنشائية في ميناء مبارك الواقع بجزيرة بوبيان القريبة من العراق، وهو مشروع لطالما رفضته بغداد.
لكن صحيفة "القبس" تقول إن مشروع ميناء مبارك "يتصدر المشهد الكويتي تنمويا واقتصاديا مع بدء الاستئناف الفعلي لتنفيذه، واتخاذ خطوات عملية وواقعية نحو هذا التوجه، ليكون في مصاف المشروعات التنموية التي تعول عليها الكويت خلال المرحلة المقبلة".
في أبريل 2011، وضعت الكويت حجر الأساس لبناء ميناء "مبارك الكبير" الذي تقدر كلفته بنحو 1.1 مليار دولار في جزيرة بوبيان، على أن يكتمل بناؤه في 2016، علما بأن الإعلان عن هذا المشروع الضخم صدر أول مرة عام 2007.
وفي تموز من العام ذاته، طلبت بغداد رسميا من الكويت وقف العمل في ميناء مبارك بعد جدل سياسي بين البلدين، لكن الدولة الخليجية رفضت رسميا طلب العراق.
وفي عام 2013، أبرم البلدان اتفاقية تنظيم حركة الملاحة البحرية في خور عبدالله الذي يربط العراق بمياه الخليج.
وتنص الاتفاقية على تقسيم مياه خور عبدالله بالمناصفة بين البلدين، انطلاقا من قرار مجلس الأمن الدولي التابعة للأمم المتحدة "833" الصادر عام 1993، الذي أعاد ترسيم الحدود في أعقاب الغزو العراقي على الكويت.
ويعترض عراقيون على هذه الاتفاقية لأنهم يعتبرون أنها تعطي الكويت أحقية في مياه إقليمية داخل العمق العراقي، مما يعيق حركة التجارة البحرية أمام الموانئ المحدودة للبلاد.
لكن المحكمة العراقية العليا، قررت، في سبتمبر الماضي، عدم دستورية اتفاقية خور عبدالله التي تنظم حركة الملاحة البحرية في الممر المائي الفاصل بين الكويت وبغداد
وبررت المحكمة قرارها "لمخالفة أحكام المادة (61/ رابعا) من دستور جمهورية العراق التي نصت على أن عملية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية تنظم بقانون يسن بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب"،
اذن .. السؤال الوجيه الذي يمكن ان ينطرح، ما هو تأثير ميناء مبارك على ميناء الفاو، هل سيكون هناك قدرة لمبارك على خنق الفاو وفقدان جزء من قدراته ؟
هذا الامر اجابت عنه رئيسة لجنة النقل والاتصالات البرلمانية، زهرة البجاري، التي قللت من أهمية ميناء مبارك الذي تقوم الكويت ببنائه لمنافسة ميناء الفاو الكبير.
وقالت البجاري لـ /ألمعلومة/، ان "ميناء مبارك الكويتي لن يكون ذو جدوى اقتصادية، الا اذا ذهب العراق باتجاه فتح منفذ سككي لهذا الميناء، مشيرة الى ان الكويت تحاول المساس بالعراق من خلال اقدامها على استئناف العمل بمشروع الميناء".
وأوضحت، ان "وزيرة الاشغال الكويتية فاتحت الجانب الصيني لتطبيق الاتفاقية المبرمة بين الكويت وبكين لإنجاز الميناء".
وأضافت ان "الحكومة جادة بإنجاز مشروع ميناء الفاو الكبير لخدمة العراق اقتصاديا"، لافتة الى ان "ميناء مبارك لن يكون ذو جدوى مع استمرار العراق بالعمل على ميناء الفاو".
وبينت انه "في حال اصر العراق على عدم فتح طريق سككي مع ميناء مبارك الكويتي فأن هذا الميناء لن تكون له جدوى اقتصادية مطلقا، حيث ان الكويت تحاول إيجاد طريق بري لمينائها لإيصال البضائع نحو الدول الأخرى، وهذا الطريق لا يمكن ان يكون الا من خلال العراق".
من جهته رأى رئيس الهيئة التنظيمية للحراك الشعبي للحزام والطريق، حسين الكرعاوي، ان الجانب الأمريكي لا يريد ان يكمل العراق ميناء الفاو الكبير.
وقال الكرعاوي لـ /المعلومة/، ان "مشروع ميناء الفاو سيكون له تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد العراقي، وهو امر يتقاطع مع الإرادة الامريكية".
ودعا الى "استباق الأمور والتحلي بالمسؤولية لانهاء التواجد الأمريكي من العراق تنفيذا لقرار مجلس النواب عام 2020".
واكد "استمرار الضغوط الامريكية على العراق من اجل إيقاف عجلة اقتصاده ورهن قدراته بها، لتتحكم بالموارد العراقية كيفما تشاء".
واتهم "الجانب الأمريكي بمحاولة تعطيل المشاريع الكبيرة الاستراتيجية مثل مشروع ميناء الفاو الكبير"